البحرین تفتتح قنصلیّة لها فی الصحراء الغربیّة إرضاء للمغرب.. لمن تعود ملکیّة هذا الإقلیم؟
عقب اعتراف واشنطن غیر الشرعیّ بسیادة المغرب على الأراضی التی تحتلها فی الصحراء الغربیّة، افتتحت مملکة البحرین التی کانت سباقة فی خیانة فلسطین، الاثنین المنصرم، قنصلیّة لها فی مدینة العیون أکبر مدن الصحراء التی تسیطر الرباط على أجزاء کبیرة منها ویقطن فیها نحو 40% من السکان البالغ عددهم نحو نصف ملیون نسمة، فیما تعتبر الأمم المتحدة ما تعرف بـ "جبهة البولیساریو" الممثل الشرعیّ للشعب الصحراوی، وتطالب السلطات المغربیّة بضرورة ترک حق تقریر المصیر للصحراویین أنفسهم.
قنصلیّة غیر شرعیّة
بعد أن أبلغ الملک البحرینیّ، حمد بن عیسى آل خلیفة، الملک المغربیّ محمد السادس، فی اتصال هاتفی قبل أیام، بقرار البحرین فتح قنصلیة لها فی مدینة العیون التابعة للصحراء الغربیة، افتتح وزیر الخارجیة البحرینیّ، عبد اللطیف بن راشد الزیانی، قنصلیة غیر شرعیة لبلاده بحضور وزیر الشؤون الخارجیة والتعاون الإفریقی المغربی، ناصر بوریطة، وفق موقع "هسبریس" المغربیّ.
وکان ملک البحرین الأحد الماضی، قد أصدر مرسوماً ملکیا یقضی بإنشاء قنصلیة عامة للمملکة فی مدینة العیون، ودعا المرسوم، الذی نشرته وکالة الأنباء البحرینیة الرسمیة، وزیر الخارجیة البحرینی لاتخاذ الإجراءات والتدابیر اللازمة لتنفیذ هذا المرسوم وتفعیله، وزعمت الوکالة التابعة للنظام الحاکم أن هذه الخطوة التی وصفتها بالتاریخیة تعکس عمق العلاقات الأخویة التاریخیة الوثیقة والمتمیزة بین مملکة البحرین والمملکة المغربیة.
وأشارت الوکالة الحکومیة إلى أن العلاقات البحرینیة – المغربیة قائمة على أسس راسخة من الود والاحترام المتبادل واحترام الشرعیة الدولیة، وإن احترام تلک الشرعیة دفع المنامة للاعتراف بسیادة المغرب على "الصحراء الغربیة" بشکل رسمیّ بعد قرار أمریکی مماثل، کثمن للتطبیع بین المغرب والکیان الصهیونی الغاصب للأرض العربیة.
وتأتی الخطوة البحرینیة، بعد شهر على افتتاح أول قنصلیة إماراتیة وعربیة فی مدینة العیون، لیؤکد القرار البحرینیّ انخراط حکومة المملکة فی المشاریع الأمریکیة والصهیونیة فی المنطقة، ودعم الافتراءات المغربیة ورغبة الرباط فی السیطرة على الإقلیم الصحراویّ، على الحدود الجنوبیّة للبلاد.
الصحراء الغربیّة
تصنف منطقة "الصحراء الغربیة" على أنّها منطقة مُتنازع علیها، تقع فی شمال إفریقیا، ویُسیطر المغرب الجزء الأکبر منها، فیما تَعتبرها دول أخرى منطقة مُستعمَرة تسعى الأمم المتحدة لإیجادِ حلٍ لها، یحدها المغرب من الشمال والجزائر من الشرق، وموریتانیا من الجنوب، والمحیط الأطلسی من الغرب، وتبلغ مساحتها نحو 266,000 کیلومتر مربع، وتعد واحدة من المناطق ذات کثافة سکانیة قلیلة.
وقد ظلت الصحراء الغربیة تحت الاحتلال الإسبانیّ حتى أواخر القرن العشرین، وهی الیوم ضمن قائمة الأمم المتحدة للأقالیم غیر المحکومة ذاتیاً، وفی عام 1975، تخلت إسبانیا عن "الرقابة الإداریة" للمنطقة ومنحت الرقابة لإدارة مشترکة من قبل المغرب وموریتانیا، لکن المغرب ادّعى فیما بعد أن الإقلیم تابع له بشکل رسمیّ.
فیما اندلعت حرب بین البلدان حول ملکیة المنطقة، فتأسست حرکة قومیة صحراویة عُرفت بجبهة "البولیساریو" والتی أعلنت فی وقت لاحق عن تأسیسها "الجمهوریة العربیة الصحراویة الدیمقراطیّة" وشکلت حکومتها فی "تندوف" بالجزائر.
وکانت موریتانیا قد انسحبت من الصحراء الغربیة عام 1979، لیُسیطر المغرب فعلیاً على معظم مساحتها، إلا أن الأمم المتحدة تعتبر جبهة "البولیساریو "الممثل الشرعیّ الوحید للشعب الصحراویّ، وتطالب الأمم المتحدة السلطات المغربیة بضرورة ترک حق تقریر المصیر للصحراویین أنفسهم.
وما ینبغی ذکره أنّه أعلن الاتحاد الأوروبیّ عام 2016، أن "الصحراء الغربیّة" لیست من الأراضی المغربیّة وفی آذار 2016 طرد المغرب نحو 70 عاملاً فی منظمة الأمم المتحدة بعد أن صرّح "بان کی مون" أن ضم المغرب للصحراء الغربیة یعد احتلالاً لدولة ذات سیادة.
وباستثناء أمریکا والإمارات والبحرین، لا یوجد أی دولة عضو فی الأمم المتحدة تعترف بشکل رسمیّ بسیادة المغرب على کل أجزاء الصحراء الغربیة، منذ العام 2017، وقد تعرّض المغرب لانتقادات لاذعة من منظمات حقوق الإنسان الدولیة بسبب أعمال العنف هناک.
وبالنسبة للجزائر، فإن ملف الصحراء الغربیة أممی بامتیاز، حیث تنطلق سیاسة الجزائر من مبادئها الراسخة فی مساندة الشعوب المناهضة للاستعمار، ویؤکد مسؤولوها على ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولیاتهما الکاملة بما یخص هذا الموضوع، وخاصة أن المغرب یتناسى عدم اعتراف هیئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبی والاتحاد الإفریقی بسیادة الرباط على الصحراء الغربیة.