خبیر أمنی ترکی: الاغتیالات الصهیونیة تستهدف الأسس والدعامات العلمیة للدول الإسلامیة

 استشهد العالم الایرانی البارز الشهید محسن فخری زاده الذی کان یشغل منصب رئیس منظمة الابحاث والابداع بوزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة فی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، عصر یوم الجمعة ال 27 من تشرین الثانی فی هجوم ارهابی مسلح على موکبه.

فی الساعات الأولى من هذا الحادث، أثار مسؤولون إیرانیون مؤشرات تدل على دور وضلوع الکیان الإسرائیلی فی هذا الهجوم الإرهابی.

ومن ناحیة أخرى، یعتقد العدید من الخبراء الدولیین أن هذا الإجراء تم اتخاذه من قبل غرفة العملیات الأمریکیة الإسرائیلیة.

ومن المثیر للاهتمام، أنه فی السنوات الأخیرة، تم اغتیال علماء من العدید من الدول الإسلامیة ، وخاصة ترکیا ومصر والعراق وتونس وفلسطین. حیث یدل هذا الامر على أن بعض الدول والکیان الصهیونی قد استهدفوا الأسس والدعامات العلمیة للدول الإسلامیة.

وفی هذا الصدد قال الخبیر فی الشؤون الأمنیة الترکیة الدکتور "إمبات موغلو" بغیة التحقیق فی دوافع الاغتیال وأوجهه المختلفة وفیما یتعلق بالاغتیالات التی طالت العلماء الایرانیین فی السنوات الاخیرة: "أثارت نشاطات إیران النوویة استفزاز وحفیظة إسرائیل والمواجهة بین واشنطن وطهران التی جذبت کل اهتمام إسرائیل والولایات المتحدة الامریکیة لایران بهذا الهجوم الإرهابی على فخری زاده.

حیث یظهر اغتیال فخری زاده، الذی یعد عراب ومؤسس النشاط النووی والمهندس الرئیس للبرنامج النووی الایرانی، أن هذا لیس حدثاً شائعاً ضد عالم بارز. لأنه بین عامی 2010 و 2012 ، تم اغتیال أربعة علماء إیرانیین بنفس الطریقة حیث اتهمت الحکومة الإیرانیة إسرائیل القیام بهذه الأعمال.

کما تم حساب هذه الهجمات وتنفیذها بدقة فی الأوقات الحرجة والحساسة، ومنذ أن تأسست إسرائیل، لم تنفک عن لعب أی نوع من الألعاب السیاسیة لإضعاف إیران. ولهذا السبب تکافح إسرائیل لإبقاء إیران متورطة فی مثل هذه القضایا.

هذا وینشط عملاء الموساد البارزون وذوو الخبرة فی إیران ویتخذون إجراءات لیس فقط على الأراضی الإیرانیة ولکن أیضا فی سوریا ضد القوة العسکریة الإیرانیة.

وعلى الرغم من تعاون إیران وروسیا فی سوریا وحمایة الأجواء السوریة من قبل روسیا ، إلا أن إسرائیل لا تزال تحاول استهداف النقاط العسکریة الإیرانیة فی سوریا بالمقاتلات الحربیة، وهذا أمر یستحق الدراسة، حیث ان إسرائیل تمهد الطریق لصراع عسکری بین إیران والولایات المتحدة الامریکیة.

وعن تصریحات المسؤولین السیاسیین الإیرانیین ووسائل الإعلام الأجنبیة بأن هذا الهجوم الإرهابی نفذه جهاز المخابرات الخارجیة الإسرائیلی (الموساد). وحول الأهداف الرئیسة لإسرائیل من هذه الأعمال الإرهابیة ضد العلماء الإیرانیین قال الخبیر فی الشؤون الأمنیة الترکیة: ان معارضة إسرائیل لأنشطة طهران النوویة والاغتیالات المتتالیة لعلماء إیرانیین تظهر على کل الأبعاد أن الموساد وراء هذه الأحداث.

وأضاف انه على الرغم من أنه یمکن رؤیة آثار الولایات المتحدة فی هذه السلسلة من الجرائم الإرهابیة ، إلا أن المسؤولین فی واشنطن لا یتحملون المسؤولیة عن هذه الأحداث.

