الوجه القبیح لأبو ظبی یختبئ خلف المساعدات الإنسانیة.. هل یتنبّه الشعب الیمنی للمؤامرات الإماراتیة؟
کشفت العدید من التقاریر الاخباریة خلال الفترة الماضیة عن الدور الإماراتی المخرب فی تقویض الاستقرار وتعمیق الانقسامات فی الیمن، إلى جانب ارتکاب العدید من الانتهاکات، سعیا لتحقیق ابو ظبی أهدافها الخبیثة فی المنطقة. ولفتت تلک التقاریر إلى أن الریاض غالباَ ما تتلقى الجزء الأکبر من الانتقادات واللوم، حول الأزمة التی یغرق فیها الیمن، فی ظل استمرار عملیات القصف المدمرة التی ینفذها تحالف العدوان السعودی ولکن أصابع الاتهام بدأت تتجه نحو أبو ظبی، خلال الفترة الماضیة بسبب ممارساتها فی الیمن. وأکدت تلک التقاریر على أن الإمارات تتجاهل الأهداف التی وضعتها حلیفتها السعودیة عند تشکیلها للتحالف العسکری فی الیمن. وذکرت تلک التقاریر أن مزاعم الریاض کانت تتمثل بهدف إعادة الرئیس المستقیل "عبد ربه منصور هادی" إلى منصبه، والقضاء على "انصار الله"، ولکن یبدو أنه کان لأبوظبی أهدافا مغایرة، حیث وجهت أنظارها نحو الجنوب، وعمدت إلى تدریب وتجنید أجهزة أمنیة تخدم طموحاتها الجیوسیاسیة.
وعلى صعید متصل، ذکر العدید من المراقبین، أن الأهداف طویلة المدى التی رسمتها الإمارات باتت واضحة لکل المتابعین لهذا الملف، وهی تقسیم الیمن وخلق دولة فی الجنوب حلیفة لها. وبذلک، ستتمکن الإمارات من تأمین خطوط التجارة عبر میناء عدن الجنوبی نحو باقی أنحاء العالم، إلى جانب استغلال الموارد الطبیعیة فی الیمن، وبسط الهیمنة على المنطقة. وأضاف اولئک المراقبون، أن النظام الإماراتی یرکز على تقدیم نفسه کقوة تسعى لفرض الاستقرار فی البلاد من أجل تبریر حضوره فی الیمن. وغالبا ما تعمل أبو ظبی على تضخیم عمل المنظمات الإغاثیة والمساعدات الإنسانیة التی تقدمها فی الیمن، وتنفی فی المقابل التقاریر التی تؤکد ضلوعها فی عملیات تجسس واعتقال غیر قانونیة، معتبرة أن هذه التقاریر لیست إلا أخبارا زائفة.
وعلى نفس هذا المنوال ذکر موقع "میدل ایست آی" البریطانی، أن ممارسات الإمارات التی تدعی أنها تندرج ضمن جهود فرض الاستقرار، أدت إلى تعمیق الانقسامات الداخلیة فی الیمن. ففی الواقع، تدعم أبوظبی القوى الانفصالیة فی الجنوب، إلى جانب العدید من الملیشیات المسلحة التی تحارب بالوکالة، وهو ما عمق التوترات فی هذا البلد الممزق أصلا. ونوه هذا الموقع البریطانی إلى أن الدعم الإماراتی للقوى الانفصالیة فی الجنوب أفشل کل محاولات خلق الوحدة الیمنیة، بما أن أبو ظبی تدعم مجموعات مختلفة مثل قوات النخبة الحضرمیة، التی ترید انفصال حضرموت عوضا عن توحید الجنوب، وارتکبت العدید من الانتهاکات مثل الاعتقالات العشوائیة.
وحول هذا السیاق، کشفت العدید من التقاریر والوثائق التی نشرتها قناة الجزیرة مؤخراً، أن أبو ظبی سعت منذ الأیام الأولى لدخولها الأراضی الیمنیة للتعامل مع الساحل على أنه وحدة مستقلة، له استراتیجیة خاصة فی التعامل والإدارة، واضعة نصب أعینها قیمة تلک المنطقة وما تحمله من تهدیدات من الممکن أن تقوض شهرة موانئها الشهیرة، وهی عقدة نقص تعانی منها الإمارة الخلیجیة منذ الوحدة الیمنیة فی تسعینات القرن الماضی، عندما أقرت الحکومة آنذاک إنشاء منطقة التجارة الحرة فی المدینة، وهی الخطوة التی قضّت مضاجع أبوظبی من أن ینعکس ذلک على حرکة میناءها الوطنی. المخطط الإماراتی لفرض الهیمنة الکاملة على هذا الطریق الساحلی الغربی الیمنی تضمن العدید من الأدوات التی کشفت عنها تلک التقاریر والوثائق والتی من بینها استخدام الإماراتیین للهلال الأحمر الإماراتی فی عملیات تجسسیة واستخباراتیة فی الساحل.
