تقرير خاص عن الرئاسة الجمهورية الأميركية و دورها عن ادارة الارهاب
لم يكن دونالد ترامب رئيساً عادياً منذ ترشحه لمنصب الرئاسة في عام 2016 وحتى الأيام الأخيرة من حكمه في عام 2021.
وخلافاً لكل الرؤساء السابقين الذين اتسمت الفترة التي سبقت مغادرتهم البيت الأبيض بالهدوء والانتقال المنظم للسلطة، فإن أيام ترامب الأخيرة مختلفة تماماً.
ونبعت قراراته فيها بمزيج من الغضب والرغبة في الانتقام، فكانت بحقٍ أياماً عاصفة أطلق فيها قذائفه في الداخل، على الخصوم والحلفاء على حد سواء.
ومن ذلك، تشكيكه المستمر في نتائج الانتخابات الرئاسية، وتصريحاته المستمرة عن "سرقتها" لصالح بايدن. وكان من شأن تكراره لتلك الاتهامات هز ثقة مناصريه بنزاهة العملية الانتخابية.
وانتهت هذه المأساة بالنسبة له باقتحام المتظاهرين لمبنى الكونجرس على النحو المروِّع الذي شاهدناه جميعاً على شاشات التلفاز، ومثَّل تهديداً خطيراً لعمل المؤسسات الديمقراطية وصولاً للسعي وراء عزل ترامب من قبل الكونغرس قبيل انتهاء ولايته بأيام.
لم يكتفِ ترامب بما تقدم وقام باستخدام سلطته في العفو عن أشخاص صدرت ضدهم أحكام قضائية بشكلٍ يُمثِّل إساءة لهذا الحق. فأصدر قراراً بالعفو عن مايكل فلين مستشاره الأسبق للأمن القومي الذي أُدين بتهمة الكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي، ومستشاره روجر ستون الذي أُدين بتهمة الكذب على الكونجرس، ومستشاريه في حملته الانتخابية جورج بابادوبولوس وأليكس فان دير زفان.
ولم يقف ترامب عند هذا الحد، بل اتجه للانتقام وصب غصبه على الخارج بإعلانه تصنيف "أنصار الله" كجماعة إرهابية، كهدية أخيرة قدمها لحليفته السعودية.
هذا بعض من كلٍّ وعواصف ترامب لم تنقطع منذ إعلان فوز بايدن في الانتخابات، فعطَّل عملية انتقال السلطة إلى فريق الرئيس المنتخب، ولم يوفر لهم الاعتمادات المالية المقررة لهم قانوناً، وحتى بعد اقتحام أنصاره للكونجرس وتعهده بانتقال منظم للحكم، فإنه استمر في رفضه للنتائج مما أدى إلى استقالة عدد من كبار معاونيه، واقتراح معارضيه استخدام التعديل الدستوري رقم 25 لتنحيته من الحكم.
فهل يخلد ترامب إلى الراحة ويقبل الحقائق، أم أنه سيفاجئ أمريكا والعالم بعواصف أخرى؟