للمرة الثانیة فی أقل من شهر.. قطر توقف طراداً بحرینیاً انتهک میاهها الإقلیمیة
أعلنت السلطات القطریة توقیف طراد (سفینة صید) بحرینیة انتهکت میاهها الإقلیمیة، واتخذت الإجراءات اللازمة فی حقه.
وکشفت وزارة الداخلیة القطریة أنه “فی إطار ممارستها لأعمالها المعتادة بمراقبة وحمایة المیاه الإقلیمیة القطریة، أوقفت دوریات أمن السواحل والحدود طراداً بحرینیاً فی منطقة “فشت الدیبل” داخل حدود المیاه القطریة بـ1.3 میل بحری”.
وأضافت فی تغریدة على صفحتها الموثقة فی موقع تویتر إنه “تبیّن لدوریات أمن السواحل والحدود وجود (3) بحارة على متنه أحدهم بحرینی الجنسیة، والبقیة ینتمون إلى جنسیة إحدى الدول الآسیویة، یقومون بالصید بواسطة (القراقیر)”.
وکشفت السلطات المختصة وفق البیان الرسمی الذی اطلعت “القدس العربی” على نسخة منه، أنه “تمت إحالتهم إضافة إلى المضبوطات للنیابة المختصة لاستکمال الإجراءات القانونیة ضدهم”.
کشفت مصادر أن أطرافاً بحرینیة تصعد من خلافاتها مع قطر، وتعید فتح ملفات خلاف سابق حول الحدود البحریة، تم طی صفحته بشکل نهائی بعد صدور قرار من محکمة العدل الدولیة.
وکان قرار المحکمة الصادر فی 16 آذار 2001 منح البحرین السیادة على جزر حوار وجزیرة قطعة جرادة، بینما حصلت قطر على السیادة على جزر جنان وحداد جنان والزبارة وفشت الدیبل، وفیما یتعلق بمرور السفن التجاریة، فقد حکمت المحکمة بأن یکون للسفن التجاریة القطریة حق المرور السلمی فی المیاه الإقلیمیة للبحرین الواقعة بین جزر حوار والبر البحرینی.
ویومها رحّبت المنامة والدوحة بقرار محکمة العدل الدولیة بلاهای، وهو ما أنهى نزاعاً حدودیاً استمر عدة عقود بین البحرین وقطر.
وسبق أن أوقفت السلطات القطریة الشهر الماضی زورقین بحرینیین رصدتهما إدارة أمن السواحل والحدود القطریة، وهما داخل المیاه الإقلیمیة دون أی إخطار مسبق، وهو فی العرف الدولی انتهاک لسیادة الدولة المعنیة.
وحاولت المنامة تبریر الخطأ الذی ارتکبه الزورقان، حیث عبّر مجلس النواب عما سماه رفضه التام لحادثة اعتراض زورقین تابعین لخفر السواحل من قبل دوریات تابعة لأمن السواحل والحدود القطریة. وادعى أن الزورقین کانا یشارکان فی تمرین المانع البحری شمال ضحال الدیبل.
لکن المصادر القطریة قدمت الروایة الحقیقیة، وأکدت أن الجهات المعنیة فی الإدارة العامة لأمن السواحل والحدود فی دولة قطر تواصلت مع غرفة العملیات بمملکة البحرین للحصول على تبریر منها لسبب وجود الزورقین فی المیاه القطریة، لکنها لم ترد على الاستفسار.
وشددت الجهات الرسمیة فی الدوحة أنه تم التواصل مع قائد الزورق وأفاد بأنه فقد الاتصال مع قیادته وأن أجهزته قد تعطلت أثناء قیامهم بتمرین داخل حدود المیاه البحرینیة ما تسبب فی فقدانه طریق العودة إلى موقعه.
المعلومات المتوافرة والتی تؤکد دقة الروایة القطریة وتنفی المزاعم البحرینیة، هی أن الزورقین کانا داخل میاه الدوحة (5.25 أمیال بحریة) شمال غرب جزر فشت الدیبل. ویشیر الموقع إلى أنه مختلف تماماً مع مکان التمرین البحرینی، وهو ما یدحض کلیة مزاعم المنامة.
الوساطة الأمریکیة المهترئة لتهدئة الأوضاع بین قطر ودول الحصار
تأتی هذه الانتهاکات فی حین ان دونالد ترامب یسعى لإضافة انجاز لإنجازاته الفارغة على الصعید الخارجی والذی تجلى آخرها فی محاولات إرسال صهره کوشنر الى الخلیج لحل النزاع بین قطر والدول المحاصرة والذی دخل عامه الرابع وعلى ما یبدو ان هذا النزاع أعمق مما یکون أن یتم حله بوساطة أمریکیة التی تهدف بالأساس الى تصعید النزاعات والخلافات ولیس حلها.
فی الأسابیع الأخیرة، کثفت واشنطن جهودها لحل الخلافات بین الدول المحاصرة وقطر، حیث قال مستشار الأمن القومی الأمریکی روبرت أوبراین فی أواخر تشرین الثانی إن إدارة ترامب تعمل على رفع حصار دام ثلاث سنوات عن قطر وأعرب عن أمله انه سیتم حل الأزمة "فی الأیام السبعین المقبلة". وفی الیوم نفسه، أکد نائب رئیس الوزراء ووزیر الخارجیة القطری الشیخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانی، أن بلاده منفتحة على الحوار منذ البدایة، وأنه لا وجود لرابح أو خاسر فی هذه الأزمة.
لکن إضافة إلى الإعلان عن استعداد قطر، فإن فوز جو بایدن، الذی اتخذ موقفاً متشدداً ضد الریاض وابن سلمان فی الحملة الانتخابیة، دفع السعودیة للبحث عن سبل لحل الخلافات مع قطر استعداداً لإظهار حسن نیتها فی تغییر بعض الممارسات السابقة للحکومة الأمریکیة المقبلة، وفی هذا الصدد قالت صحیفة "فاینانشیال تایمز" "إنه بعد هزیمة دونالد ترامب، کثفت الریاض جهودها لحل الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات مع قطر".
حیث یعتقد الکثیرون أن إصرار ترامب على تکرار مزاعم التزویر على نطاق واسع فی الانتخابات الرئاسیة، حتى بعد أن أعطى الضوء الأخضر لعملیة انتقال السلطة، یهدف إلى تقویض شرعیة إدارة بایدن وبالتالی تقویض الوضع الحالی للتحضیر لإعادة انتخابه أو لانتخاب شخصیة مقربة منه فی انتخابات عام 2024 الرئاسیة. لکن بطبیعة الحال، یرید ترامب أن تنتهی الأزمة الکبیرة التی نشأت خلال فترة رئاسته فی دول مجلس تعاون الخلیج الفارسی فی هذه الفترة أیضا، ولیس فی عهد بایدن، ومن ناحیة أخرى، یأمل فریق ترامب فی أن یؤدی حل أزمة مجلس التعاون إلى تسریع عملیة تطبیع العلاقات بین الدول العربیة والکیان الصهیونی.