ضغوط أمریکیة على حرکة "أنصار الله" لإنهاء الحرب فی الیمن.. الأسباب والمبررات
تکبد تحالف العدوان السعودی الأمریکی الصهیونی خلال السنوات الماضیة الکثیر من الهزائم على أیدی أبطال الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة الذین تمکنوا خلال الفترة الماضیة من تحریر العدید من المناطق والمدن الیمنیة وتطویر العدید من الصواریخ والطائرات المسیرة وتمکنوا من ضرب العدید من المنشآت النفطیة داخل الأراضی السعودیة ما تسبب فی حدوث الکثیر من الأزمات الاقتصادیة والسیاسیة للریاض، الأمر الذی دفع قادة السعودیة للاستنجاد بالبیت الأبیض لإیجاد حل لهذه الأزمة والخروج من مستنقع الیمن بماء الوجه ولهذا فقد بذل قادة البیت الابیض خلال الفترة الماضیة الکثیر من الجهود والاستمرار بالضغط على الأمم المتحدة لالتزام الصمت حیال الحصار الجائر المفروض على جمیع المطارات والموانئ الیمنیة والجرائم التی یرتکبها طیران تحالف العدوان السعودی وفرض عقوبات اقتصادیة على أعضاء من جماعة "أنصار الله" ومؤخراً تصنیف هذه الحرکة کمنظمة إرهابیة وذلک من أجل الضغط على قادة هذه الحرکة الیمنیة المقاومة لإنهاء الحرب فی الیمن والقبول بالشروط الأمریکیة.
وحول هذا السیاق، کشفت العدید من التقاریر الاخباریة، أن الإدارة الأمریکیة تتأهب لتصنیف جماعة "أنصار الله" فی الیمن کمنظمة إرهابیة قبل مغادرة الرئیس الحالی "دونالد ترامب" لمنصبه فی ینایر المقبل، ما ضاعف المخاوف، وفق المحللین، من أن تؤدی الخطوة إلى تعطیل جهود المساعدات الدولیة وتقویض جهود السلام التی توسطت فیها الأمم المتحدة بین هذه الحرکة المقاومة والحکومة الیمنیة المستقیلة المدعومة من السعودیة. ولقد قال العضو الدیمقراطی فی لجنة العلاقات الخارجیة بمجلس الشیوخ، السناتور "کریس مورفی"، إن "هذا سیکون محاولة واضحة من إدارة ترامب لعرقلة مفاوضات السلام المستقبلیة، إذ یخضع أنصار الله وأبناء الشعب الیمنی کافة للعقوبات الأمریکیة بالفعل عبر الحصار الذی فرضته السعودیة علیهم منذ خمس سنوات ونصف. ولذلک، سیکمن أثر التصنیف عملیا فی تعقید التفاوض مع قادة أنصار الله وتقدیم المساعدات للمناطق التی یسیطرون علیها".

وفی خطوة مماثلة، فرضت الولایات المتحدة عقوبات متصلة قبل عدة أیام على السفیر الإیرانی لدى حکومة صنعاء الیمنیة "حسن إیرلو"، فی خطوة ربما تهدف إلى الضغط على حرکة "أنصار الله" الیمنیة للتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات فی الیمن. وزعمت وزارة الخزانة الأمریکیة السفیر "إیرلو"، بأنه مسؤول فی فیلق القدس، ذراع الحرس الثوری الإیرانی فی الخارج والعنصر الرئیس فی جهود إیران لبسط نفوذها بالشرق الأوسط. وفرضت وزارة الخزانة أیضا عقوبات على "یوسف علی موراج" المواطن الباکستانی المقیم فی إیران وتتهمه الوزارة بدعم جهود فیلق القدس لتنفیذ عملیات فی الشرق الأوسط والولایات المتحدة.ویمثل قرار استهداف "إیرلو" بالعقوبات، الذی تم تکلیفه العام الحالی لیکون سفیراً لإیران لدى حکومة صنعاء، إشارة لحرکة "أنصار الله" لإنهاء الحرب مع تحالف العدوان العسکری الذی تقوده السعودیة فی الیمن منذ عام 2015.
