مدینة صاروخیّة إیرانیة تحت الأرض تهزّ عرش الکیان الإسرائیلی المزیّف.. هل تتوقف إیران عن التطور والتقدم؟
اهتمت وسائل إعلام العدو الصهیونیّ بنشر مقطع فیدیو لمدینة الصواریخ الإیرانیّة التی کشف عنها الحرس الثوری الإیرانی تحت الأرض على سواحل منطقة الخلیج فی محافظة "هرمزکان" الجمعة المنصرم، ما أثار ضجة واسعة فی الأوساط الإسرائیلیّة ولقی تفاعلاً کبیراً من قبل الرأی العام الصهیونیّ ومستخدمی الفضاء الإلکترونیّ فی الداخل الفلسطینیّ المحتل، وقد أظهرت صور ومقطع فیدیو نشرتها فی مواقع إعلامیّة إیرانیّة قاعدة تحت الأرض تضم عشرات المرکبات العسکریّة والصواریخ، وأظهر مقطع فیدیو نشرته وسائل الإعلام الحکومیّة الإیرانیّة، قائد الحرس الثوری الإیرانیّ، اللواء حسین سلامی، وهو یدخل القاعدة فوق علمی أمریکا والکیان الصهیونیّ المجرم المطلیین على الأرض، قبل أن یتفقد مستودع الصواریخ فی مقطع فیدیو عسکریّ لاقى انتشاراً کبیراً.
ردود أفعال صهیونیّة
بمجرد نَشر خبر وصور قاعدة الصواریخ البحریّة الإیرانیّة تحت الأرض على ساحل الخلیج قبل بضعة أیام، من قبل المواقع الإیرانیّة، انتشر هذا المقطع کالنار فی الهشیم على الصفحات الإعلامیّة العبریّة، فیما رد العشرات من الأشخاص بتعلیقات على تلک الصفحات العبریّة المعروفة، عبروا فی کثیر منها عن قلقهم من تصرفات رئیس وزراء العدو، بنیامین نتنیاهو، الذی أوصل الکیان إلى حالة الصراع الداخلیّ على المستوى الشعبیّ والحکومیّ، ووصفوه بعامل التهدید و"الأخطر الأکبر" على کیان احتلالهم الغاصب للأراضی العربیّة.
وفی هذا الصدد، کتب أحد المتابعین فی تعلیقه على الخبر: "هذه استراتیجیّة ناجحة ضدنا، بالتأکید لیس لدینا مساحات أرض کبیرة، لذلک لن نکون بأیّ شکل من الأشکال قادرین على الصمود أمام وابل الصواریخ التی تنهمر علینا من جمیع الجهات، وإذا حدث ذلک سنواجه حربًا صعبة للغایة" ، وکتب آخر: "ما نراه الآن هو 10٪ فقط من الشرور والأکاذیب التی جلبها لنا بنیامین نتنیاهو وحزب اللیکود"، وحول انتصار إیران على العقوبات والضغوطات قال أحد المستخدمین: " لا نرید أن تقولوا إن ما نراه فی الصور هو مجرد ألعاب ناریة وترفیه، لقد نجحوا وأخذنا اللوحة إلى منظمة الأمم المتحدة، والآن فی أی جانب یجب أن نثق وأی جانب یجب أن نصدق؟".
کما کتب مُخاطب آخر لإحدى أهم المواقع الإعلامیّة الصهیونیّة: "لفهم هذه المسألة، ما علیک سوى الرجوع إلى الکلمات التی قالتها تسیبی لیفنی (وزیرة الخارجیة الصهیونیّة السابقة) عن اللیلة الأولى من الحرب اللبنانیة الثانیة (حرب 33 یومًا)، حیث وعدوا فی بدایة الحرب بتدمیر کل صواریخ حزب الله بعیدة المدى فی غضون ساعات، لکن ماذا حدث؟ لمدة ثلاثة أسابیع رأینا آلاف الصواریخ تحلق فی السماء، کما وصلت الصواریخ إلى حیفا، لطالما کان شعور الغطرسة من عمل أیدینا".
وحول هذا الموضوع، أعرب صهیونیّ آخر عن غضبه من نشر هذه التعلیقات وکتب: "من مسؤول عن نشر التعلیقات فی والا! (موقع عبریّ معروف)، ما هذه المادة التی تنشرها؟ حتى وسائل الإعلام التابعة لحماس وحزب الله لا تنشر مثل هذه التعلیقات على منصاتها اللعنة علیک"، وقد لا قى الموضوع تفاعلاً کبیراً بین المخاطبین الصهاینة، حیث کثب شخص یسمی نفسه "عربیّ" مخاطباً المتابعین: "انتظروا بضعة أیام لنرى کیف یدمر الإیرانیون الکیان إسرائیل"، لیرد علیه مستخدم آخر باسم بهنام مایر: "أنت على حق، لکن نحن لسنا عاطلین عن العمل أیضاً وفی نفس الوقت ندمر بعضنا البعض".
ورداً على بعض التعلیقات التی سعت للتشکیک فی دقة الصور المنشورة، کتب أحد المتابعین للموقع العبریّ: "أیها الحمقى، سبق أن شککنا فی قوة حسن نصرالله (الأمین العام لحزب الله فی لبنان)، ولهذا السبب سقطت على رؤوسنا عشرات الآلاف من الصواریخ" ، فیما یقول آخر: " أخبرونی ماذا فعل ترامب حقًا لنا؟ لماذا لم یهاجم إیران؟، الحقیقة أنّ الطفل (بنیامین نتنیاهو) لا یعرف إلا الخطاب الإعلامیّ"، وتماشیاً مع هذا الرأی، کتب شخص آخر: "الطفل ایضاً ارتجف کثیراً من هذه الحقیقة والخوف من الحرب ،ولکن الایرانیین لا یخافون من الحرب هذا هو الفرق بین الجانبین".
