المغرب قبل بالتطبیع.. و ترامب یزرع الشوک فی طریق بایدن
قبل یومین تم الإعلان عن التوصل لاتفاق التطبیع بین المغرب العربی والکیان الإسرائیلی، والذی ترافق مع اعتراف الرئیس الأمریکی دونالد ترامب بسیادة المغرب على الصحراء الغربیة، الإعلان الذی یعتبر غیر مفاجئ حسبما أجمع علیه المحللون فی الصحف العربیة والعبریة، متحدثین عن خلفیات هذا الاتفاق.
فنشرت صحیفة "هآرتس" العبریة:
"بعد سنوات من الخلاف حول قطعة الأرض التی تقع بین المغرب وموریتانیا ویعیش فیها الشعب الصحراوی الذی یطالب بالاستقلال، اختار الرئیس الذی انتهت ولایته، دونالد ترامب، اتخاذ خطوة أحادیة الجانب تخالف بشکل صریح السیاسة التی استمرت لفترة طویلة فی بلاده حول ذلک فعلیاً.. وثمة إدارات سابقة أیضاً کانت ترید تعمیق السلام السری بین المغرب وإسرائیل، ولکنها لم ترغب فی دفع ثمن باهظ مثل الثمن الذی دفعه ترامب بدون تردد".
وفی جریدة "کود" المغربیة الإلکترونیة جاء:
"إعلان المغرب عن تطبیعه للعلاقات مع إسرائیل حدث مزلزل بکل المقاییس، لیس فقط لأنه لم یکن متوقعاً بهذه السرعة، لکن أیضاً لأنه قلب رأساً على عقب منطق التعامل مع هذا الملف من جانب مختلف الأطراف.. وأمام هذا الحدث اعتبر العدید من المغاربة أن هذا الحدث یوماً أسوداً فی تاریخ المغرب وخیانة للقضیة الفلسطینیة".
أما "یدیعوت أحرنوت" العبریة فأشارت إلى أن هذا الاتفاق هو توریط من ترامب لجو بایدن، فنشرت:
"ترامب فی هذه الأثناء وقبیل دخول بایدن إلى البیت الأبیض "یحطم التقالید، حیث دفعه فوز بادین إلى نشاط رئاسی، هو یرغب فی أن یطبع على أمریکا وعلى العالم ختماً لا ینسى، والأهم من هذا، أن یضع الألغام فی طریق بایدن إلى البیت الأبیض".
اتفاق التطبیع هذا ترافق مع اعتراف دونالد ترامب، بسیادة المغرب العربی على الصحراء الغربیة، إلى جانب عقد صفقة بیع أسلحة موجهة بدقة وأربع طائرات مسیرة من طراز إم کیو-9بی سی غاردیان إلى المغرب، وغیرها من الامتیازات التی قد ینکشف الغطاء عنها خلال الأیام المقبلة، ما یشیر إلى أن ترامب دفع ثمن هذا الاتفاق للمغرب، وإن کان هذا الثمن باهظاً لکن من الواضح أن ترامب مضطر للإعلان عن مثل هذه الاتفاقات دون النظر إلى تداعیاتها على المرحلة المقبلة لأنه لن یکن موجود فیها، وما علیه خلال الأیام القلیلة المتبقیة لرئاسته إلا زرع المزید من الأشواک فی طریق بایدن، وتسجیل المزید من الإنجازات.