ویوم أمس الخمیس، فرضت واشنطن مرة أخرى عقوبات على خمس قیادات أمنیة من جماعة "أنصار الله" الحوثی، واعتبرتها الجماعة بأنها غیر قانونیة، وزعمت السفارة الأمریکیة فی الیمن، أن الولایات المتحدة فرضت عقوبات على مرتکبی الفساد ومنتهکی حقوق الإنسان فی جمیع أنحاء العالم. وشملت العقوبات الأمریکیة کلا من "عبد الحکیم الخیوانی" نائب وزیر داخلیة حکومة صنعاء، کما شملت العقوبات أیضا "سلطان زبن" مدیر إدارة البحث الجنائی بصنعاء، و"مطلق عامر المرانی" نائب رئیس جهاز الأمن القومی السابق، و"عبد الرب جرفان" رئیس جهاز الأمن القومی سابقا، و"عبد القادر الشامی" رئیس جهاز الأمن السیاسی سابقا. وفی رد على العقوبات الأمریکیة، اعتبرت الجماعة هذه العقوبات بأنها "غیر قانونیة وتدخل بلا أدلة أو معاییر". وقال القیادی فی الجماعة "محمد علی الحوثی"، عضو المجلس السیاسی الأعلى، "إن التصنیف من أمریکا قائدة العدوان لأی یمنی مدان وغیر قانونی". وأضاف على حسابه الرسمی فی تویتر: " لا یوجد أی قانون یجیز لأمریکا تصنیف الآخرین. کل ما یتهم به المصنفون تدخل دون أدلة أو معاییر متفق علیها وهو إرهاب".
وحول هذا السیاق، ذکرت العدید من المصادر الاخباریة، أن الأمم المتحدة تسعى إلى إحیاء محادثات السلام المتعثرة منذ أواخر 2018 لإنهاء الحرب التی تشهد جمودا منذ سنوات، إذ لا یزال "أنصار الله" یسیطرون على العاصمة صنعاء ومعظم المراکز الحضریة فی الکبرى فی البلاد. ووصفت "کیرستن فونتروز"، الخبیرة السابقة فی شؤون الخلیج بمجلس الأمن القومی بالبیت الأبیض والتی تعمل الآن فی مرکز أبحاث المجلس الأطلسی، العقوبات بأنها تحذیر جزئی لـ"أنصار الله" من أن الخطوة التالیة ستستهدفهم. وقالت، إن الرسالة الأمریکیة لأنصار الله مفادها، "تعالوا إلى طاولة المفاوضات، واجروا هذه المحادثات السیاسیة بجدیة، وأدرکوا أن هذا التصنیف على عتبة دارکم… نحن نقترب خطوة أخرى". ومن جانبه، قال "جون ألترمان" من مرکز الدراسات الاستراتیجیة والدولیة فی واشنطن إن هذا قد یکون الهدف لکنه عبر عن تشککه فی نجاحه. وأردف قائلا: "قد یکون لدیهم نظریة مفادها أن هذا سیغیر الحسابات الاستراتیجیة لأنصار الله، لکن إذا کان قادة أنصار الله استراتیجیین، وأعتقد أنهم کذلک، فلن یتأثروا کثیرا بما تفعله الإدارة وهی فی طریقها للخروج من الباب".

وفی الختام یمکن القول إنه رغم أن الرئیس الأمریکی "دونالد ترامب" یحاول فی الظاهر عبر هذه الاجراءات الانتصار لـ"ابن سلمان" فی الیمن، وتقدیم هدیة له قبل رحیله عن البیت الابیض، فی مقابل اکثر من نصف ترلیون دولار منحها له "ابن سلمان" لدعمه فی حرب الیمن وتوفیر الحمایة له وتمهید الأرضیة امامه لوصوله الى عرش السعودیة، الا أن أمریکا کانت ومازالت لا ترى الا مصلحة اسرائیل، قبل وبعد کل قرار او اجراء تتخذه فی منطقة الشرق الاوسط، وما الحرب الظالمة التی فرضت على الشعب الیمنی وما دعم واشنطن لـ"ابن سلمان"، الا لمصلحة اسرائیلیة بحتة، وکل ما یقال عن "عاصمة الحزم" و"الانتصار للشرعیة المزیفة"، ما هو الا ذر للرماد فی العیون وکما فشلت امریکا فی العراق وسوریة ولبنان فی تحقیق اهداف اسرائیل، فانها ستفشل وبشکل افظع فی الیمن، البلد الذی ابتلعت ارضه کل من فکر بغزوها واستعباد اهلها عبر التاریخ، فلا ارض الیمن تتحمل الغرباء، ولا رجاله اهل ذلة وخنوع، لذلک أصبحوا مثالا یضرب فی العزة والکرامة والانفة والرجولة، لیس بین العرب فقط ، بل بین جمیع شعوب العالم.