کما تضمنت تلک التقاریر والوثائق، شهادات متعددة لعسکریین ومسؤولین تکشف عن المخطط الإماراتی فی هذه المنطقة الحیویة من الأراضی الیمنیة، حیث تحدث القائد السابق للمدفعیة فی اللواء 35 مدرع "برهان الصهیبی"، الذی أشار إلى أن الهدف الإماراتی من الحرب فی الیمن هو السیطرة على السواحل والجزر الیمنیة. وفی شهادة أحد الضباط العاملین فی سواحل الیمن الغربیة، قال إن "الهدف الحقیقی من وراء الترکیز الإماراتی على الساحل الغربی هو خلق منطقة جدیدة لها جغرافیة متمیزة تجمع بین محافظات ثلاث هی لحج وتعز والحدیدة، وتکون مسیطرة على الساحل وتشرف على الجزر الیمنیة من أول سقطری وحتى الجزر الممتدة على البحر الأحمر، کل هذا یکون تحت سیطرة الإمارات". وعلیه فإن الإمارات لم تکتفی فقط بسلخ الجنوب عن الشمال عبر دعم بعض المیلیشیات التی لتعمل لصالح أجنداتها التوسعیة بعیدًا عن أهداف التحالف المعلنة، بل تسعى أیضًا لتفتیت السواحل الغربیة لتقضی معها على الشریان الاقتصادی الوحید أمام الشعب الیمنی للعودة للحیاة مرة أخرى.
وعلى صعید متصل، کشف العدید من المسؤولین فی حکومة صنعاء، أن أبو ظبی نجحت فی تجنید العدید من قادة وجنرالات المناطق الجنوبیة والساحل الغربی، وباتوا سواعدها المنفذة لأجندتها فی الجنوب والغرب على حد سواء، وذلک من خلال الاستعانة بستار المساعدات الإنسانیة التی تقدمها لتلک المناطق. وقد بلغت السیطرة الإماراتیة على الشریط الساحلی حد أنه بات من الخطورة بمکان على أی قیادی أو مسؤول هناک أن یتحدث عما یدور فی تلک البقعة، فالحدیث فی مثل هذه الأمور قد یکلف الشخص حیاته، فضلًا عن الیمنیین الذین أصبحوا غرباء فی وطنهم لا یعرفون ما یدور بداخله فی ظل تعدد الأجندات وتباین المصالح. ولفت المسؤولون فی حکومة صنعاء أن الشهادات الواردة على لسان الکثیر من المراقبین للشأن الیمنی تشیر إلى أن الیمنیین المقیمین فی محافظات الساحل الغربی یعاملون کـ"مرتزقة" حیث یخضعون بشکل شبه کامل للتجسس والتنصت.
وقبل عدة أسابیع، أعلنت وزارة الداخلیة فی حکومة صنعاء عن إسقاط شبکة تجسسیة مرتبطة ارتباطا مباشرا بالمخابرات الإماراتیة احدى دول تحالف العدوان على الیمن وقالت وزارة الداخلیة إن الخلیة التجسسیة متورطة فی رفع إحداثیات ومعلومات عن تجمعات سکانیة ومنازل ومنشآت خدمیة ومؤسسات حکومیة. ولفتت وزارة الداخلیة فی حکومة صنعاء أنها خلال السنوات الماضیة القت القبض على العدید من شبکات التجسس المرتبطة بدولة الإمارات فی العدید من المناطق والمدن الیمنیة. وذکرت وزارة الداخلیة أن أبو ظبی تعمل مع تل أبیب فی وقتنا الحالی لإنشاء قاعدة تجسس فی جزیرة سقطرى الیمنیة. وأکدت وزارة الداخلیة، على إسرائیل والإمارات تقومان بکافة الاستعدادات اللوجستیة لإنشاء قواعد استخباراتیة لجمع المعلومات فی جمیع أنحاء خلیج عدن من باب المندب فی جزیرة سقطرى، جنوب الیمن، الخاضعة لسیطرة الإمارات.
وفی الختام یمکن القول، أن جمیع هذه الخطط والمؤامرات الإماراتیة سوف یکون مصیرها الفشل وذلک لأن أبطال الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة لهم بالمرصاد وعقب إزاحة الستار عن الوجه القبیح لأبو ظبی وتسترها خلف المساعدات الإنسانیة للقیام بأعمال تجسسیة، یجب على أبناء الشعب الیمنی فی الجنوب والسواحل الغربیة التنبة جیداً لمثل هذه المؤامرات الإماراتیة والانضمام إلى قوات المقاومة وذلک من أجل طرد المحتل الإماراتی والسعودی من أراضیهم.