وعلى الرغم من استمرار الصمت الإسرائیلی الغامض ، کان محسن فخری زادة العالم النووی الإیرانی الوحید الذی تم تسمیته مباشرة من قبل رئیس الوزراء الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو فی برنامجه الدعائی قبل عامین ، مدعیا أن فخری زاده کان یعمل على برنامج أسلحة نوویة. وقال آنذاک "لا تنسوا هذا الاسم (محسن فخری زاده)". ولهذا السبب ورد اسم نتنیاهو على أنه الشخص الذی یقف وراء اغتیال هذا العالم الإیرانی.

وأیضا، على الرغم من هزیمة ترامب فی الانتخابات الرئاسیة، إلا أنه لا ینوی ترک البیت الأبیض، ما یظهر أن هناک أیاد أخرى وراء هذه الجریمة ، لأن بایدن تحدث مرارا عن العودة إلى الاتفاق النووی فی حملته الانتخابیة ، والآن مع تزامن رئاسة بایدن مع هذا العمل الإرهابی یظهر أن البعض یسعون إلى إفشال أهداف بایدن فی الرجوع الى الاتفاق النووی.

وفی اشارة الى اغتیال بعض العلماء فی الدول الإسلامیة، بما فی ذلک مقتل 9 أشخاص من مهندسی الطائرات دون طیار والمقاتلات من طراز F-16 فی ترکیا منذ عام 2006 حتى الیوم، بالاضافة الى اغتیال بعض العلماء من دول اسلامیة مثل فلسطین ومصر وتونس وغیرها. واعتبار ان المنفذین الرئیسیین لهذه الأعمال یرکزون أکثر على الأسس العلمیة للدول الإسلامیة قال: لقد وقع العدید من علماء الشرق الأوسط ، مثل العلماء الإیرانیین والأتراک، ضحایا لمثل هذه الاغتیالات.

وأضاف ان مقتل بعض مهندسی الطائرات الترکیة دون طیار هو أمر مشکوک به، کما ان الحادثة المأساویة التی نجم عنها وفاة ثلاثة علماء أتراک کانوا فی طریقهم إلى کاناکالی، أو وفاة ستة علماء فیزیائیین أتراک بسبب تحطم طائرة فی جنوب ترکیا والذین کانوا یعملون فی مجال تخصیب الثوریوم ، أو الانتحار الغریب لثلاثة موظفین بشرکة صناعة الدفاع الترکیة أسیلسان، جمیعها حالات تظل فیها الطبیعة الحقیقیة لهذه الأحداث لغزاً غامضاً.

إن مصیر العلماء الأتراک لم یتغیر، وقد حل هذا المصیر على العالم الإسلامی، وخاصة إیران والعراق ومصر وفلسطین.

کلما أرادت الجغرافیا الإسلامیة التقدم والمضی قدماً من الغرب، توضع أمامها العقبات، وتستخدم إسرائیل کل حیلة ووسیلة ممکنة لإکمال مشروع الشرق الأوسط الکبیر أو لتشکیل الدولة إسرائیلیة. حیث کان لتقدم ترکیا وإیران تأثیر سلبی على السیاسة الإسرائیلیة والأمریکیة فی الشرق الأوسط، وبالتالی أثر إیجابی على فلسطین.




محتوى ذات صلة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

السید خامنئی: الفلسطینیون أینما کانوا هم جسد واحد

السید خامنئی: الفلسطینیون أینما کانوا هم جسد واحد

المرشد الإیرانی یؤکد على أهمیة تضامن القطاعات الفلسطینیة وتلاحمها بوجه الاعتداءات الإسرائیلیة، ورئیس مجلس الشورى یدین الجرائم الإسرائیلیة، وعشرات الإیرانیین فی العاصمة طهران یتظاهرون تضامناً مع فلسطین ونصرةً للقدس وغزة.

|

إیران ستقف إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطینیة بقوة

إیران ستقف إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطینیة بقوة

قال الامین العام لمؤتمر الدفاع عن الانتفاضة الفلسطینیة الدولی بمجلس الشورى الاسلامی: إن الجمهوریة الإسلامیة ستقف إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطینیة مؤکدا ان الأمة الإسلامیة لن تتسامح تدنیس المسجد الأقصى المبارک القبلة الأولى للمسلمین وسفک دماء الصائمین ".

|

ارسال التعلیق