الریاض تزعم تقدیم 17 ملیار دولار کمساعدات للیمن ... وما خفی کان أعظم!
فی مارس عام 2015، قامت السعودیة بتشکیل عسکری ضم العدید من الدول العربیة والغربیة وذلک من أجل احتلال الیمن ونهب ثرواته، مدعیm أنها ترید استعادة شرعیة الرئیس المستقیل "عبد ربه منصور هادی" والقضاء على حرکة "أنصار الله" الیمنیة ولکن وبعد مرور الوقت على بدایة هذه العملیة العسکریة بدأت أوراق اللعبة السعودیة الخبیثة تتکشف، حیث کشفت العدید من التقاریر والمصادر الاخباریة، أن قوات تحالف العدوان السعودی الإماراتی کانت تقوم باستهداف المدنیین والبنیة التحتیة والمدارس والمستشفیات فی العدید من المدن والمناطق الیمنیة بشکل مباشر وهذا الأمر یدحض جمیع المزاعم السعودیة التی کانت تروّج بأنها دخلت إلى الیمن من أجل استعادة شرعیة الرئیس المستقیل "منصور هادی" ومساعدة أبناء الشعب الیمنی. ولفتت تلک التقاریر إلى أن تحالف العدوان السعودی ارتکب الکثیر والکثیر من المجازر الشنیعة للأطفال والنساء فی العدید من المحافظات الیمنیة وقام بفرض حصار بری وبحری وجوی جائر عل کافة أبناء الشعب الیمنی خلال السنوات الماضیة وذلک من أجل اجبار ابطال الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة على الاستسلام ورفع الرایة البیضاء لتحالف العدوان السعودی.
ولکن الشیئ المضحک والمبکی فی نفس الوقت هو ما أعلن عنه قبل عدة أیام المندوب الدائم للسعودیة لدى الأمم المتحدة "عبدالله بن یحیى المعلمی"، والذی زعم أن المملکة ملتزمة ببذل کل الجهود للنهوض بحیاة الأشقاء فی الیمن، مفیداً أن المملکة هی أکبر مانح للمساعدات للیمن حیث ساهمت المملکة منذ عام 2015م بأکثر من 17 ملیار دولار أمریکی کمساعدات إنسانیة وتنمویة للیمن. وزعم "المعلمی" أیضا، أن السعودیة تعهدت بتقدیم 500 ملیون دولار أمریکی فی هذا العام، منها 300 ملیون دولار أمریکی لمشاریع تنفذ من خلال وکالات الأمم المتحدة، و 200 ملیون دولار أمریکی مخصصة لدعم المشاریع من خلال مرکز الملک سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانیة فی الیمن. وأشار إلى أن المساعدات تترکز فی مناطق مختلفة من خلال المشاریع التی تنفذها وکالات الأمم المتحدة ومرکز الإغاثة السعودی فی الیمن، ولا سیما فی مجال الأمن الغذائی، حیث قدمت المملکة حتى الآن أکثر من ملیار دولار فی مشاریع تتعلق بتأمین الغذاء فی الیمن.
وحول هذا السیاق، ذکر العدید من المراقبین أن تلک المزاعم السعودیة لا أساس لها من الصحة، وذلک لأنه کیف یعقل أن یدّعی تحالف العدوان السعودی الذی قام بالکثیر من المجازر الوحشیة فی مختلف المدن والمحافظات الیمنیة، أنه قام خلال الفترة الماضیة بتقدیم مساعدات لأنباء الشعب الیمنی. وتساءل المراقبون أین هی تلک المساعدات التی تدعّی المملکة بأنها قدمتها لأنباء الشعب الیمنی. وأکد المراقبون أن جمیع المساعدات المالیة والعسکریة التی قدمتها المملکة هی لمرتزقتها ولحکومة "منصور هادی" القابعة فی فنادق الریاض منذ أکثر من خمس سنوات ونصف السنة.
وعلى صعید متصل، کشفت العدید من التقاریر أن تحالف العدوان السعودی لم یقدم أی مساعدات مالیة ولا إنسانیة لأبناء الشعب الیمنی لا فی الشمال ولا فی الجنوب وإنما قام باستهداف البنیة التحتیة والاقتصاد والمؤسسات والمنشآت الحکومیة والمنازل بالکثیر من الضربات الجویة العشوائیة. ولفتت تلک التقاریر أن تحالف العدوان السعودی لم یکتفِ بفرض حصار بری وبحری وجوی فی سیاق عدوانه الغاشم ومجازره الوحشیة بحق ابناء الشعب الیمنی، بل وصل الحقد به الى تدمیر البنیة التحتیة للیمن وکل ما له علاقة باقتصاد الوطن فی صورة تعکس بوضوح مدى الحق الدفین على الیمن ارضاً وانساناً فی محاولة إرکاع هذا الشعب وتجویعه فی خطوة تهدف للقضاء على کل مقومات الحیاة فی الیمن. وأکدت تلک التقاریر إلى أن هدف تحالف العدوان السعودی من تدمیر مصانع الوطن إلى ترکیع الشعب الیمنی وإذلاله وإفقاره، فی مسعى لإیقاف عجلة الإنتاج الوطنیة من خلال تدمیر المصانع والمعامل الإنتاجیة بصورة مباشرة والتسبب بإیقاف عشرات المصانع الإنتاجیة فی ظل الحصار المفروض، ولا سیما أن الکثیر من المصانع حین یتم قصفها یجری الاستغناء عن موظفیها والذین یتحولون بالتالی إلى رصیف البطالَة ، ما یعمق مأساة الیمنیین.
