البراکین الفلسطینیة الثائرة فی وجه الخیانة.. إطلاق حملة جدیدة ضد تطبیع العلاقات فی الضفة الغربیة
کشفت العدید من التقاریر الاخباریة، أن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعی، دعوا یوم أمس الاحد إلى مقاطعة الفنادق والمطاعم التی استقبلت وسائل الإعلام الإسرائیلیة فی إطار حملة تحت عنوان "مال المطبع مال حرام". ولفتت تلک التقاریر إلى أن بعض النشطاء التقطوا صورا للمطاعم والفنادق التی أقدمت على استقبال وسائل الإعلام الإسرائیلیة داخلها وأجرت مقابلات مع مراسلین إسرائیلیین. وأشارت تلک التقاریر إلى أن هذه الحملة تأتی، بعد نشر قناة "کان" الإسرائیلیة تقریراً مصوراً فی مدینتی "بیت لحم" و"رام الله" عن الحیاة الاقتصادیة فی ظل جائحة "کورونا"، تضمن مقابلات مع مدراء مطعم "لاکوتشینا" وفندق "الکرمل" فی مدینة "رام الله" ومشاوی "الکروان" وفندق "بیت لحم" فی مدینة "بیت لحم".
وحول هذا السیاق، قال "محمود النواجعة" منسق عام حرکة المقاطعة الفلسطینیة، إن "ما ظهر فی الفیدیو الإسرائیلی، یندرج تحت إطار التطبیع، باستضافة الإعلام الإسرائیلی الذی هو جزء من ماکینة التحریض الصهیونیة ضد أبناء الشعب الفلسطینی". وشدد، على ضرورة أن یکون هناک رد فعل شعبی تجاه هذه الأماکن بعدم التعامل معها، وأن تکون هناک نداءات لمقاطعتها. ومن جانبها، دعت نقابة الصحفیین الفلسطینیین، إلى مقاطعة الإعلام الإسرائیلی الذی یدخل مراسلوه الأراضی الفلسطینیة محتلین وبحمایة جیش الاحتلال فی أغلب الأحیان، وخاصة وأنه إعلام یبث سمومه بشکل مبرمج.
واعتبرت نقابة الصحفیین، أن أی تعامل مع وسائل إعلام الاحتلال، یعتبر من جرائم التطبیع المرفوضة والملفوظة وطنیاً وشعبیاً، وأن أصحاب المطاعم والفنادق الذین ظهروا فی الفیدیو مدانون بجرم التطبیع کما وأن طریقة تعاطیهم مع المراسلین الإسرائیلیین أظهرت دونیتهم التی لا تلیق بأی فلسطینی. وقالت نقابة الصحفیین الفلسطینیین تعقیباً على التقریر وانزلاق بعض أصحاب المطاعم والمقاهی والفنادق إلى بقعة خطیرة، إن "أصحاب المطاعم والمقاهی والفنادق الذین ظهروا فی التقریر المذکور مدانون بجرم التطبیع، وأن طریقة تعاطیهم مع المراسلین أظهر دونیتهم التی لا تلیق بأی فلسطینی". وأضافت إنها طالما دعت إلى مقاطعة وسائل إعلام الاحتلال ومراسلیها الذین یدخلون الأراضی الفلسطینیة کمحتلین، وبحمایة جیش الاحتلال فی أغلب الاحیان، وأنها بهذه المناسبة تجدد دعوتها للمقاطعة المطلقة لوسائل إعلام الاحتلال التی تبث سمومها.
ومن جهتها، تساءلت ناشطة على موقع فایسبوک "لو صحفی فلسطینی بدو یتجول على فنادق ومطاعم ومقاهی رام الله لتقریر مصور، ممکن یُستقبل بحرارة وابتسامات عریضة مثل جال بیرغر على سبیل المثال؟" وبدوره قال الناشط "فادی عاروری" على حسابه فی تویتر، "زمان ما کان یسترجی صحافی إسرائیلی یدخل على رام الله، وفی مرة من المرات بتذکر کیف مرة طردناهم من دوار الساعة".
