"الخوذ البیضاء".. بضاعة غربیة منتهیة الصلاحیة
لوثة الغرب تجتاح الشرق الأوسط، ویبدو أن أغلبیة الأنظمة سقطت فی وهم الغرب، وأصبح الغرب المتحکم بمسار الأحداث السیاسیة والعسکریة فی المنطقة، ولا یطیق أن یکون هناک دول صاحبة سیادة، لذلک یستخدم ثقله لإحباط ای محاولة لنیل الشعوب حریتها، لشدة النفاق یتغنى بأن بلاده مصنع الحریات وأنه یرید نقل حریته إلینا، لذلک یعمد على تنشئة جماعات ارهابیة ویُلبسها أقنعة مزیفة کما هو الحال بالنسبة لـ "الخوذ البیضاء" التی مارست ارهاب الغرب ونفاقهم وتشویههم للحقائق على حساب دماء الشعب السوری، لتجد أفراد هذه المنظمة یفرون واحداً تلو الأخر نحو دول الغرب تارکین الناس البسطاء الذین قالوا انهم سیساعدونهم وحیدین یعانون من نفاقهم وزیفهم.
النفاق الأخیر بخصوص هذا الموضوع، شاهدناه من قبل ألمانیا وفرنسا على وجه التحدید، فقبل ایام استقبلت ألمانیا رئیس منظمة "الخوذ البیضاء"، خالد الصالح مع أسرته، وأعطته الإقامة، الأمر الذی استدعى تعلیقاً من الخارجیة السوریة، التی أدانت ما قامت به برلین، وقالت إن ذلک یؤکد مجدداً ضلوع ألمانیا فی العدوان على سوریا، وقالت الخارجیة السوریة إن استقبال رئیس المنظمة الإرهابیة "رغم معارضة وزارة الداخلیة الألمانیة نظرا لارتباط هذا الشخص بالمتطرفین، یؤکد مجددا ضلوع الحکومة الألمانیة فی العدوان على سوریا وتوفیر الدعم للتنظیمات الإرهابیة والمجموعات الملحقة بها".
ونقلت وکالة سانا عن مصدر رسمی فی الخارجیة السوریة أن دمشق تدین "بشدة البیانات المضللة التی تصدرها الخارجیة الألمانیة وممثلوها فی المنظمات الدولیة"، وأضاف المصدر إن بلاده "تنبه إلى أن تأمین الحمایة للإرهابیین یشکل انتهاکا سافرا لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمکافحة الإرهاب ویمثل خطرا على الأمن والسلم فی العالم". وطالب المصدر الحکومة الألمانیة بالتوقف عن "محاولات تبریر سیاساتها إزاء الإرهاب وخداع الرأی العام الألمانی الذی عانى الإرهاب والتطرف فی أکثر من مدینة ألمانیة".
وقالت الخارجیة السوریة: "یبدو أن تشویه الحقائق وقلب المفاهیم وحملات التضلیل أصبحت مرادفات أساسیة للحرب الغادرة ضد سوریا من جانب الدول المعادیة".
الخوذ البیضاء والارهاب الفکری
خالد الصالح استطاع مغادرة الاردن على متن طائرة حکومیة ألمانیة، تارکاً بلاده التی کان یتغنى بالدفاع عن ترابها لیذهب نحو أسیاده الذین یوفرون له عدة لیالٍ فی فنادق برلین لالتقاط بعض الصور، وإظهار بطولات الألمان، ومن ثم یتم طرده إلى مخیمات اللجوء بعد أن نفذ مهمته.
الصالح هذا الذی تدافع عنه ألمانیا وتستقبله، تحدثت عنه مجلة دیر شبیجل الألمانیة، وقال فی تقریر لها أنه بعد استجواب فی مخیم الأزرق للاجئین على بعد 100 کیلومتر شرق العاصمة الأردنیة عمان، توصل المسؤولون الألمان إلى استنتاج مفاده أن "الصالح" یتبنى رؤیة إسلامیة جهادیة عالمیة.
