محکمة کویتیة تصدر حکماً ضد جریدة "السیاسة" لإساءتها لإیران.. من یُدیر هذه الجریدة وما هی أهدافه الخبیثة؟
کشفت العدید من وسائل الإعلام أن محکمة التمییز الکویتیة أصدرت قبل عدة أیام حکماً بتغریم جریدة "السیاسة" التی یرأس تحریرها الکاتب والصحفی المتهور المعروف "أحمد الجار الله" بمبلغ وقدره 6 آلاف دینار کویتی، وذلک بتهمة الإساءة لجمهوریة إیران الإسلامیة بعدة مقالات جارحة والکثیر من الأخبار الکاذبة والملفقة. وقالت محکمة التمییز الکویتیة فی حکمها إن "ما تم نشره یخرج عن طبیعة عمل الصحافة، بتناولها للأمور السیاسیة. وأوضحت هذه المحکمة الکویتیة :"فلا یجب أن تتعرض هذه الجریدة لموضوعات قد یترتب علیها مساءلة الدولة، حیث إن دولة الکویت تتبنى سیاسة النأی بالنفس عن کل ما تموج به المنطقة من اضطرابات ونزاعات". وکانت وزارة الداخلیة الکویتیة قد أحالت فی شهر سبتمبر الماضی، رئیس تحریر صحیفة السیاسة "أحمد الجارالله" إلى النیابة العامة للتحقیق معه بتهمة الإساءة إلى المذهب الشیعی، بسبب تغریدة قام بنشرها عبر حسابه بـ"تویتر" تضمنت صوراً لأئمة شیعة مرفقة بتعلیق مثیر للجدل. وقام "الجار الله" حینها بحذف التغریدة عقب حالة الاستیاء التی انتشرت بین العدید من النشطاء ومن بینهم نواب طالبوا باتخاذ الإجراءات القانونیة بحقه آنذاک.
وعلى صعید متصل، ذکرت العدید من التقاریر الاخباریة، أنه سبق وأن تعرّض "الجار الله" لانتقادات لاذعة ومحاکمة قضائیة بسبب تغریدة تم اتهامه على إثرها بالإساءة إلى الرسول (صلى الله علیه وآله)، وکانت سبباً فی إقالته من منصبه کرئیس فخری لجمعیة الصحافیین الکویتیین. ولفتت تلک التقاریر إلى أن "الجار الله" کان یتودد خلال الاعوام الماضیة لدولة الاحتلال الصهیونی وذلک من أجل کسب بعض المکاسب الاعلامیة والسیاسیة ولقد أشاد "أحمد الجار الله"، خلال الفترة الماضیة بما قال انه دور إسرائیل فی کشف قدرات البرنامج النووی الإیرانی. ووجه "الجار الله"، الشکر لـ"إسرائیل" بعد المؤتمر الصحفی الذی ادعى فیه رئیس الوزراء الإسرائیلی "بنیامین نتنیاهو"، أن إیران مستمرة فی تطویر برنامجها النووی.
الجدیر بالذکر أن هذه العقوبات بالکویت تأتی بعد تشریع قانون الجرائم الالکترونیة بالبلاد عام 2015، حیث أصبح المغردون والصحفیون أمام عقوبات قانونیة فی حال خالفوا القوانین المعمول بها بهذا الشأن. ویُعرف رئیس تحریر الصحیفة "أحمد الجار الله"، بآرائه المناهضة للسیاسة الإیرانیة وحلفائهم فی الدول العربیة، وهو ما یُعبِر عنه من خلال تدویناته بحسابه فی "تویتر". وفی أیلول الماضی، تمت إحالته إلى النیابة العامة للتحقیق معه بتهمة الإساءة إلى المذهب الشیعی، وفق ما أکدته وسائل إعلام محلیة آنذاک. وقال النشطاء: "إن سبب الإحالة نشره لتغریدة مرفقه بصورة تضمنت إساءة لرموز من المذهب الشیعی.
وعلى نفس هذا المنوال، ذکرت العدید من المصادر السیاسیة أن السلطات الکویتیة بذلت الکثیر من الجهود خلال الفترة الماضیة لاحتواء الازمه التی نشأت عن قیام بعض الصحف الکویتیة باثاره تیار مناوئ للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. واعرب مسؤولان کویتیان من الاسرة الکویتیة الحاکمة عن قلقهما من الوضع الحالی وأعلنا أن الازمة الراهنة نشأت بعدما نشرت صحیفة "السیاسة" الکویتیة مقالا للصحفی "احمد الجار الله" اساء فیه إلى ایران. وأفادت تلک المصادر السیاسیة، بأن هذین المسؤولین الکویتیین حذرا هذا الکاتب الصحفی الکویتی .وهدد مواطنون کویتیون انه إذا واصل "الجار الله" إثارة الاجواء لمصلحة القوات الامریکیة فی المنطقة فانهم سیکشفون وثائق تثبت علاقته بالدکتاتور العراقی السابق "صدام حسین". و قال مراقبون کویتیون إن ما قامت به صحف کویتیة فی الآونة الاخیرة من اثارة الاجواء ضد ایران یعود إلى نشاطات عناصر تابعة للسلفیین فی الکویت، مضیفین إن احد کبار المسؤولین الامنیین الکویتیین یقوم بتوجیه الصحف لافتعال الاجواء ضد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.
