خارطة طریق بایدن لتنشیط الإرهاب فی العراق

على الرغم من مرور أکثر من عامین على انتهاء الخلافة المزعومة لداعش فی العراق، لا تزال هناک موجة من القلق فی الوسط السیاسی العراقی حول نوایا واشنطن فی تنشیط الإرهاب فی البلاد ویبدو أن أمریکا لا تزال تحلم بإحیاء الجماعات الإرهابیة فی العراق، حتى مع رحیل ترامب البیت الأبیض.

إرسال الإرهاب من سوریا وإعداد الجیش العراقی

مع استمرار بقاء الأراضی السوریة بؤرة لوجود عناصر داعش الإرهابیة بسبب وجود القوات الأجنبیة، وخاصة الأمریکیین، أعاد قادة عسکریون عراقیون نشر قواتهم على الحدود مع سوریا، مدرکین الخطة الأمریکیة لإحیاء تنظیم داعش الإرهابی. فی الواقع ، تشیر جمیع التقاریر إلى أن أمریکا تقوم بنقل أسرى من تنظیم داعش فی الحسکة شمال شرقی سوریا بواسطة مروحیة إلى الحدود السوریة العراقیة لتنفیذ أعمال إرهابیة.

ووفق المیادین، هناک طائرات هلیکوبتر عسکریة أمریکیة تنقل سجناء داعش یومیا على عدة مراحل من سجنی غویران والصناعة فی شمال شرق سوریا إلى القواعد الأمریکیة فی العراق. ووفق مصادر میدانیة سوریة، فإن أسرى تنظیم داعش، ومعظمهم من الجنسیة العراقیة، یتجمعون فی مجمع غویران الریاضی ثم یتم نقلهم إلى الحدود بواسطة مروحیات تحت إشراف الجیش الأمریکی. وأضافت المصادر: "فی الأشهر الثلاثة الأخیرة من العام الماضی، نقل الأمریکیون عشرات معتقلی تنظیم داعش من سجنی الشدادی والحسکة إلى مدیریة التنف 55 واستخدموهم لمهاجمة مواقع للجیش السوری". ووفق التقریر ، تم نقل أکثر من 100 أسیر إلى الحدود العراقیة وإطلاق سراحهم بعد تسلیحهم لمهاجمة مواقع للجیش السوری وحلفائه فی صحراء سوریا والعراق.

یأتی ذلک فی وقت بلغ عدد عناصر داعش المسجونین فی سجون قوات سوریا الدیمقراطیة الموالیة لأمریکا نحو 12 ألفاً، منهم 2500 إلى 3000 من 54 دولة. کما یُحتجز فی هذه السجون 5000 عراقی من عناصر داعش. کما تم إیواء نحو 70 ألف مقاتل من داعش ، معظمهم عراقیون ، فی مخیم الهول ، على بعد 40 کلم شرق الحسکة.

وفی هذا الصدد، نرى أن "یحیى رسول" المتحدث الرسمی باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقیة ، قال الأحد الماضی ، إن القوات الأمنیة تعمل جاهدة لحمایة الحدود ، ولا سیما المنافذ الحدودیة مع سوریا، تنفیذاً لأوامر القائد العام. من ناحیة أخرى، قال العمید تحسین الخفاجی المتحدث باسم العملیات المشترکة، إن القوات المتمرکزة على الحدود العراقیة السوریة تمنع عناصر داعش الإرهابیة من دخول الأراضی العراقیة. وقال إنه تم تأمین الشریط الحدودی ولا یمکن لعناصر داعش الاقتراب من الحدود العراقیة.

العراقیون مقتنعون بدور أمریکا فی احیاء الارهاب

إن الإجراءات والسیاسات التخریبیة لأمریکا فی العراق، وخاصة فی السنوات التی تلت 2013، أقنعت الآن الرأی العام وجزءًا کبیرًا من التیارات السیاسیة بأن واشنطن لها دور لا یمکن إنکاره فی إنشاء الجماعات الإرهابیة ودعمها وتعزیزها. کما بات السیاسیون العراقیون مقتنعون الآن بأن أمریکا ستلعب دوراً رئیساً فی خلق الإرهاب وتعزیزه وزعزعة الاستقرار السیاسی فی البلاد، سواء فی ظل حکم الدیمقراطیین أم الجمهوریین.

وفی هذا الصدد ، قال "عدی الشعلان" ، النائب عن تحالف الفتح" فی مجلس النواب العراقی ، الیوم (الاثنین) ، إن أهدافا خارجیة وبعض الأطراف وعلى رأسها أمریکا تقف وراء ما یحدث على المستوى السیاسی والاجتماعی. وأضاف إن أمریکا والجماعات الإرهابیة تدعم الفوضى والدمار فی العراق من أجل دعم الوجود العسکری الطویل لواشنطن فی البلاد. وقال الشعلان: "الکل یعرف أن أمریکا کانت ولا تزال داعمة للجماعات الإرهابیة المتطرفة، وأمریکا هی التی شارکت على نطاق واسع فی جلب تنظیم داعش الإرهابی إلى العراق".