"إسرائیل" أیضاً انخرطت فی التعاون مع "الخوذ البیضاء" فی محاولة لتقدیم نفسها على أنها تدعم الحریات وهی أکبر کیان ارهابی فی العالم، حیث عمدت الى تصویر فیلم قصیر بثّه الناطق باسم جیش العدو الصهیونی، المُصوّر بکامیرات الرؤیة اللیلیة لجزء من عملیة تهریب أعضاء المنظمة المشبوهة المُسمّاة الخُوذ البیضاء، لیکتشف حجم "الإنسانیة" التی یتمتع بها الصهاینة، واستجابتهم الکریمة لنداءات ترمب ترودو، کی یتم إنقاذ "المُنقِذین" الذین حظوا باهتمام غربی (وبعض العربی). بما فاق ما حظیت به أی "مُنظّمة" من تلک التی شغّلها اولئک فی حربهم المَفتوحة على الوطن السوری.. شعباً ودولة وحضارة ودوراً جیوسیاسیاً فریداً.
الخوذ البیضاء بدؤوا بفبرکة الحقائق "الکیمائیة" فی البدایة فی الغوطة الشرقیة وتحریض إدارة أوباما على معاقَبة "الحکومة السوریة"، وانتهَت فی الغوطة الشرقیة نفسها هذا العام، ولکن من بوابة ضاحیة "دوما" مروراً بالطبع من خان شیخون، التی استعرَض فیها ترامب ودمیته تریزا مای عضلاتِهما نیسان 2017، عندما قصفت بوارجهما مطار الشعیرات.
فی الأثناء تواصلت عملیات "تمجید" بطولات الخوذ البیضاء وأعمالهم الإنسانیة الجلیلة لتتردّد اصداؤها فی مهرجانات الکذب والنفاق الغربِیّین، إن فی حصول فیلم سخیف وهزیل من "انتاج" المنظمة المشبوهة نفسها على جائزة الأُوسکار فی شباط2017، ام فی ترشیح شخصیات وجمعیات مرتبطة بالاستخبارات الغربیة "الخوَذ البیضاء" لجائزة نوبل لـ ِ"السلام". وحیث لم یحصل ذلک، فقد تم "تعویضها" بجائزة نوبل "البدیلة" المُسمّاة "رایت لیفیلیهوود".. ولم یتوقف بالطبع سیل الدعم الغربی لهذه المنظمة، التی لم تکن سوى احد أذرعة المنظمات الارهابیة التی دعمتها الحکومات الغربیة وبعض العربیة، بالأموال والسلاح والعتاد وتوفیر الملاذات الآمنة.
قصة الصحفی السوری فی فرنسا
نفاق الغرب ظهر جلیاً لجمیع سکان المعمورة من خلال قصة المصور الصحفی الذی ینتمی لمنظمة "الخوذ البیضاء" الإرهابیة فی سوریة المدعو "أمیر الحلبی"، فهو الذی تم تکریمه غیر مرة من هذا الغرب الاستعماری، وتم إغداق الجوائز الثمینة علیه لأنه فبرک مع منظمته المذکورة ومشغلیها الأمریکیین والأوروبیین الکثیر من الصور والمسرحیات الکیمیائیة المزعومة، ونشر مع منظمته الکثیر من الأکاذیب حول سوریة.
لکن صورة التکریم المذکورة سرعان ما تبدلت بالعرف والسیاسة الفرنسیین، فتحول "الحلبی" إلى مطلوب من قبل الشرطة الفرنسیة عندما بدأ یصور التظاهرات فی باریس، وقام عناصرها بتهشیم وجهه خلال تظاهرة احتجاجاً على قانون "الأمن الشامل" الفرنسی، ولم یعد هناک تکریم له، ولم تعد هناک جوائز ترضیة له کما کانت فرنسا تفعل حین کان یخدم أجنداتها الاستعماریة.
لم یعد هذا الإرهابی بنظر فرنسا "مدافعاً عن الحریة وحقوق الإنسان" فی سوریة، ولم تعد صوره وأکاذیبه ترفع لها القبعة فی باریس، فالمشهد انقلب رأساً على عقب وتحول المذکور إلى مطارد ومغضوب علیه، لأنه لم یعد ینفذ تعلیمات الإلیزیه بحرفیتها فی الداخل الفرنسی.