عندما تسقط أقنعة تحالف العدوان وتنکشف مؤامراته.. ارتفاع وتیرة عودة المغرر بهم إلی صنعاء
أصدر الرئیس الشهید "صالح الصماد" رئیس المجلس السیاسی الاعلى فی صنعاء قرار العفو العام فی 20 أیلول 2016، عن کل مدنی أو عسکری شارک بالقول والفعل فی جرائم العدوان من الیمنیین المخدوعین والمغرر بهم، وبعد استشهاد الرئیس الشهید "الصماد" مدد المجلس العام الجاری هذا القرار، ولقد شکک البعض فی جدوى هذا القرار، بسبب الأموال التی انفقتها الریاض وأبو ظبی لشراء ذمم بعض ضعاف النفوس، واستخدامهم کمرتزقة لمقاتلة ابناء شعبهم، ولکن مع تصاعد دفعات عودة المخدوعین والمغرر بهم إلى الصف الوطنی، کشف عن حکمة وبُعد نظر الشهید "الصماد" والقیادة الیمنیة.
وحول هذا السیاق، کشفت العدید من التقاریر الاخباریة، أن أبطال الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة تمکنوا خلال الفترة الماضیة من تحقیق الکثیر من الانتصارات فی العدید من جبهات القتال وهذا الأمر دفع تحالف العدوان السعودی للتعامل بطریقة مهینة مع مرتزقته الذی اشتراهم بثمن بخس وما یتعرضون له من ضرب وسجن وعقاب جماعی مذل، فی حال عدم تنفیذ الاوامر، او الشک فی ولائهم، اضافة الى انکشاف اهداف تحالف العدوان على الیمن، والتدمیر الممنهج للبلاد وقتل الیمنیین واحتلال الأرض الیمنیة، دفع بمن ما زال فی نفسه کرامة وغیرة على وطنه وعرضه أن یغادر صفوف العدوان ویلتحق بالصف الوطنی ویدافع عن بلده وشعبه.
وحول هذا السیاق، ذکرت العدید من المصادر الاخباریة، أن المرکز الوطنی المختص بالعائدین استقبل یوم الاثنین الماضی بالعاصمة صنعاء مجموعة من المخدوعین، بینهم قائد ما یسمى بمحور "آزال" فی مدیریة "باقم" الواقعة فی محافظة صعدة شمال البلاد، العمید "هانی الوصابی"، وقائد الکتیبة الأولى لما یسمى بلواء "الفتح" فی الجوف المقدم "رمزی الظاهری" بعدتهم وعتادهم والذین کانوا فی عدد من معسکرات العدوان ومرتزقته، وقبل ذلک استقبل المرکز الوطنی دفعة من العائدین إلى حضن الوطن قوامها 176 من ضباط وأفراد ومنتسبین لما یسمى باللواء السادس "حرس حدود" التابع لقوى العدوان، کما استقبلت صنعاء فی وقت سابق أیضاً 50 ضابطاً وضابط صف وجندیاً، بعد أن ترکوا معسکرات العدوان وعادوا إلى الى الصف الوطنی.

وعلى صعید متصل، کشفت تلک المصادر الاخباریة أن کما مجموعة من المغرر بهم تمکنوا الاسبوع الماضی من الالتحاق بالصف الوطنی، بعد ترکهم معسکرات قوى العدوان بالساحل الغربی، وعلى رأسهم مدیر العملیات الحربیة لما تسمى قوات المقاومة بالساحل العمید الرکن "عبدالملک خماش الأبیض"، واستقبلت العاصمة الیمنیة صنعاء، یوم الأربعاء الماضی، دفعة جدیدة من المنشقین من صفوف تحالف العدوان وعددهم 15 فرداً على رأسهم قائد "لواء العز" فی الجوف العمید "حمد راشد الحزمی،. ووفقاً لتلک المصادر الاخباریة، فقد قال العمید "الحزمی": "لا مجال أمام الیمنیین الیوم إلا الوقوف صفاً واحداً فی وجه قوى العدوان وتحریر الوطن من الغزاة الطامعین فی احتلال الیمن ونهب خیراته وثرواته"، وعّبر "الحزمی" عن شکره لقیادة صنعاء على قرار العفو العام وعلى حسن التعامل الذی حظی به مع العائدین إلى صف الوطن، وأکد العائدون من مختلف المناطق والمعسکرات بالمناطق الحدودیة والساحل الغربی أن التحالف والفصائل الموالیة له یمعنون فی تعذیب من انخدعوا ووقفوا إلى جانبهم.