وعلى صعید متصل، کشفت بعص الوسائل الإعلامیة أن هناک مسؤول أمنی کان یعمل سابقا فی بعض الوزارات الکویتیة وله ملفات فساد مالی کبیر و قربه من اسره "آل الصباح"، کان یحول دون تعرض "الجار الله" للمساءلة والعقاب خلال الفترة الماضیة. و تشیر تلک الوسائل الإعلامیة أن قلق المسؤولین الکویتیین إزداد بعد أن دعا رئیس مؤسسة حفظ اعمال وقیم الدفاع المقدس فی ایران إلى تقدیم ابحاث ومقالات و وثائق لکشف الدور الکویتی فی الحرب المفروضة التی اثارها صدام حسین ضد ایران. واخذ القلق یعتری المسؤولین الکویتیین بعد هذا الاعلان و بدؤوا یبحثون عن حل لاحتواء الأزمة الراهنة.
وفی سیاق متصل، کشفت العدید من التقاریر أن سجل "احمد الجار الله" ملیء بالعبودیة والخنوع امام الطغاة امثال الدکتاتور العراقی السابق "صدام حسین" الذی فعل ما فعل باصدقائه فی الکویت ومنهم "الجار الله" قبل غیرهم. ولا شک أن هذا الرجل المشبوه والذی کان یعتبر أحد ابواق النظام الصدامی طیلة فترة الحرب الصدامیة ضد الجمهوریة الاسلامیة کرّس قلمه لتلمیع صورة صدام ولکن انقلب السحر على الساحر وکان هو احد ضحایا الغزو الصدامی للکویت . وکان تشّدق"الجار الله" بشخصیة الدکتاتور العراقی بلغ إلى ذلک الحد الذی دفعه إلى تسمیة ابنه بـ"صدام" حبا بالدکتاتور العراقی المعدوم . وکانت صحیفة "السیاسة" تُدار إبان فترة الحرب العراقیة ضد ایران بواسطة التمویل الذی یقدمه الدکتاتور العراقی السابق إلى رئیس تحریرها "احمد الجار الله" عبر وزیر الاعلام العراقی الاسبق حیث تم العثور على وثائق هذا التمویل فی مبنی وزارة الاعلام بعد سقوط النظام العراقی فی عام 2003.
ولفتت تلک التقاریر إلى أن هذه الوثائق تشیر إلى أن "احمد الجار الله" کان یتلقی دعما مادیا من المیزانیة المخصصة لوزارة الاعلام العراقیة ازاء مواقف صحیفة السیاسة المناهضة لایران بلغ خمسة ملایین دولار سنویا. وکان احمد الجار الله یتلقى بشکل دوری من القیادة العراقیة السابقة توجیهات بشأن المهام الملقاة على عاتقه فی ما یتعلق بتوجیه اساءات إلى الجمهوریة الاسلامیة من خلال المقالات السخیفة التی یکتبها فی صحیفة "السیاسة" .وبعد الغزو العراقی للکویت لم تفلح الخدمات التی قدمها "الجار الله" إلى الدکتاتور العراقی ولم یفلت من غضب "صدام" وکان أول الهاربین المدبرین من بطش الدکتاتور العراقی السابق حیث ترک عائلته فی الکویت عرضة للقوات العراقیة.
إن هذا الرجل المتعجرف کان ومازال یعزف عبر جریدته التی أصبحت أشبه بالصحف الصفراء فی الکویت على وتر الطائفیة یستخف بمعتقدات الشیعة فی الکویت خصوصا والعالم عموما ویقوم بتوجیه اتهامات غیر واقعیة إلى ایران على نمط الصحف الصهیونیة .ولا بد من القول هنا أن هذا الاسلوب الذی ینتهجه "الجار الله" لا یخدم مصلحة الکویت بالدرجة الاولى وهو بعید عن هذه المهنة الشریفة لان الصحافة لها ادبیاتها الخاصة التی یظهر أن "الجار الله" لا یتقنها.