ویعتقد بعض المستخدمین أنّ الإیرانیین لم یتسببوا فی هذه کوارث وتهدید لهم، بل بنیامین نتنیاهو، أو ما أطلقوا علیه اسم "رجل القمامة" فی تعلیقاتهم، حیث یعتبرون أنّ رئیس وزراء العدو هو سبب کل حزنهم وتعاستهم نتیجة فساده الکبیر، کما یعتبرون أنّ الکیان لا یعنی شیء بالنسبة لنتنیاهو على الإطلاق، ویؤکدون فی الوقت ذاته أنّهم لن یغفروا له تلک الارتباکات الخطیرة، وقد وصلت الأمور بالبعض إلى المطالبة بإبادة ملیون یهودیّ أرثوذکسیّ فی الأراضی الفلسطینیّة المحتلة لأنهم یضعفون الکیان الصهیونیّ الغاصب ضد إیران.
کذلک یؤکّد أحد المستخدمین، أنّ الکیان الصهیونیّ لیس الطرف الوحید الذی یخاف من القدرة الإیرانیّة، لکن أمریکا کانت فی الوضع ذاته، ویسأل: کم سیدفع جو بایدن (رئیس أمریکا الجدید) الذی یرتجف جسده أیضاً من هذه القوة، لإرضاء إیران؟
دفاع عن المصالح
أوضح قائد الحرس الثوری الإیرانیّ، اللواء حسین سلامی، قبل أیام، أنّ القاعدة الإیرانیّة الجدیدة تمتد "لعدة کیلومترات" وتهدف إلى الدفاع عن المصالح الإیرانیّة فی منطقة الخلیج، قائلاً : "ما تروه الیوم هو واحد من العدید من منشآت الصواریخ الاستراتیجیّة البحریّة التابعة للحرس الثوریّ الإیرانیّ، بحسب وکالات الأنباء الإیرانیّة.
ووفق قناة "Press Tv" الرسمیّة، أضاف سلامی: "نعتقد أن أعداءنا لا یقبلون قوة المنطق، بل یعتمدون على منطق القوة، لذلک لم یتبق لنا خیار سوى تعزیز ردعنا الهجومیّ والدفاعیّ فی مواجهة مؤامراتهم الاستعماریّة"، ووفقًا لوکالة مهر الإیرانیّة، تضم القاعدة منصات إطلاق للصواریخ بعیدة المدى ذات مدى دقة یصل إلى مئات الکیلومترات مع القدرة على مقاومة معدات الحرب الإلکترونیّة للعدو.
یشار إلى أنّ طهران عرضت معدات عسکریّة فی تدریبات قبل أسبوع، فیما أصدر مسؤولون إیرانیون تحذیرات شفهیّة فی ظل تصاعد التوترات مع واشنطن، حیث نقل الجیش الأمریکیّ طائرتین قاذفتین من طراز (B-52 ) إلى الشرق الأوسط من قاعدتهما فی أمریکا فی رابع انتشار من هذا القبیل فی الشهرین الماضیین، ضمن استعراض للقوة الأمریکیّة بهدف توجیه رسالة إلى الجمهوریة الإسلامیّة الإیرانیّة.
إضافة إلى ذلک، کشفت وزارة الدفاع الإیرانیّة، السبت الماضی، عن موعد إزاحة الستار عن کاسحة الألغام "صبا"، والحوامة "بیروزان" خلال شهرین، بحسب مساعد وزیر الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإیرانیّة ورئیس منظمة الصناعات البحریّة، الأمیرال أمیر رستکاری، الذی بیّن أنّ الحظر المفروض على البلاد لم یعرقل تطور إیران فی الصناعات البحریّة الدفاعیّة، مؤکداً أنّ غواصة "فتح" إیرانیة بالکامل وتم تصمیمها من قبل المتخصصین الإیرانیین، وتتمیز بالجودة والمعدات والأسلحة المتطورة أعلى بکثیر من غواصة "غدیر" فئة 120 طنًا، والتی تم تصنیعها بالهندسة العکسیّة.
فی الختام، لا تجد إیران سوى التقدم والتطور فی کل المجالات وأهمها العسکریّ خیاراً للتصدی للهجمات الأمریکیّة والصهیونیّة التی تستهدفها وتحارب لقمة عیش مواطنیها، ومن أجل الدفاع عن نفسها ذهبت لتعزیز قدرتها الصاروخیّة ووصلت إلى نقطة تحول مهمة، أصبحت فیها القدرة الصاروخیة الإیرانیة قوة رادعة بامتیاز، ولولا تلک القوة لکان الکیان الصهیونیّ الغاصب قد هاجم طهران ودمرها کما بیروت فی السابق وکما یقصف سوریا المقاومة الیوم بعد أن تم إضعافها وحصارها نتیجة سیاساتها الرافضة للخنوع والترکیع، فی الوقت الذی یعانی فیه الکیان الصهیونیّ من عقدة "قوة إیران" التی تجعله فی قلق دائم رغم دعم مؤیدیه من الامریکان.