المصالحة الخلیجیة.. إنهاء خلاف حقیقی أم تمثیلیة؟
تجدد الحدیث بقوة عن احتمال حدوث مصالحة خلیجیة لحل الخلافات والأزمة بین دول الخلیج والتی تسببت بفرض حصار مشدد على قطر، إضافة إلى تأثیرها على سیاسات کل دولة على حدى والانقسام الذی حصل فیما بینهم الأمر الذی ألحق ضرراً بمصالح حلفاءهم المشترکة مثل الکیان الإسرائیلی والولایات المتحدة الأمریکیة.
وحول هذه المصالحة نشرت صحیفة "الفاینانشال تایمز" البریطانیة:
"إن البعض فی المنطقة یعتقدون أن محاولات ولی العهد السعودی محمد بن سلمان، لتخفیف الأزمة هی جزء من محاولة لتحسین موقفه مع الرئیس الأمریکی المنتخب جو بایدن، الذی انتقد المملکة علناً بشأن انتهاکات حقوق الإنسان.. الإمارات کانت الأکثر مقاومة للموافقة على التقارب، ویرجع ذلک جزئیاً إلى أن أبو ظبی قلقة بشکل خاص بشأن علاقة قطر مع ترکیا، أصبحت الإمارات قلقة بشکل متزاید من نفوذ ترکیا فی العالم العربی وتتهم الرئیس رجب طیب أردوغان باتباع سیاسة استعماریة جدیدة فی المنطقة".
وفی "وول ستریت جورنال" الأمریکیة جاء:
"إن قادة الخلیج سیبدؤون محادثات مع أمیر الکویت للوصول إلى اتفاق نهائی، بعد أن توصلت کل من السعودیة وقطر من حیث المبدأ إلى اتفاق ینهی الأزمة بینهما، ومن الممکن توقیعه خلال أیام، مع الإشارة إلى أن المسؤولین الخلیجیین حذروا من أن الاتفاق مؤقت وقد ینهار قبل توقیعه، لأن على قادة السعودیة إقناع الدول الأخرى لتقدیم تنازلات، وقد تحفظت مصر على التقارب".
أما "القدس العربی" فورد فیها:
یبدو الخلاف الخلیجی المستمر إحدى المفارقات السیاسیة الکبیرة فی المنطقة، وخصوصاً حین یؤخذ، فی الاعتبار، الاندفاع العلنی المحموم، الذی تظهره سلطات الإمارات والبحرین لإنشاء علاقات طبیعیة مع الکیان الإسرائیلی.. ولا یمکن أن تکتمل الصورة من دون ربط هذا التحالف بین العنصریة الشعبویة، والاحتلال والاستیطان، والعدوانیة السیاسیة والعسکریة للإمارات وحلفائها، بموجة العداء للإسلام فی الغرب والعالم، فی الوقت الذی ترفع فیه أبو ظبی شعارات التسامح والتقارب بین الأدیان، وهی شعارات مفتوحة باتجاه إسرائیل والعنصریین الیمینیین الأوروبیین، ومغلقة باتجاه الشعوب العربیة والإسلامیة".
بحسب ما نقلته وسائل إعلام خلیجیة عن مصادر دبلوماسیة کویتیة فإنه من المحتمل أن یتم الإعلان عن المصالحة فی اجتماع القمة الخلیجیة المفترض عقدها فی البحرین (مبدئیاً) خلال الشهر الجاری، فی حین آراء المحللین تشیر إلى وجود الکثیر من العراقیل التی تمنع حدوث المصالحة بهذه البساطة بعد کل الخلافات التی حصلت خلال العامین الفائتین، إلا فی حال حدثت مصالحة شکلیة لخدمة أجندات دول وجهات خارجیة.