هانی زاده: التیارات الداخلیة الفلسطینیة وصلت إلى نقطة تشکل جبهة موحدة فی الداخل ولم تعد تنتظر الدعم الخارجی

وفقاً لاعلان محمود عباس، ستجرى انتخابات جدیدة فی فلسطین فی الأشهر القلیلة المقبلة. ووفقاً للمرسوم الرئاسی للسلطة الفلسطینیة، ستجرى ثلاث جولات من الانتخابات النیابیة فی 22 مایو والانتخابات الرئاسیة فی 31 یولیو وإذا لم یتم انتقال انتخابات المجلس التشریعی إلى الجولة الثانیة، ستجرى انتخابات مجلس الأمة فی 31 أغسطس. والآن یواجه هذا القرار، الذی یبدو أنه نتیجة اتفاق بین حماس وفتح، جدلًا حول أسبابه وأبعاده وإمکانیة تنفیذه. ومن أجل متابعة هذه القضایا أجرى موقع "الوقت" التحلیلی مقابلة مع حسن هانی زاده الخبیر فی الشؤون الفلسطینیة.

یعتقد حسن هانی زاده، الخبیر فی الشأن الفلسطینی فیما یتعلق بأبعاد وسیاق الاتفاق بین حماس وفتح على إجراء انتخابات جدیدة، أن هذه الأوامر وطلب عباس تستند إلى ثلاث حقائق سیاسیة ومیدانیة. حیث یتعلق المستوى الأول بنهایة إدارة دونالد ترامب ووصول جو بایدن إلى السلطة. وقف ترامب فی السابق إلى جانب الکیان الصهیونی بکل امکاناته وضغط کثیرا على السلطة الفلسطینیة والشعب الفلسطینی. على سبیل المثال، یمکن الاشارة الى أفعاله فی تعریف القدس کعاصمة أبدیة للکیان الصهیونی، وصفقة القرن وحصار غزة، لکن تغییر الرئیس فی البیت الأبیض، أدى إلى تغییرات فی المعادلة السیاسیة لفلسطین.

وأضاف: "على المستوى الثانی، یمکن أن نذکر الانتخابات النیابیة الجدیدة المبکرة للکیان الصهیونی والمقرر إجراؤها للدورة الرابعة خلال العامین الماضیین. فی هذه الانتخابات، سنرى على الأرجح تغییرا فی هیکل السلطة ونهایة عمل نتنیاهو. وعلى المستوى الثالث، لا بد من الترکیز على عملیة "المصالحة الوطنیة" فی فلسطین. وبالنظر إلى تعرض حماس والجهاد الإسلامی لضغوط کبیرة خلال السنوات القلیلة الماضیة، یبدو أنهما سیتمکنان من الفوز بأغلبیة مقاعد مجلس الأمة الفلسطینی فی الانتخابات المقبلة. ویبدو أن هذه ستکون آخر انتخابات سیجریها محمود عباس، ومن المحتمل أن نرى تغییرات کبیرة فی هیکل سیاسة السلطة الفلسطینیة".

وقال الخبیر فی الشؤون الإقلیمیة حول تاثیر اتفاق حماس وفتح على التحولات السیاسیة فی فلسطین: "فی کل مرة تدخل حرکتا فتح وحماس فی مشروع للمصالحة الوطنیة، نشهد تشکیل تکتل قوی ضد الکیان الصهیونی، وأضاف انه فی ظل الوضع الراهن، یعتقد الشعب الفلسطینی أنه فقد مکانته السیاسیة وهیبته، وأن دولًا مثل الإمارات والبحرین والمغرب والسودان قامت بتطبیع علاقاتها مع الکیان الصهیونی، وحتى السعودیة دخلت سراً فی هذه العملیة. لذلک، یبدو أن اعتماد الشعب الفلسطینی انعطف على الداخل فقط، ولن یعلق الشعب والحرکات الفلسطینیة أی أمل على هذه الأنظمة العربیة الرجعیة. وبالتالی یبدو الآن أن التیارات الداخلیة الفلسطینیة وصلت إلى نقطة تشکل فیها جبهة موحدة فی الداخل ولم تعد تنتظر الدعم الخارجی. وهذا یمکن ان یکون فعالا جدا فی تقویة جبهة المقاومة ضد الکیان الصهیونی ".

وفی تقییمه لدور السعودیة فی مستقبل التطورات الفلسطینیة، یعتقد هانی زاده أن النظام السعودی وقادته فقدوا مکانتهم بین الشعب الفلسطینی والتیارات السیاسیة بسبب علاقاتهم السریة مع الکیان الصهیونی، والآن فان ما یحدث فی فلسطین یتجاوز إرادة کل الدول العربیة حیث یبدو الآن أن السعودیة وغیرها من الأنظمة العربیة الرجعیة لن یکون لها دور فی المعادلة السیاسیة الفلسطینیة فی المستقبل.

وقال الخبیر فی الشأن الفلسطینی فی ختام تصریحاته حول إمکانیة تطبیق الاتفاق بین حماس وفتح فیما یتعلق باجراء الانتخابات "إذا أجریت انتخابات، یبدو أن القوة ستتدفق تدریجیاً إلى حماس ویبدو أن حماس ستفوز بمقاعد أکثر فی البرلمان المقبل، لأن التراجع الکبیر لفلسطین بسبب خیانة الأنظمة العربیة، سیصبح دور حماس فی بناء جبهة قویة ضد أعمال تل أبیب أکثر بروزا الآن".