مسیرات جماهیریة للتندید بالقرار الأمریکی ضد حرکة "أنصار الله" فی العدید من المدن الیمنیة وبعض العواصم الغربیة+صور
شهدت العدید من المدن الیمنیة یوم أمس الاثنین تظاهرات عارمة فی الیوم العالمی ضد الحرب، ودول عدیدة بینها الولایات المتحدة وبریطانیا وألمانیا والسوید وفرنسا وهولندا وبلجیکا وإیطالیا وخرجت العدید من التحرکات الاحتجاجیة للتندید بالقرار الامریکی الذی وضع حرکة "أنصار الله" الیمنیة فی قائمة الجماعات الإرهابیة. وحول هذا السیاق، کشفت العدید من المصادر الاخباریة، أن عدداً من المحافظات المحررة خرجت یوم أمس الاثنین، فی مسیرات جماهیریة للتندید بالقرار الأمریکی القاضی بتصنیف حرکة "أنصار الله" منظمة ارهابیة. ولفتت تلک المصادر إلى أن حرکة "أنصار الله" الیمنیة کانت قد دعت منذ الاسبوع الماضی إلى الخروج بمسیرات شعبیة تحت شعار أمریکا راعیة الارهاب. وبالتزامن مع المسیرات التی شهدتها صنعاء وعدد من المحافظات فی الیمن، انطلقت یوم أمس الأثنین، فعالیات أکبر حملة دولیة لمناهضة الحرب فی الیمن، والتی یقودها زعیم حزب العمال البریطانی السابق "جیرمی کوربن"، والمرشح السابق للرئاسة الامریکیة، "بیرنی ساندرس" وتطالب الحملة الدولیة بایقاف حرب الیمن فوراً، والتوقف عن بیع الأسلحة لدول التحالف.
ولقد شهدت صباح یوم أمس الاثنین محافظات صعدة وتعز وإب وذمار وریمة والضالع وحجة وعمران والبیضاء والمحویت ومأرب والجوف الیمنیة، تظاهرات حاشدة للتندید باستمرار حرب وحصار تحالف العدوان السعودی على الیمن وقرار تصنیف الولایات المتحدة حرکة "أنصار الله"، جماعة إرهابیة تحت شعار "الحصار والعدوان الأمریکی جرائم إرهابیة". ورفع المشارکون شعارات منددة بجرائم حرب وحصار تحالف العدوان السعودی على الیمن فی ظل صمت وتواطؤ أممیین. واحتشد الیمنیون فی تظاهرات صباحیة فی ساحات متعددة، حیث شهدت محافظة صعدة مسیرات فی ثلاث ساحات رئیسة، هی ساحة مدینة صعدة عاصمة المحافظة، وساحة خولان بمدیریة "حیدان" جنوبی غرب المحافظة، ومدیریات "شدا وغمر ورازح" بمنطقة شعارة فی مدیریة "رازح" الحدودیة مع جیزان السعودیة غربی صعدة شمال الیمن رفضا لقرار الخارجیة الأمریکیة تصنیف حرکة "أنصار الله" منظمة إرهابیة.
وعلى صعید متصل، قال عضو المجلس السیاسی الأعلى "محمد علی الحوثی"، إن" التنصیف الأمریکی مبعث فخر لنا ونحن نفخر بأننا نرهبها." مضیفاً فی کلمته أمام الحشود فی الحدیدة "لا نخاف الأمریکیین وشعبنا الیوم بصموده أکد ثباته فی مواجهة التهدیدات والعدوان". وأردف قائلاً أنه "رغم الألم والحصار إلا أن شعبنا رأسه مرفوع والیوم یجدد بیعته لقائد الثورة کی یتخذ القرار الذی یرید". ومن جانبه قال "محمد البخیتی" عضو المجلس السیاسی لحرکة "أنصار الله"، إن "خطوة واشنطن بتصنیف أنصار الله منظمة إرهابیة هدفها ترهیب الیمنیین"، مضیفاً إن "محاولة امریکا الضغط على الیمنیین لن تجدی نفعاً". وأوضح "البخیتی"، قائلاً، "نحن غیر معنیین بما تفعله إدارة بایدن لأن الولایات المتحدة شریکة فی العدوان"، مشدداً على أن واشنطن ستندم على قرارها تصنیف الحرکة منظمة إرهابیة.کما أشار إلى أن واشنطن لعبت آخر ورقة لأن میزان القوى فی الحرب مال ضد تحالف العدوان.
وعلى هذا المنوال نفسه شهدت دول عدیدة بینها الولایات المتحدة وبریطانیا وألمانیا والسوید وفرنسا وهولندا وبلجیکا وإیطالیا تحرکات احتجاجیة ضد حرب تحالف العدوان السعودی على الیمن. التحرک حظی باهتمام من قبل العدید من الطلاب الجامعین حول العالم من بینهم تجمع طلابی فی جامعة "أیوا" الذین أکدوا أن الصمت عن الحرب على الیمن یعنی القبول بها، مشددین على أهمیة اظهار أن معارضة العنف والظلم تحظى بإجماع عالمی. وبالتزامن، خرج العدید من الطلاب للتعبیر عن احتجاجهم فی مدینة "بلینغهام" احدى کبرى مدن ولایة واشنطن فی مسیرات جاءت تحت عنوان "نساء یصمن من أجل أطفال الیمن". وجاء فی بیان هذه المسیرات، أن "العدوان على الیمن أمریکی بالدرجة الأولى وواشنطن توفر الدعم والغطاء السیاسی له"، و "إذا لم یکن ما یفعله العدوان الامریکی السعودی اجراماً وارهاباً فما هو الإرهاب والإجرام؟" ووفقاً لبیان هذه المسیرات فان التصنیف الأمریکی بحق "أنصار الله" یعّبر عن فشل أمریکا فی الیمن، وأن "القاعدة وداعش تقاتل فی الیمن تحت رایة دول العدوان". کما اکد البیان أن الإرهاب الحقیقی هو ما یقوم به التحالف الأمریکی السعودی من حصار للموانئ والمطارات.
