تقاریر أممیة.. تحالف العدوان السعودی تسبب بمقتل 233 ألف شخص فی الیمن
لقد حول تحالف العدوان السعودی الإماراتی الغاشم، الیمن السعید إلى ساحة لتجارب عسکریة، تستخدم فیها أسلحة خطرة منها الیورانیوم والفسفور والقذائف الفراغیة، فتحول کل ما تصل إلیه إلى حریق ورماد ودمار ولقد ارتکب هذا التحالف الغاشم منذ عام 2015 وحتى هذه اللحظة الکثیر من الجرائم الوحشیة فی حق أبناء الشعب الیمنی المظلوم ولقد کشفت العدید من التقاریر المیدانیة أن طائرات العدوان کانت تقوم بإلقاء الکثیر من المتفجرات والقنابل المحرمة دولیاً على المدنیین فی الیمن وهذه الجرائم تسببت فی حدوث إبادة جماعیة لأبناء الشعب الیمنیة وتدمیر کلی للبنیة التحتیة والمراکز الطبیة والمدارس. ولقد وجهت منظمة "هیومن رایتس ووتش" لحقوق الإنسان، اتهامات الى السعودیة باستخدام أسلحة محرمة دولیا، من ضمنها قنابل عنقودیة فی الغارات الجویة التی تشنها على الیمن.
وحول هذا السیاق، أکد مکتب الأمم المتحدة لتنسیق الشؤون الإنسانیة قبل عدة أیام، أن 233 ألف شخص قتلوا جراء الجرائم الوحشیة التی قام بها تحالف العدوان السعودی فی الیمن، حتى الآن، أو توفوا بسبب المسائل الأخرى ذات الصلة بالحرب، من أمراض وأوبئة وجوع. وقال المکتب الأممی، عبر صفحته الرسمیة على موقع التواصل الاجتماعی "تویتر"، إن "هذا العدد المذهل من الضحایا غیر مقبول"، مشیرا إلى أن "الیمن وصل إلى نقطة تحول، وبات فی حاجة أکثر من أی وقت مضى إلى وقف لإطلاق النار". کما لفت إلى أن الأوضاع الصحیة والمعیشیة الصعبة التی یواجهها الیمنیون بلغت مستویات کارثیة، مجددا تحذیراته من وجود خطر حقیقی لمجابهة جزء کبیر من سکان الیمن لمجاعة إذا لم تتحرک الجهات المانحة والمنظمات الدولیة لتقدیم الدعم الانسانی والاغاثی اللازمین.

وفی وقت سابق، أشار محققو الأمم المتحدة حول الیمن فی تقریر إلى "جرائم حرب" محتملة ارتکبتها قوات تحالف العدوان السعودی الإماراتی، وانتهاکات فظیعة لحقوق الإنسان بما فی ذلک أعمال القتل التعسفی والتعذیب والاغتصاب وغیره من أشکال العنف الجنسی. وحذروا الولایات المتحدة وبریطانیا وفرنسا من أنها قد تتحمل مسؤولیة تقدیم المساعدة أو المساعدة فی ارتکاب انتهاکات بحق القانون الدولی إذا ثبت أن شروط التواطؤ متوافرة. وقالوا فی بیان إنه فی حال أکدت محکمة مستقلة ومختصة العدید من الانتهاکات التی تم توصیفها، فإنها قد تؤدی إلى تحمیل أفراد مسؤولیة ارتکاب جرائم حرب فی الیمن. وقال رئیس فریق الخبراء البارزین الإقلیمیین والدولیین بشأن الیمن "کامل الجندوبی": "یجب على المجتمع الدولی أن یکف عن غض الطرف عن هذه الانتهاکات التی یرتکبها تحالف العدوان وعن الوضع الإنسانی الذی لا یطاق فی الیمن".
