نجل الداعیة "سلمان العودة".. والدی یتعرض لعملیة قتل بطیء فی سجون "آل سعود"

انتهجت السعودیة خلال السنوات الماضیة سیاسة الإرهاب ضد مواطنیها من المفکرین والحقوقیین والنشطاء السیاسیین فی الداخل، وکذلک ضد شعوب المنطقة ولقد توسّع هذا النهج بشکل کبیر منذ تولی الأمیر "محمد بن سلمان" زمام السلطة فی السعودیة وقیامه بتطبیق نظامه الأمنی الجدید فی العدید من مدن البلاد. ولقد کشفت العدید من المصادر الاخباریة أن "بن سلمان" قام بسجن العدید من رجال الدین غیر الراضین عن سیاساته المنفتحة فی البلاد وکان من أبرزهم الشیخ "سلمان العودة" ویعتقد العدید من المحللین أن تصرفات ولی العهد السعودی "محمد بن سلمان" تنبع من مخاوفه بشأن فقدان منصبه کولی للعهد فی البلاد وذلک لأنه وصل إلى هذا المنصب بسرعة کبیرة وکان فی السابق أمیراً عادیاً داخل الأسرة السعودیة الحاکمة.وحول هذا السیاق، کشف "عبد الله"، نجل الداعیة السعودی الموقوف الشیخ "سلمان العودة" قبل عدة أسابیع، تفاصیل عن المعاناة التی یواجهها والده منذ لیلة توقیفه من منزله بالریاض، فی 9 أیلول 2017.

وحول ملابسات اعتقال والده، قال "عبد الله" إن "شخصا مجهولا هاتف والده فی 9 سبتمبر 2017، وبدأ یتحدث عن المطعم الذی کان فیه یومها والمسجد، وکأنه یوصل له رسالة بأنه مُراقب". وتابع "عبد الله"، "حین فتح والدی الباب کانت هناک مجموعة کبیرة بلباس مدنی عرفوا أنفسهم بأنهم أمن دولة. أمسکوا بالوالد على عجل، وطلبوا منه الذهاب معهم، دون أن یخبروه بالسبب أو أن یبرزوا هویاتهم، مؤکدین أن الأمر لن یتعدى ساعات قلیلة". وأشار إلى أن والده خاض فصلا أکثر رعبا بمحاکمة غامضة فی أیلول 2018 فی ظروف سریة. وأوضح أن والده یواجه 37 تهمة بینها الإفساد فی الأرض بتألیب المجتمع ودعوته للتغییر فی الحکومة السعودیة، والانضمام لاتحادات وجمعیات عالمیة وتألیب الرأی العام وإثارة الفتنة. ووجه "عبد الله" انتقادات للنیابة العامة والقضاة، مشیرا إلى رفض السلطات حضور أطراف مستقلة لإجراءات التقاضی، مع الإبقاء على والده فی الحبس الانفرادی حتى الآن.

ویوم الأربعاء الماضی، نشر نجل الداعیة السعودی الشیخ "سلمان العودة"، تغریدة على موقع التواصل الاجتماعی "تویتر"، قال فیها، إن "والده یتعرض لعملیة قتل بطئ فی سجنه بالعاصمة الریاض." وأوضح "عبد الله العودة" فی سلسلة تغریدات على حسابه: "أعلن للأمة العربیة الإسلامیة والعالم أن الوالد سلمان العودة یخضع لعملیة قتل بطیء داخل السجن فی الریاض". وأعرب "العودة"، أن هناک تدهوراً مخیفاً فی صحته خلال الأشهر الأخیرة وإهمال طبی شدید". وأضاف: "نحن نحمّل السلطات المسؤولیة الکاملة عن کل ما یحصل للوالد"، مدشناً هاشتاغ (#لاتقتلوا_سلمان_العودة). وتابع قائلا: "هناک تعمّد تغییب للوالد عن الأنظار ومنع الاتصالات بالکامل، وتقطّع الزیارات، ولکن فی جلسة المحکمة فی منتصف نوفمبر الماضی، رأته العائلة وجهاً لوجه أخیراً فبدا هزیلاً ضعیفاً مشتّتاً مستسلماً تساوت عنده الحیاة وعدمها، وهذا یؤکد سیاسة القتل المتعمد". وأکد نجل "العودة"، "أنه منذ شهر مایو إلى سبتمبر الماضی قطعوه تماماً عن العالم الخارجی حتى من الاتصال وساموه سوم العذاب". وقال "العودة": "نحن نشتبه فی أنهم قد یکونون بعد إنهاکه اضطروه للأدویة وعبثوا بها، فی محاولات خبیثة للإضرار بالوالد وقتله بشکل بطیء، وفقد الوالد نصف سمعه ونصف بصره فی تدهور مستمر لصحته ووضعه".

وسلط، عبد الله العودة، الضوء على قضیة والده المعتقل، الشیخ سلمان العودة، معرباً عن قلقه من تدهور صحة والده بشکل متسارع. وقال، "إنه بینما استرعت قضیة الناشطة السعودیة المعتقلة، لجین الهذلول، انتباه العالم، لا یزال المئات من المعتقلین السیاسیین فی السعودیة یقبعون فی السجون، بعدما ألقی القبض علیهم، وتمت محاکمتهم بنفس طریقة محاکمة الهذلول". وتابع "العودة": "لقد کان والدی واحداً من هؤلاء المعتقلین، ففی یوم 18 نوفمبر، عانق إخوتی والدهم فی محکمة الریاض الجزائیة، التی حکمت على الهذلول". وأوضح العودة، أن صحة والده البدنیة والعقلیة تدهورت بشکل متسارع نتیجة ثلاث سنوات من الإساءة والعزلة، مضیفاً إنه "خلال الشهور الخمسة الأولى من اعتقاله فی سجن ذهبان بجدة، کبل الحراس والدهم من قدمیه بالسلاسل، وعصبوا عینیه أثناء نقله بین الغرف، کما حرمه المحققون من النوم والدواء لأیام متتالیة، وفق ما أخبر أفراد العائلة أثناء الزیارات". وناشد العودة فی نهایة مقاله، إدارة الرئیس الأمریکی المنتخب "جو بایدن"، برفع صوتها وإنقاذ والده قبل فوات الأوان.