وعلى صعید متصل، شدد الناشط الحقوقی الیمنی "یحیى الشرفی" على أن مطلب وقف الحرب على الیمن هو مطلب إنسانی أوّلاً. مشیراً إلى أن أحرار العالم المتضامنین مع الیمن خرجوا للمطالبة بوقف بیع الأسلحة للسعودیة. الجدیر بالذکر أنه بعد تنصیب الرئیس "جو بایدن"، أعلنت الإدارة الأمریکیة أنها ستراجع قرار تصنیف حرکة "أنصار الله" الیمنیة جماعة إرهابیة. وبالتزامن مع هذه الاحداث، حذّر کبار مسؤولی الأمم المتحدة من خطورة القرار الأمریکی بوضع "أنصار الله" الیمنیة على قائمة التنظیمات الإرهابیة لما له من أثر سلبی فی إمدادات الیمن الغذائیة. کما اعتبرت اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر أن تصنیف واشنطن لـ"أنصار الله" على أنه تنظیم إرهابی له تداعیات مخیفة على الأوضاع الإنسانیة فی الیمن.
وحول هذا السیاق، قال متحدث باسم وزارة الخارجیة الأمریکیة یوم الجمعة الماضی، إن "وزارته بدأت مراجعة قرار إدارة ترامب تصنیف انصار الله فی الیمن کمنظمة إرهابیة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجیة إنهم "لن یناقشوا علنًا أو یعلقوا على المداولات الداخلیة المتعلقة بهذه المراجعة". وأکد أن الأزمة الإنسانیة فی الیمن، هی الدافع الأساسی للإسراع بما یمکن لإجراء المراجعة واتخاذ القرار. ورغم مراجعة القرار، أکد المتحدث أن الخارجیة الأمریکیة تؤمن بقوة بضرورة تغییر تحالف العدوان وحکومة "منصور هادی" وحرکة "أنصار الله" سلوکهم، وحملهم مسؤولیة کبیرة للکارثة الإنسانیة والفوضى اللتین یشهدهما الیمن، لکنه أوضح قائلا: "فی الوقت نفسه علینا أن نتأکد من أننا لا نعیق تقدیم المساعدات الإنسانیة". وأکد المسؤول الأمریکی أن بلاده ستدعم جهود المبعوث الأممی للیمن، "مارتن غریفیث"، لحث أطراف النزاع على التوصل لاتفاق سیاسی لحل الأزمة.
کما طالبت 22 منظمة دولیة إغاثیة فی الیمن، إدارة "بایدن"، إلغاء تصنیف حرکة "أنصار الله"، منظمة إرهابیة، مؤکدة أن ذلک یعرض حیاة الملایین وعملیة السلام للخطر، حتى فی ظل الاعفاءات. وقال بیان منظمات الإغاثة إن أی تعطیل لعملیات الإغاثة المنقذة للحیاة والواردات التجاریة من الغذاء والوقود والأدویة والسلع الأساسیة الأخرى سیعرض حیاة الملایین للخطر. وحول الاعفاءات التی استثنتها الخارجیة الأمریکیة فی إدارة "ترامب"، أشارت تلک المنظمات الانسانیة إلى أن التراخیص والتوجیهات بذلک لیست کافیة للبنوک الدولیة وشرکات الشحن والموردین الذین ما زالوا یواجهون خطر الوقوع فی مخالفة القوانین الأمریکیة، ونتیجة لذلک، من المرجح أن یشعر الکثیر فی القطاع التجاری أن الخطر أکبر من أن یستمروا فی العمل فی الیمن، ومن بین من وقع على البیان منظمة Mercy Corps والمجلس النرویجی للاجئین وأوکسفام ومنظمة Save the Children ولجنة الإنقاذ الدولیة.
وعلى هذا المنوال نفسه، ذکر العدید من المراقبین والمحللین السیاسیین، أن هذه الخطوة تهدد عرقلة محادثات السلام التی تقودها الأمم المتحدة. ووفقاً للمراقبین، فإن هذه الخطوة من شأنها إیجاد معوقات قانونیة فی إشراک "أنصار الله" فی محادثات السلام التی تسعى الأمم المتحدة إلى استئنافها بین الجماعة المسیطرة على العاصمة صنعاء وأغلب المراکز الحضریة الکبرى وتحالف العدوان بقیادة السعودیة. وعلاوة على ذلک، قد تقطع "أنصار الله" على خلفیة الخطوة الأمریکیة أی قنوات اتصال خلفیة مع السعودیة بشأن وقف إطلاق النار، وقد تتزاید وتیرة العنف. ویقول اولئک المراقبین، إن "أنصار الله" هم السلطة الفعلیة فی الشمال ویتعین على المنظمات الإنسانیة الحصول على تصاریح منهم لتنفیذ برامج المساعدات، إضافة إلى العمل مع الوزارات والأنظمة المالیة المحلیة. وتأثیر آخر محتمل للخطوة الأمریکیة یتعلق بقدرة الیمنیین على الوصول إلى الأنظمة المالیة والتحویلات من الخارج، إضافة إلى تعقید إجراءات الواردات ورفع أسعار السلع أکثر، وذلک فی ظل التأثیر المحتمل للتصنیف الأمریکی على زیادة العبء على البنوک فیما یتعلق بآلیات الانصیاع للقرار الأمریکی.