الجدیر بالذکر، أن أبناء الشعب الفلسطینی نظموا العدید من المظاهرات والاحتجاجات خلال الاشهر الماضیة فی العدید من المدن والمناطق الفلسطینیة للتعبیر عن رفضهم القاطع على الاتفاق على تطبیع العلاقات بین إسرائیل والإمارات والبحرین، وشارکت فی هذه المظاهرات حرکتا "فتح وحماس". واعتبر رئیس الوزراء الفلسطینی "محمد اشتیة" الاتفاق "طعنة مؤلمة فی الظهر". فیما قال القیادی فی حرکة حماس "اسماعیل هنیة" إن "أی أحد یقوم بالتطبیع یضع نفسه فی معسکر صفقة القرن". واعتبر القیادی فی حرکة حماس "سامی أبو زهری" أن حکام الإمارات والبحرین خانوا القدس وفلسطین، وأن الاتفاق لن یفلح فی تحقیق أی سلام للاحتلال الإسرائیلی فی المنطقة، مشددا على أن الشعوب ستبقى تتعامل مع الاحتلال على أنه العدو الحقیقی لهم.
ومن جانبه، قال "حازم قاسم" المتحدث باسم حرکة حماس فی بیان إن "الشعب الفلسطینی سیتعامل مع هذه الاتفاقات وکأنها لم تکن، من خلال إصراره على النضال حتى استرداد کامل حقوقه". من جهته، جدد "أحمد حلس" عضو اللجنة المرکزیة لحرکة "فتح" التأکید على أن التطبیع "خیانة"، مضیفا "لن تمر صفقة ترامب ولا خطة الضم ولن نقبل بالتطبیع". وقال "حلس" أیضا "لن تنجح الأنظمة المطبعة فی شطب فلسطین من ذاکرة الأمة". ورأت حرکة الجهاد الإسلامی فی بیان أن ما جرى لیس اتفاقا للتطبیع، وإنما إعلان الانتقال من التطبیع إلى إقامة حلف یکرس واقع الهیمنة على المنطقة، کما اعتبرته تهدیدا لهویة المنطقة ومستقبلها. ومن جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین فی تصریح صحفی أن الإعلان بمثابة "یوم أسود"، وأن الاتفاق لم یجرِ تنفیذه بین لیلةٍ وضحاها بل تم الإعداد والتهیئة والتخطیط له عبر سنوات.
وقال عضو اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة والأمین العام جبهة التحریر الفلسطینیة "واصل أبو یوسف" هذا "یوم أسود فی تاریخ النظام الرسمی العربی، ویوم حزین بالنسبة للشعب الفلسطینی والقضیة الفلسطینیة". وتابع "إنها طعنة غادرة أخرى فی ظهر نضال الشعب الفلسطینی"، معتبرا أن توقیع اتفاقی التطبیع "یأتی فی ظل ما یسمى صفقة القرن الأمیرکیة الهادفة التصفیة القضیة الفلسطینیة". ولقد أکد المحتجون على "رفضهم المطلق" لاتفاق تطبیع العلاقات الإسرائیلی - الإماراتی - البحرینی، وعلى أن "منظمة التحریر الفلسطینیة هی الممثل الشرعی والوحید للشعب الفلسطینی". کما دعا المحتجون من شخصیات وطنیة وأخرى دینیة إسلامیة ومسیحیة، الإمارات والبحرین إلى "احترام قرارات الشرعیة الدولیة، ومیثاقی جامعة الدول العربیة ومنظمة التعاون الإسلامیة والقرارات المتعددة الصادرة عن القمم العربیة والإسلامیة المختلفة". وأعلنوا أیضا "مقاطعة حکام أبوظبی على کل المستویات".
وشدد المشارکون فی تلک الاحتجاجات على أن ما حدث فی واشنطن هو مؤامرة ضد القضیة الفلسطینیة وتنفیذ لخطة الضم الإسرائیلیة والحلول الأمریکیة. وتجمع مئات من قادة الفصائل الفلسطینیة والمواطنین أمام مقر الأمم المتحدة فی غزة للتندید بالتطبیع، ورفعوا لافتات تصف التطبیع بالخیانة للقضیة الفلسطینیة والأمة العربیة والإسلامیة. وأحرق المتظاهرون توابیت وضعت علیها أعلام دولتی الإمارات والبحرین وصور رئیس الوزراء الإسرائیلی "بنیامین نتنیاهو" والرئیس الأمریکی "دونالد ترامب"، وملک البحرین "حمد بن عیسى آل خلیفة"، وولی عهد أبو ظبی "محمد بن زاید آل نهیان".