الذكرى السنوية (28) لرحيل الامام القائد

يعترف الكثير من المحللين ان الثورة الاسلامية في ايران أحدثت زلزالا كبيرا لم يكن لها نظير لا في سابقاتها من الثورات العصرية ولا من ثورات جاءت للتغير بعد هذه الثورة المجيدة .

يعترف الكثير من المحللين ان الثورة الاسلامية في ايران أحدثت زلزالا كبيرا  لم يكن لها نظير لا في سابقاتها من الثورات العصرية ولا من ثورات جاءت للتغير بعد هذه الثورة المجيدة .
ولا يختلف اثنان حول  الدور الذي لعبته قيادة الامام الخميني (رضوان الله عليه ) في هذا الزلزال الكبير الذي كانت تاثيراته  ليس على صعيد النظام السياسي وتوزان القوى في الشرق الأوسط وحسب، بل وعلى صعيد التصورات والمفاهيم والرؤى أيضًا وعلى وجه الخصوص لدى الشعوب المظلومة في المنطقة  في توقيت حرج كان العالم يشهد فصلًا جديدًا من الحرب الباردة وتحول المزاج الإقليمي العربي نحو عملية السلام ونبذ الخيار العسكري (على المستوى الرسمي) في التعامل مع الكيان الصهيوني  ، وعليه فقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في الثورة الإيرانية سواء من ناحية الخطاب أو السلوك.
لم يكن الإمام الخميني (قدس) رجلاً عابراً في تاريخ البشرية، بل كان ظاهرة استثنائية في زمن استثنائي من حياة الأمة والعالم.     
    لقد ترك في الناس - محبين وسواهم - إعجاباً وألف تساؤلٍ عن سرّه الشخصي، إذ كيف تجتمع في قلب رجل الرحمة والصلابة، العظمة والتواضع، الشدة واللين؟!
ليتحول الامام الخميني أمل المستضعفين ورجل الأمة الاستثنائي تقتدي بافكاره النيرة جميع الشعوب المظلومة في نضال ها ضد الجبر والديكتاتورية.
وبنفسه المطمئنة من النصر الالهي تحول الامام الخميني ملهما الى الكثير من حركات التحرر الاسلامية وحتي الغير اسلامية.
و  بهذه النفس المطمئنة خاطب الإمام الخميني قدس سره الشريف العالم الاسلامي والشعب الايراني في آخر كلماته وصيته الخالدة:
["والآن، فإني أستأذنكم أيها الأخوات والأخوة، لأسافر نحو مقري الأبدي، بقلبٍ هادئٍ وفؤادٍ مطمئن، وروح فرحةٍ وضمير آمل بفضل الله. واسألكم بإلحاح، الدعاء بالخير. كما اسأل الله الرحمن الرحيم أن يقبل عذري عن قصوري وتقصيري. وآمل من الشعب أن يقبل عذري، لما قصرت أو كنت قاصراً فيه، وأن ينطلق الى الامام بقدرة وإرادة وتصميم "].
   كيف يجتمع الفقه والعرفان وإدارة الدولة وقيادة الأمة في رجل واحد؟ 
    كيف تجتمع حكمة الزعامة الثورية وإنسانية الحرص على نصرة المستضعفين المظلومين؟! 
    رحمه الله يوم ولد ويوم توفاه الله إلى مستقر رحمته ويوم يبعث حيا ..




ارسال التعلیق