وعلى صعید متصل، تفاعل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعی مع تغریدات "عبدالله العودة"، وأطلقوا وسم #لاتقتلوا_سلمان_العودة ، داعین المنظمات الحقوقیة والمجتمع الدولی للتدخل من أجل إطلاق سراح الداعیة السعودی. وقال الناشط السعودی "ترکی الشلهوب": "السجون وُجدت للمجرمین واللصوص وقُطّاع الطرق والمفسدین .. أما فی السعودیة فقد أصبحت مقابر للأحیاء من المصلحین والمفکرین وأصحاب الرأی والنصیحة". وألقى کثیرون باللائمة فیما یحصل للداعیة "سلمان العودة" على ولی العهد السعودی "محمد بن سلمان". فقال "حسین عمارة": "اعتقال العلماء والأحرار فی السعودیة جریمة یتحمل مسؤولیتها أولا بن سلمان ثم العلماء والقضاة وحراس السجون الخاضعون له خوفا أو نفاقا". وقال الناشط "یاسر أبو هلالة": "وسم یجب أن یتصدر عالمیا. جریمة السکوت على جریمة بهذا الحجم بحق رجل کان الملک سلمان یطلب مشورته! وکل جریمته إنه دعا للصلح بین الإخوة تغریدة قد تنقذ حیاة الشیخ سلمان العودة". ومن جهته غرد حساب "معتقلی الرأی" بالقول: "هل ننتظر أن یفقد العودة حیاته بسبب الإهمال الطبی والقتل البطیء؟".

الجدیر بالذکر أنه نشبت خلال الایام الماضیة حرب تغریدات على تویتر بسبب المخاوف من إعدام "العودة، الذی یُعد من أعلى الدعاة شعبیة فی المملکة ویوصف من قبل الباحثین المتخصصین فی الشأن السعودی بالاعتدال، وله ملایین المتابعین على وسائل التواصل الاجتماعی. واتخذت محاکمة "العودة" صدىً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعی منذ مساء یوم السبت الماضی، وتصدَّر هاشتاغ "سننقذ سلمان العودة" قائمة التغریدات الأکثر تداولاً فی المملکة. وقال نجل "العودة"، إن "وسم #سننقذ_سلمان_العودة" وصل إلى التریند فی السعودیة رغم ما وصفه بحشود الذباب الإلکترونی والمجندین الأمنیین فی أوکار البغی والاستبداد.. ویدل هذا على التعاطف الشعبی الضخم والانحیاز إلى قیم العدالة فی المجتمع والحمد لله. وأعرب المشارکون فی الهاشتاغ عن تضامنهم الواسع مع الشیخ العودة، ووصفوا محاکمته بأنها "غیر نزیهة"، کما طالبوا المملکة بالإفراج الفوری عنه. إن کل هذه الاحداث تؤکد بأن النظام السعودی أصبح خائفاً جداً من القیام بجرائم أخرى فی حق أبناء الشعب السعودی والاقلیات الشیعیة لأنه أصبح یدرک جیدا أن المجتمع الدولی والمجتمع السعودی لن یظل مکتوف الأیدی وسوف یطالبون بمعاقبة القادة السعودیین وعلى رأسهم "ابن سلمان" إذا أقدم على حماقة جدیدة.




محتوى ذات صلة

بن سلمان: نرید علاقات طیبة مع إیران

بن سلمان: نرید علاقات طیبة مع إیران

أکد ولی العهد السعودی محمد بن سلمان أن بلاده تطمح لأن تقیم علاقات ممیزة مع إیران، لکن هناک "إشکالیات" بین الطرفین وتعمل السعودیة مع شرکائها على حلها.

|

إبن سلمان والسعودیة الخضراء والکومیدیا السوداء

إبن سلمان و"السعودیة الخضراء" والکومیدیا السوداء

لم یتعامل، لا الغرب ولا الدول المجاورة للسعودیة، ولا حتى الاعلام والصحافة، بجدیة، مع مبادرتی ولی العهد السعودی محمد بن سلمان عن "السعودیة الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، لزراعة 50 ملیار شجرة، 10 فی السعودیة و 40 فی الاقلیم، خلال العقود القادمة فی إطار "حملة" لخفض انبعاثات ...

|

مجلة أمریکیة: ابن سلمان یمارس قمع معارضیه بوحشیة غیر مسبوقة

مجلة أمریکیة: ابن سلمان یمارس قمع معارضیه بوحشیة غیر مسبوقة

فی تقریر لجاکوب سیلفرمان نشرته مجلة "TheNewRepublic" فإن السعودیة وعلى عکس الصورة المعلنة لها کدولة ذات عقلیة إصلاحیة تنفتح تدریجیا على العالم, فإن حالة حقوق الإنسان فیها تزداد سوءاً, وفقا لناشطین وأفراد أسر معارضین سجناء.

|

ارسال التعلیق