وعلى هذا المنوال، کشف تقریر حول الجرائم والانتهاکات التی ارتکبها تحالف العدوان السعودی الإماراتی منذ بدایة عدوانه على الیمن فی مارس 2015 وحتى شهر یونیو الماضی، عن أرقام کارثیة للضحایا المدنیین والأضرار المادیة والتدمیر للبنى والمنشآت التحتیة والخدمیة للیمن. وأوضح رئیس الفریق الوطنی المکلف بالتعامل مع فریق الخبراء الدولیین والإقلیمین "عبد الإله حجر"، یوم الاربعاء الماضی، "أن ما یتم الإعلان عنه ضمن التقریر الأول هو أبرز الجرائم والانتهاکات التی ارتکبها العدوان." وأکد أن الإحصاءات تشیر إلى استشهاد نحو 16802 مدنی منهم 3753 طفلاً و2361 امرأة و10688 رجلاً، جراء القصف المباشر، وأضعاف هذا الرقم من الإصابات فی صفوف المدنیین. وفی مجال استهداف التحالف لقطاع التعلیم، بیّن "حجر" أن العدوان أدى إلى تضرر 3553 منشأة تعلیمیة وتربویة حکومیة وخاصة حیث تسببت الغارات فی تدمیر 402 مدرسة تدمیراً کلیاً. وأما فی المجال الصحی فقد دمر العدوان 483 مستشفى ومرفقا ومنشأة صحیة بین تدمیر کلی أو جزئی ما أدى إلى توقف المستشفیات عن العمل بنسبة 60٪.
کما کشف "حجر" فیما یخص البنى التحتیة والمنشئات الخدمیة فی الیمن، أن العدوان عمد إلى تدمیر 14 میناء بحریا وبریا بالقصف المباشر، ودمر نحو 4976 کم من الطرق و101 جسر علوی، کما أحرق قصف العدوان أکثر من 6278 وسیلة نقل مختلفة بمن فیها. ودمرت قوى العدوان أکثر من 472 محطة وقود وغاز تدمیراً کلیاً وجزئیا وأحرقت وأعطبت أکثر من 291 ناقلة نفط وغاز. وکشف "حجر" أن القضاء والأمن فی قائمة استهداف العدوان حیث بلغ عدد الغارات التی شنها العدوان على مختلف المنشآت الأمنیة 1748 غارة نتج عنها تدمیر 477 منشأة أمنیة واستشهاد 178 عنصراً أمنیاً وإصابة 139 آخرین بجروح بلیغة. وأشار التقریر إلى تعرض أکثر من 131 منشأة ریاضیة لغارات مباشرة شنتها طائرات تحالف العدوان تسببت بتدمیر کلی أو جزئی. ونوه "حجر" بأن تحالف العدوان نفذ تحالف العدوان هجمات عسکریة متعمدة دمرت من خلالها عدد من المساجد والأماکن الأثریة والبنى الثقافیة والسیاحیة، حیث عمد العدوان إلى قصف أکثر من 1324 مسجدا وتدمیرها کلیاً أو جزئیا وتدمیر 417 موقعاً أثریاً ومعلما تاریخیا.
وعلى صعید متصل، أکد تقریر الخبراء الوطنیین استخدم تحالف العدوان منذ بدایة دوره الإجرامی على الشعب الیمنی أسلحة محرمة کالقنابل العنقودیة، الصوتیة، الفراغیة، الفوسفوریة وغیرها. وأوضح تقریر الخبراء الوطنیین أن الیمن تعیش أوضاع اقتصادیة وإنسانیة متردیة جراء العدوان والحصار على الیمن، مؤکدا أن معدل السکان تحت خط الفقر ارتفع إلى 85 ٪ فی العام ٢٠١٩م، فیما تجاوزت نسبة البطالة 65٪ جراء العدوان والحصار. وبین التقریر إلى أنه جراء العدوان والحصار یعانی 20 ملیون مواطن یمنی من انعدام الأمن الغذائی بینهم أکثر من 8 ملایین یعانون انعدام الأمن الغذائی الحاد. وأشار إلى تسبب العدوان والحصار فی انقطاع مرتبات الموظفین الذین یمثلون 35٪ من العدد الکلی لسکان الجمهوریة الیمنیة.
وفی الختام یمکن القول إن السعودیة قامت خلال السنوات الماضیة بالاستعانة بالعدید من وسائل الاعلام والکثیر من الاعلامیین للترویج عن أکاذیبها بتقدیم مساعدات إنسانیة لأنباء الشعب الیمنی ولکن العدید من التقاریر الاخباریة کشفت زیف تلک المزاعم السعودیة واوضحت أن مجمل الهدایا التی قدمها تحالف العدوان السعودی خلال السنوات الخمس الماضیة لأبناء الشعب الیمنی تمثلت فی هدم البنیة التحتیة وقتل الاطفال والنساء وفرض حصار جائر على الیمن.