وعلى صعید متصل، أعلنت حکومة صنعاء قبل عدة أسابیع، عودة 25 عسکریاً بینهم ثلاثة من قیادات اللواء الثالث "عروبة" التابعة لقوات الحکومة الیمنیة المستقیلة القابعة فی فنادق الریاض، فی منطقة الخوبة (محور مران بمحافظة صعدة الحدودیة مع السعودیة) إلى العاصمة صنعاء. وقالت وکالة الأنباء الیمنیة "سبأ"، إنه تم استقبال رکن الاستخبارات باللواء الثالث "عروبة" العقید "أحمد عباس السدعی" ونائبه المقدم "عمار مصلح الحربی"، ونائب رکن القوى البشریة الرائد "محفوظ عبده المدیة" فی صنعاء، وقبل اسبوع، أعلنت حکومة صنعاء عودة 16 من المغرر بهم إلى محافظة ذمار وسط الیمن، وکان فی استقبالهم "محمد البخیتی" القیادی البارز وعضو المجلس السیاسی الیمنی والمعین حدیثاً محافظاً لمحافظة ذمار، وثمّن العائدون دور القیادة الثوریة والسیاسیة على قرار العفو العام للراغبین العودة إلى صف الوطن وترک القتال إلى جانب المعتدین، داعیین بقیة المغرر بهم لاستغلال قرار العفو والعودة إلى الصف الوطنی قبل فوات الأوان، مؤکدین استعدادهم التحرک لجانب الجیش واللجان الشعبیة الذین یدافعون عن الوطن ضد قوى العدوان والمرتزقة، لافتین إلى أنهم تعرضوا خلال الفترة الأخیرة لأشکال من التعذیب بعد حملة اعتقالات طالتهم من قبل قوى العدوان .
وعلى هذا المنوال، ذکرت العدید من المصادر الاخباریة، أن منطقة "بنى قادم" بمدیریة "عیال سریح" التابعة لمحافظة عمران استقبلت قبل عدة أسابیع 24 من المغّرر بهم الذین عادوا إلى صف الوطن، وخلال حفل الاستقبال، أشار نائب رئیس اللجنة الفرعیة لاستقبال العائدین بالمحافظة "نایف الحایطی"، إلى أهمیة تسهیل عودة المغرر بهم والتواصل مع من تبقى من المخدوعین فی صفوف التحالف، وشدد على أهمیة مواصلة التحشید والتعبئة والإسهام الفاعل فی دعم المرابطین فی الجبهات وتعزیز الانتصارات. فیما أشار وکیل المحافظة "أمین فراص" إلى أهمیة تعزیز التنسیق بین الجهات ذات العلاقة لتسهیل إجراءات عودة المغرر بهم، داعیاً من تبقى من المخدوعین فی صفوف التحالف إلى الاستفادة من قرار العفو العام والعودة إلى جادة الصواب والوقوف إلى صف الوطن، وبدورهم عبر العائدون عن شکرهم لأبطال الجیش واللجان الشعبیة فی تأمین وصولهم إلى مناطقهم. داعین بقیة المخدوعین فی صفوف التحالف إلى استغلال قرار العفو العام بالعودة إلى صف الوطن لنیل شرف الدفاع عن الوطن ومواجهة الغزاة والمحتلین.

وخلال الفترة الماضیة، أعلنت حکومة صنعاء أیضا استقبال لواء کامل من العائدین إلى حضن الوطن ممن کانوا فی صفوف العدوان وخلال حفل الاستقبال، التقى المتحدث العسکری باسم القوات المسلحة الیمنیة العمید "یحیى سریع" بصنعاء قادة وضباط وافراد لواء کامل من المغرر بهم الذین عادوا إلى صف الوطن، إذ دعاهم الى اغتنام فرصة العفو العام قبل أن تغلق أبوابها. ودعا "سریع" من تبقى فی صفوف قوى التحالف إلى العودة قبل إغلاق باب العفو العام. وقد عبر القادة والضباط العائدون عن شکرهم واعتزازهم بقیادة الثورة التی منحتهم فرصة للتوبة حرصاً على سفک لدماء، باعثین برسائلهم إلى رفقائهم الذین لا یزالون ینضمون الى صفوف قوى التحالف ان یستغلوا الفرصة قبل فوات الأو ان، یبدو ان الانشقاق عن قوى العدوان ومرتزقته لم ینحصر فی الجانب العسکری، بل امتد الى الجانب السیاسی أیضاً، حیث کشفت مصادر یمنیة،أن وزارة الخارجیة فی صنعاء استقبلت، قرابة 60 طلباً لعودة سیاسیین وقیادات فی حکومة هادی من الدرجتین الثانیة والثالثة، وأعضاء مجلس شورى وشخصیات اجتماعیة وإعلامیة خلال الفترة الماضیة. ووفقا للمصادر، فإن طالبی العودة من السیاسیین طلبوا الأمان، ومعاملتهم بموجب قرار العفو العام.
وفی الختام یمکن القول، أنه لا مجال أمام الیمنیین الیوم إلا الوقوف صفاً واحداً فی وجه قوى العدوان وتحریر الوطن من الغزاة الطامعین فی احتلال الیمن ونهب خیراته وثرواته. وأن التعامل الاستعلائی والوحشی لقوى العدوان مع المغرر بهم والمخدوعین، وانکشاف اهدافه الخبیثة وعلى راسها تقسیم الیمن ونهب ثرواته واحتلال جزره وموانئه، والصمود الاسطوری للقوات المسلحة الیمنیة واللجان الشعبیة والشعب الیمنی، امام تحالف العدوان الامریکی الاسرائیلی السعودی الاماراتی، وامام الحصار والتجویع والقتل خلال السنوات الست الماضیة، هی العوامل الابرز والاهم التی اعادت الشعور بالکرامة الوطنیة الى نفوس البعض، من الذین باعوا هذا الشعور فی لحظة ضعف وبثمن بخس، للسعودی والاماراتی.