دولیة واقعة إعدام النمر تتجدد کل عام
أحداث متسارعة على مختلف الأصعدة یعیشها العالم عموما ودول المنطقة العربیة والإسلامیة خصوصا متمثلة فی دوامة العنف التی لم یعهدها تأریخ المنطقة منذ فترة طویلة.
ولعل لحادثة إعدام السلطات السعودیة لرجل الدین نمر باقر النمر جملة النصیب الکبیر للتأثیر، ففی حین زعمت السلطات السعودیة أن إعدامه "تطبیقا للعدالة بعد اتهامات ضده بإثارة النزعات الطائفیة فی السعودیة، والخروج على ولی الأمر"، یرى آخرون أن النمر، معارض سعودی یدعو إلى الإصلاح ولا یستحق الإعدام کونه لم یتورط بأعمال إرهابیة
تنفیذ الإعدام استوقف الجمیع فی مفاجئته، وعکر وأربک الوضع السیاسی والدبلوماسی والأمنی فی المنطقة کثیرا، وبدد تلک الآمال التی عول علیها الجمیع فی بدء العد تنازلی فی التهدئة السیاسیة والأمنیة والاجتماعیة.
أصداء وتبعات هذا الحدث تجاوزت فی أثارها وقع إعدام مواطن یحمل الجنسیة لبلد معین وهی السعودیة بتهم دعم وتحریض الناس على العنف ومحاولة قلب نظام الحکم والخروج على الحاکم الشرعی فی هذا البلد، کما سوق له النظام السعودی والإعلام المرتبط به فی المنطقة والعالم وحسب.
وإنما جاءت الأصداء تعکس إن الرجل یتجاوز وضعه ومکانته وضع المواطن العادی وذلک لما یمثله من رمزیة دینیة وروحیة لعدد کبیر من الناس تتجاوز الملایین من المسلمین فی بلدان مختلفة من العالم، فهو تنطبق علیه مبادئ القانون الدولی ومبدأ العلاقات الدولیة، التی تعد أشخاص بهذا المستوى من الشخصیات الحیویة والأساسیة فی التأثیر فی العلاقات والتعامل الدولی.
أیضا ما یدل على دولیة وعالمیة رجل الدین الشیخ النمر هو ردود الأفعال الکبیرة على إعدامه فی أکثر من مکان فی العالم، ولم تکن ردود الأفعال بتلک الشعبیة فقط، بل شملت أفاق وتبعات متعددة.
فرغم السلبیات التی یعانی منها النظام السعودی جاء بخطوة أخرى ذات انعکاسات داخلیة وخارجیة إلا وهی إعدام الشیخ نمر باقر النمر ، إعدام الشیخ النمر معلوم العواقب إلا إن النظام أراد من خلال هذه الخطوة ومرة أخرى کسب الأصداء فی الداخل والخارج ، وأیضا تأکید قدرته على التحکم والتلاعب فی بوصلة الأزمات الساخنة فی المنطقة.
مرة أخرى التحلیلات والقراءات للخطوة السعودیة بإعدام رجل الدین باقر النمر ترى إن هناک مسعى سعودی تحت غطاء الوتر الطائفی لخلق تخندق عدد من الحلفاء الإقلیمیین إلى جانبها فی المنطقة لکی تستطیع مجاراة اللاعبین الأبرز فی المنطقة مثل إیران وترکیا.
ومرة أخرى هذا العام ستنطلق شعارات إحیاء ذکرى استشهاد النمر بما تحمله من مطالب لتغییر وإصلاح النظام السعودی والوقوف بوجه الاستبداد الذی یمارسه بحق الأقلیات الطائفیة والمعارضین.