کما أعلن الوقف السنی العراقی، بمناسبة مراسم أقیمت فی محافظة الأنبار لإحیاء ذکرى الشهید أبو مهدی المهندس والحاج قاسم سلیمانی: "کان الشهید ابو مهدی المهندس عراقیا مسلما قتل على ید القوات الأمریکیة لأنه أبعد الإرهاب عن العراق". والواقع أن أهل السنة فی العراق الذین رأوا ثمار تضحیات المقاومة فی تحریر أراضیهم من الشیطان ، یراقبون بقلق تصرفات أمریکا.

استراتیجیة فریق السیاسة الخارجیة لبایدن لتعزیز الإرهاب فی العراق

إن خطابات وتصریحات مختلف المسؤولین العراقیین والقوى السیاسیة فی موضوع دعم واشنطن للإرهاب لها أسس حقیقیة، ویمکن رؤیة هذا القلق فی قراءة سیاسات الحکومة الأمریکیة على مدى السنوات القلیلة الماضیة.

تبنت الحکومة الأمریکیة استراتیجیة "إضاعة الوقت" خلال إدارة دونالد ترامب، بعد إقرار قانون إخراج القوات الأجنبیة من العراق فی 5 ینایر 2020. ووفق هذا النهج، وضع الأمریکیون فی البدایة سیاسة الضغط على الحکومة العراقیة والسیاسیین على جدول الأعمال من أجل البقاء فی العراق، واستمرت تکتیکات الحکومة الأمریکیة فی الاعتماد على إیجاد ذریعة لإبقاء القوات فی العراق، لکن تحت ضغط من وسائل الإعلام والرأی العام، لم تحقق هذه السیاسة الکثیر، وفی الأشهر الأخیرة کان هناک ضغط متزاید لطرد الأمریکیین.

على الرغم من الضغوطات على المستوى الکلی للمجتمع السیاسی العراقی، یسعى الأمریکیون بشکل مستمر إلى ترسیخ وجودهم فی العراق، بالطبع، هذا النهج لم یکن مختصاً بإدارة دونالد ترامب فقط، بل یبدو أنه ایضا على جدول أعمال حکومة جو بایدن على نطاق أوسع. الفرق هو أن إدارة بایدن، على عکس ترامب ، تسعى إلى عدم الدخول فی مواجهة عسکریة مع الحشد الشعبی وغیرها من التیارات المعادیة لأمریکا.

فی مثل هذه الحالة، یبدو أن الإدارة الأمریکیة الجدیدة تبحث عن عذر شرعی وسبل للحفاظ على وجود قواتها فی العراق. لذلک ، یبدو أن الاستراتیجیة الرئیسة لأمریکا فی الفترة الجدیدة هی الاعتماد على تهدیدات الإرهاب، ویمکن تنفیذ ذلک فی شکل إحیاء أو حتى إنشاء مجموعات إرهابیة جدیدة.

 




محتوى ذات صلة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

سلامی: أمیرکا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة فی إیران اللواء حسین سلامی یقول إن "الانفجار الکبیر فی مصنع محرکات المضادات الدفاعیة والصواریخ حاملة الأقمار الصناعیة مؤخرا فی "إسرائیل"، أثبت هشاشة النظام الأمنی الإسرائیلی".

|

إین مجاهدو داعش من المجزرة التی تُرتکب فی المسجد الأقصى؟!

إین "مجاهدو داعش" من المجزرة التی تُرتکب فی المسجد الأقصى؟!

وأنا اتابع اخبار المجزرة المروعة التی ارتکبتها "داعش" السبت الماضی فی کابول، والتی ذهب ضحیتها 85 فتاة واکثر من 150 جریحة، فی تفجیر سیارة مفخخة امام ثانویة"سید الشهداء" للبنات، حین کانت الطالبات یخرجن من المدرسة، وقع نظری على مقال تحت عنوان"لماذا لا یوجد فرع لداعش فی فلسطین"، حیث ...

|

المرجع السیستانی یدعو الدول الإسلامیة والمجتمع الدولی إلى عدم ترک الشعب الأفغانی وحیدا

المرجع السیستانی یدعو الدول الإسلامیة والمجتمع الدولی إلى عدم ترک الشعب الأفغانی "وحیدا"

دعا المرجع الدینی الأعلى بالعراق، السید علی السیستانی، الیوم الاثنین، الدول الإسلامیة والمجتمع الدولی إلى عدم ترک الشعب الأفغانی "وحیدا"، فیما ندد بالاعتداء على مدرسة "سید الشهداء" فی کابل.

|

ارسال التعلیق