مناورة عسکریّة فی غزة لمواجهة عدوان الکیان.. کابوس جدید یهدد "إسرائیل" ما هو؟
ضجت المواقع الإخباریّة العربیّة بالمناورة العسکریّة التی شارکت فیها جمیع فصائل المقاومة الفلسطینیّة بالذخیرة الحیة فی مختلف مناطق قطاع غزة، والتی اختتمت الثلاثاء الماضی وحملت اسم "الرکن الشدید"، وبدأت المناورة بمؤتمر صحافیّ للأجنحة المسلحة عقده الناطق باسم سرایا القدس، فی أحد مواقع المقاومة جنوب مدینة غزة بالتزامن مع إطلاق عدد من الصواریخ التجریبیّة تجاه البحر، وقد شارکت الطائرات الاستطلاعیّة المخصصة للمراقبة وتنفیذ العملیات القتالیّة فی المناورات.
رسالة مباشرة
وکان التصدی لمحاولات اقتحام قطاع غزة من قبل العدو من أبرز ما اشتملت علیه المناورة، إضافة إلى تدریبات لفرق النخبة بما فیها فرق الضفادع البشریة، حیث حاکت بعض التدریبات عملیات أسر الجنود الصهاینة إضافة إلى الرشقات الصاروخیّة، التی أظهرت تطوراً فی نوعیة الصواریخ التی تصنعها المقاومة.
وفی رسالة واضحة ومباشرة للکیان الغاصب الذی لا یکف عن مهاجمة غزة وتهدیدها بشن عملیّة عسکریّة جدیدة ضدها، حاکت المناورة تهدیدات العدو المتوقعة، وعززت کفاءة وقدرة مقاتلی المقاومة للقتال فی مختلف الظروف والأوقات، فی تهدید لتل أبیب إذا فکرت فی أیّ مغامرة عسکریّة، وأکّدت حماس أنّ الکیان الصهیونیّ سیواجه بکل قوة ووحدة وسیکون هناک الکثیر من المفاجآت، بعد "المناورات الدفاعیة" التی بیّنت جهوزیّة المقاومة للدفاع عن الشعب الفلسطینیّ فی کل الأحوال وتحت الظروف کافة.
وتشدد حرکة حماس على أنّ المقاومة جاهزة وفی حالة دائمة من التطور فی أدواتها وتکتیکاتها وإدارتها للصراع، وأنّها المتأهبة الیقظة وصمام الأمان وخط الدفاع الأول عن فلسطین وشعبها وأرضها المقدسة، حیث تملک المقاومة الفلسطینیة أسلحة متنوعة، فی مقدمتها الصواریخ المصنعة محلیاً، والقادرة على ضرب کامل المدن والأراضی التی یحتلها الکیان مثل تل أبیب وغیرها من المدن الواقعة فی مناطق الشمال، فی حال قرر قادتها تغییر قواعد الاشتباک، وکذلک تحسباً لأیّ تصعید عسکریّ صهیونیّ ضد القطاع، على غرار الاعتداءات السابقة.
طائرات مسیرة
ضمن مناورة "الرکن الشدید"، ظهرت الطائرات المسیرة "أبابیل" التابعة للمقاومة الفلسطینیّة - لکتائب القسام الجناح العسکریّ لحرکة حماس، وقد ربط البعض صناعة الطائرة دون طیار بحصول المقاومة على طائرات استطلاع "Skylark" من العدو بعد أن سقط العدید منها بحالة جیدة فی قطاع غزة.
هذه الطائرة المسیرة بسیطة للغایة وصغیرة ومبتکرة وربما تکون مصنوعة من الخشب والفلین، ولها محرک صغیر وتحمل نحو 5 کیلو غرامات من المتفجرات، حیث تکتسب أهمیتها من تلک الخصائص حیث إن استخدام مثل هذه الأسلحة البسیطة والرخیصة سیکون بشکل أکبر من أجل فرض تکلفة باهظة على العدو الصهیونیّ لمواجهة هذه الأسلحة بصواریخ باهظة الثمن، فی الوقت الذی یکلف إنشاء مثل هذه الطائرات المسیرة واستخدامها التشغیلیّ، أو حتى بعض نماذج صواریخ القسام، أقل من 100 دولار.
وبناء على ذلک، إذا تم إطلاق تلک الطائرات على الأراضی المحتلة، فسیضطر الدفاع الجویّ للکیان الصهیونی إلى استخدام صواریخ باهظة الثمن عبر "نظام القبة" الحدیدیة لاعتراضها، وقد رأینا فی الماضی أن بعض المقذوفات قد مرت عبر الحاجز الدفاعیّ لهذا النظام الدفاعی و فی حالة وجود عدد کبیر من إطلاق النار وعشرات من هذه الصواریخ والطائرات دون طیار، فإن نظام دفاع العدو لن یکون لدیه صاروخ واحد للتعامل مع تلک التهدیدات.
یشار إلى أنّ المناورة الفلسطینیّة لاقت اهتماماً کبیراً من الجانب الصهیونیّ، عبر تقاریر لوسائل الإعلام العبریّة، التی ربطت بینها وبین مناورات جیش العدو، کما رکزت تلک التقاریر على کثافة نیران الصواریخ التی أطلقت من غزة باتجاه البحر، فیما کشف النقاب عن أن الأجهزة الاستخباریّة فی تل أبیب رفعت درجة التأهب، لمعرفة ما یجری فی القطاع.
وفی الوقت ذاته أوضحت الغرفة المشترکة لفصائل المقاومة الفلسطینیّة فی بیان عسکری مشترک، أنّ هذه المناورات هی تأکید على جهوزیة المقاومة للدفاع عن الفلسطینیین، وأنها فی حالة دائمة من التطور فی أدواتها وتکتیکاتها وإدارتها للصراع وإنها لن تسمح للعدو الصهیونی بفرض قواعد اشتباک لا ترضاها، وقال البیان: "رسالة مقاومتنا لکل العالم، بأنّ کلمتنا ستظل هی الفصل ویدنا ستبقى بقوة الله هی العلیا، ولن تغیر اتفاقیات العار وحفلات التطبیع الخائبة شیئاً على الأرض".