بعد ترامب من يملاء الفراغ السياسي لأبن سلمان؟
رغم إعلان فوز المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية بنسختها الـ46 جو بايدن إلا أن دونالد ترامب لا يزال متمترساً في البيت البيضاوي ويرفض الاعتراف بهزيمته، مدعياً أن المعركة الانتخابية “لا تزال في أول الطريق وأن فوز بايدن ما هو إلا أعلامي فقط”.
مع هذا الترقب يترقب حلفاء ترامب تغير نتيجة الانتخابات خاصة وأن التغييرات التي تحدث عنها بايدن، طالت حلفاء ترامب أولاً وليس حلفاء أمريكا.
الخطأ الجسيم الذي ارتكبه ابن سلمان هو أنه وضع كل بيض السعودية في سلة دونالد ترامب، وراهن عليه، وسيجني عواقب هذا الرهان.
ابن سلمان ربما يراقب بعصبية الآن منتظراً نتيجة الطعون التي تقدم بها ترامب والتي الواضح أنها لن تفضي إلى نتيجة، فالموقف السعودي الذي جاء على حساب المشاعر الإسلامية حول العالم سيظهر ولي العهد معزولاً غداً.
لعب الشابان المبتدئان ابن سلمان وصهر ومستشار ترامب غارد كوشنر، وكلاهما في سن الثلاثين، دور رجل الدولة على المسرح العالمي، وأقاما علاقة وثيقة بين الدولتين، ومن الناحية الاستراتيجية، فقد عنى هذا تنسيقا ضد إيران والدعم الأمريكي لصعود ابن سلمان إلى السلطة.
وبالفعل شعر ولي العهد بالجرأة من الدعم الأمريكي له، واليوم شعر بالفراغ الكبير الذي خلفه هذا الدعم الذي ذهب أدراج الرياح، فليس من الواضح بعد الطريقة التي سيقوم فيها بايدن بالتعامل مع الطموحات السعودية خاصة أن بايدن وصف المملكة بـ"الدولة المنبوذة"، ووعد بمعاملتها بهذه الطريقة.
تلك التصريحات حتى إن لم تطبق حرفياً، ستترك أثرا على السياسة الأمريكية تجاه السعودية، وهذا يعد واحدا من أكبر الأسئلة في السياسة الخارجية النابعة عن الانتخابات الأمريكية، وعلى ابن سلمان أن يخلط أوراقه مجدداً ليحافظ على مكانته كلاعب في الشرق الأوسط، وهنا قد يختار حليف علني جديد وقد يكون "الإسرائيلي" هو هذا الحليف.