الشیخ صالح العاروری: حماس ستظل حریصة على بناء الوحدة الوطنیة
شدد نائب رئیس المکتب السیاسی لحماس الشیخ صالح العاروری، الیوم الاثنین، على تمسک الحرکة باستراتیجیة المقاومة فی وجه الاحتلال بکل أشکالها، وفی مقدمتها المقاومة المسلحة.
وشدد العاروری على تمسک الحرکة بهویتها ومنهجها، مؤکداً استیعابها لکل من یشارکها مهمة المقاومة ضد الاحتلال، بغض النظر عن هویته الفکریة أو الوطنیة.
وأوضح أن صراعنا مع الاحتلال ناشئ من عدوانه على وطننا ومقدساتنا، ولیس بسبب انتمائه الدینی، ولذلک قاومت الأمة کل الاحتلالات لفلسطین عبر التاریخ سواء أکانت صلیبیة أم مغولیة أم یهودیة بسبب عدوانها ولیس دینها.
وبیّن العاروری أن حرکة حماس ستظل حریصة على بناء الوحدة الوطنیة وإنهاء الانقسام، وصولًا لاصطفاف وطنی شامل فی مواجهة الاحتلال.
ولفت إلى ضرورة تعدیل وتصحیح الخلل فی قیادة الشعب الفلسطینی وتمثیله، والذی نتج عن اتفاقیة أوسلو، وتسبب بتقسیم عمیق لشعبنا وتهمیش لتمثیله ومرجعیاته.
وتابع أن "هذا التصحیح یکون بإعادة الاعتبار لمنظمة التحریر الفلسطینیة ممثلاً شرعیاً للشعب الفلسطینی وذلک بإنجاز خطوتین، الأولى بناء هیاکلها وأولها المجلس الوطنی عبر انتخابات حرة شفافة حیث یمکن فی الوطن والشتات تکون معبرة عن إرادة شعبنا وخیاراته، والثانیة أن تکون بیتاً جامعاً لکل مکونات شعبنا الفلسطینی لا یستثنی أحداً".
کما دعا إلى إعادة النظر فی "شکل السلطة الفلسطینیة ووظیفتها عبر توافق وطنی یُعید تصمیمها بشکل ودور یجعلها نقطة قوة فی مسیرة مقاومة شعبنا ونضاله"، ولیس نقطة ضعف ترتبط فی مقومات وجودها بالاحتلال، وتزداد قوة على حساب منظمة التحریر والتوافق الوطنی.
وأکد العاروری حرص حرکة حماس على تطویر وترسیخ علاقتها مع کل مکونات أمتنا العربیة والإسلامیة باعتباره عمقها الاستراتیجی ومشروع حسم الصراع مع عدونا ومن یقف وراءه.
وجدد التأکید أن حماس تحافظ على مبدأ عدم التدخل فی أی صراعات بین مکونات الأمة.
وأشار إلى أن معرکة حماس فی تحریر الأوطان تتقدمها معرکة تحریر الإنسان، وفی المقدمة من ذلک تحریر الأسرى من سجون الاحتلال، مؤکدًا أن الحرکة بذلت فی سبیل ذلک الغالی والنفیس، ولن تتردد أو تتراجع عن هذه المعرکة حتى تحریرهم جمیعاً.
وأکد نائب رئیس المکتب السیاسی لحماس أن جهود الحرکة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة کمقدمة لازمة لا بد منها لتطهیر أرضنا من الاحتلال، مشدداً على أن "هذه الجهود صادقة ومستمرة، ولم ولن نندم على أی جهد فی هذا المضمار ولإنجاز هذا الهدف".
وبیّن أن الاحتلال ومَن خلفه هو العائق الأکبر فی وجه مشروع المصالحة.
وحول التنسیق الأمنی، أکد العاروری أن حماس ترفض کل أشکال التنسیق مع الاحتلال، مشیرًا إلى أن الاتفاقات السیاسیة والأمنیة والاقتصادیة المرتبطة مع الاحتلال تکبل إرادة السلطة.
وأشار إلى أنه یثقل على عمل حرکة حماس لأنها بالنسبة للاحتلال خطر دائم، مبیناً أن کل حراک تقوم به بالضفة ولو کان حراکاً اجتماعیاً یواجَه بقمع الاحتلال.
وأضاف أن التنسیق الأمنی یزید ثقلاً على حراک حماس، لکنه لا یشکل تحدیاً یحول دون حضورها وقوتها واحتمالات تقدمها فی کل المیادین.