محلل سیاسی یکشف: ماهی ترامب یقدم الخدمة الأخیرة للسعودیة؟
کافأ الرئیس الأمریکی دونالد ترامب ، بأیامه الأخیرة ، بقرته الحلوب کما یصفها أمام الملأ، بتصنیفه حرکة أنصار الله فی الیمن کحرکة إرهابیة.
ولعل القرار الامریکی هذا والذی أعلن عنه مایک بومبیو، لم یکن مستغربا، بل المستغرب انه تأخرا کثیرا، فالابقاء على منطقة الشرق الاوسط فی فوضى عارمة وصراع مستمر ، هی استراتیجیة امریکیة قائمة ومتوقعة بأی لحظة.
ترامب کان یرید أن یحقق لنفسه فوزا للمرة الثانیة إرضاء للکیان الصهیونی وحلفائه من الأدوات المنفذة للعدوان على الیمن من خلال تصنیف "أنصار الله" منظمة إرهابیة، من أجل کسب أصوات الناخبین الیهود فی الولایات المتحدة الأمریکیة بأی طریقة، حتى وإن کانت على حساب جماجم الأطفال الیمنیین التی تفتک بها الطائرات الأمریکیة فی أبشع جرائم الحروب ضد الإنسانیة، إضافة إلى جرائم الحصار والتجویع المقصود ضد أکثر من 30 ملیون إنسان، ولکن وبعد خسارته بالانتخابات یبدو أن العدوانیة لدیه لا علاقة لها بالانتخابات وإنما بأسلوب حیاة یعیشه.
وبالنسبة للقرار ومن الناحیة السیاسیة، من شأن تصنیف انصار الله، حرکة ارهابیة أن یقضی على فرص التفاوض مع صنعاء لإنهاء العدوان على الیمن وانهاء الصراع فی المحافظات الجنوبیة التی یسیطر علیها مرتزقة السعودیة.
وفی النهایة فإن تصنیف الإدارة الامیرکیة، حرکة انصار الله الیمنیة فی قائمة الارهاب ما هو إلا خدمة للبقرة الحلوب من قبل الرئیس الامیرکی المنتهیة ولایته دونالد ترامب، عقب سنوات من العدوان السعودی الاماراتی على الیمن والذی قتل الاخضر والیابس ودمر البنى التحتیة.
رأی آخر یمکن الأخذ به أنه من الخطأ الاعتقاد ان القرار الامریکی، هو هدیة للسعودیة وولی عهدها محمد بن سلمان، فمثل هذا القرار لم یُتخذ لصالح السعودیة فقط، بل القرار الامریکی، شأنه شأن القرارات الامریکیة الاخرى، التی استهدفت ایران وسوریا وحزب الله والحشد الشعبی وحماس والجهاد الاسلامی، جاءت من اجل حمایة "اسرائیل" حصرا.