وعلى نفس هذا المنوال، کشفت العدید من التقاریر، أن تحالف العدوان لا یزال یواصل ارتکاب المجازر بالیمن، مستفیداً من غیاب الإرادة الدولیة الفاعلة لمحاسبته على انتهاکاته بحق المدنیین، ومکتفیاً بالإعلان عن مراجعات تتعلق بحیثیات الغارات التی تنفذها قواته وتتسبب بمجازر وحشیة بحق الیمنیین، وهی مراجعات یغلب علیها عادة منطق التبریر للضربات. المجتمع الدولی والأمم المتحدة بالتحدید ورغم الکم الهائل من التقاریر التی تصلها وترفع إلیها من قبل هیئات ومنظمات تتبعها ومن قبل مؤسسات حقوقیة وإنسانیة مستقلة معروفة جمیعها تتحدث عن جرائم إبادة وانتهاکات للقانون الإنسانی والحقوقی ولکل المواثیق والتی منها ما یتعلق بحالة النزاع والحروب وبالوثائق والأدلة، ولکن لم تتخذ أی موقف وظل موقفها جامداً فی خانة القلق والإعراب عن خیبة الأمل.
وعلى صعید متصل، حذرت الأمم المتحدة وإداراتها المختلفة مرارًا وتکرارًا من المحنة الخطیرة التی یعیش فیها الیمنیین ودعت إلى زیادة المساعدات لهذا البلد الفقیر. ولکن هذه المنظمة الدولیة قامت باتخاذ بعض المواقف السیاسیة المتناقضة، وذلک من أجل إزالة المسؤولیة عن کاهل تحالف العدوان السعودی فی خلقه الوضع الحالی فی الیمن وإزالة الضغوط الدولیة عن هذا التحالف الغازی. یذکر أنه فی أکتوبر 2017، أدرجت الأمم المتحدة تحالف العدوان السعودی على القائمة السوداء لقتل وجرح 683 طفلاً یمنیًا ومهاجمة عشرات المدارس والمستشفیات، لکن الأمین العام للأمم المتحدة قام مؤخرًا بشطب اسم التحالف الغاشم الذی تقوده السعودیة من القائمة السوداء للمنظمة، وقال بأن هذا التحالف لم تکن له ید ودور فی وفاة الأطفال وانتهاک حقوقهم.

وفی هذا الصدد، أکد مدیر إدارة حمایة حقوق الطفل فی منظمة "هیومن رایتس ووتش" ردًا على هذا الإجراء وقال: "إن قیام الأمین العام للأمم المتحدة بحذف اسم تحالف العدوان السعودی من القائمة السوداء، على الرغم من استمراره فی قتل الأطفال فی الیمن، تعتبر وصمة عار فی صفحة هذه المنظمة العالمیة". مضیفاً، "لقد قام "جوتیریز" بشطب اسم هذه الدول من القائمة السوداء للأمم المتحدة دون أی مبرر، على الرغم من تقدیم الأمم المتحدة أدلة على انتهاکات حقوق الطفل من قبل هذه الدول القویة العضوه فی تحالف العدوان."
وعلى صعید متصل، أکد وکیل وزارة الإعلام "نصر الدین عامر"، أن الأمم المتحدة منذ بدایة العدوان منحازة بالکامل لدول العدوان نتیجة الهیمنة الأمریکیة على القرار الاممی. وقال "عامر"، أن "الموقف الأممی تجاه العدوان على الیمن، لم یعد صامتاً بل بات متحاملاً على الضحیة لمصلحة القاتل"، مشیراً الى أن المال السعودی والاماراتی یستلب القرار الأممی الى حد کبیر وهذا ورد على لسان الأمین العام السابق للأمم المتحدة بانکی مون الذی أزال السعودیة من قائمة العار لانتهاکات الأطفال بعد تهدیدات السعودیة بوقف التمویل للسعودیة وتمت ازالتها خلال أیام.
ولفت إلى أن الوضع العام وخصوصاً الوضع الصحی ینذر بکارثة لا سیما مع تفشی وباء کورونا الذی تسببت دول العدوان بدخوله الى الیمن والان تساهم فی انتشاره من خلال منعها کل الاحتیاجات اللازمة لمواجهته واخرها ازمة الوقود التی تسببت الى الان بوقف جزئی للکثیر من المرافق الصحیة التی هی فی الاساس ضعیفة جدا وقلیلة جدا نتیجة استهدافها بالغارات منذ بدایة العدوان. وأشار إلى أن الشعب الیمنی لن یظل مکتوف الأیدی تجاه حصاره والعدوان علیه، لافتاً إلى أن الانجازات العسکریة الیمنیة ستستمر وستتصاعد حتى یتوقف العدوان ویرتفع الحصار وتتحرر کل الاراضی الیمنیة ویتوقف نهب الثروات الیمنیة من قبل العدوان ومرتزقته .