سجن الحائر او غوانتانامو السعودیة... السجن الذی تفوح منه رائحة الموت

سجن الحائر ، على بعد 40 کیلومترًا جنوب العاصمة السعودیة الریاض ، هو أحد أکثر السجون شهرة فی العالم ، وکان فی الأصل مخصصًا لسجن الإرهابیین المشتبه بهم ، لکنه أصبح منذ ذلک الحین مکانًا للتعذیب والمضایقة لنشطاء حقوق الإنسان والمعارضین.

ووفق موقع "ویکلیکس السعودیة" ، فإن المفرج عنهم من هذا السجن یطلقون على سجن الحائر اسم "غوانتانامو السعودیة" أو "جحیم الأسرى". وهو مکان لا معنى فیه للقیم الإنسانیة وحقوق الإنسان ، ووفق منظمات حقوق الإنسان فإن هذا السجن من أسوأ السجون فی العالم.

فی هذا المکان ، حیث یتم تطبیق الإجراءات الأمنیة الأکثر صرامة ، بسبب نقص المرافق الطبیة وقلة الاهتمام بالحالة البدنیة ، یحدث نوع من "الموت الصامت". توفی الدکتور عبد الله الحامد ، وهو معتقل سیاسی معروف ، فی 23 أبریل 2020 ، إثر إصابته بجلطة دماغیة وإهمال مسؤولی السجن له ، الأمر الذی أثار مرة أخرى شائعات حول أوضاع السجن. إضافة إلى ذلک ، فی السنوات الأخیرة ، تم تسریب صور ومقاطع فیدیو مختلفة من داخل السجن ، تظهر تعذیب السجناء.

ووفق CNN ، فإن ظروف هذا المکان أصبحت أکثر کارثیة بعد وصول محمد بن سلمان إلى السلطة ، وتغیر استخدام سجن الحائر أکثر فأکثر إلى مکان لاحتجاز السجناء السیاسیین.

وبخصوص ظروف وخصائص سجن الحائر ، کتب موقع "رصد أخبار العالم": "هذا السجن یتکون من طابق واحد تبلغ مساحة زنزانته ثلاثة أمتار فی ثلاثة أمتار تفتقر إلى الصرف الصحی وجمیع الجدران غیر آهلة ولا یتم مراعاة النظافة. الأنوار تنطفئ الساعة 9 مساءً وتشغل فی السادسة صباحاً ، ولا یُسمح للسجناء بمغادرة زنازینهم".

وبحسب الموقع ، یُعرف سجن الحائر بـ "سجن الموت" لأن السجناء یعانون من مجموعة متنوعة من الأمراض المعدیة. ویضم السجن أکثر من 1200 من القتلة واللصوص والإرهابیین ، وضم مؤخراً نشطاء حقوق الإنسان والسجناء السیاسیون ، ومعظمهم لم یحاکموا.

تم وصف السجن لأول مرة على أنه مکان للتعذیب فی عام 2007 عندما تم تسریب مقطع فیدیو لسجین یتعرض للضرب والقتل ، ثم ضغطت منظمة حقوق الإنسان العالمیة على حکومة الریاض لدخول السجن ، والتحدث مع السجناء ، اتضح خلالها أن کل أنواع التعذیب تتم فی هذا المکان. اعتبرت الحکومة السعودیة فی ذلک الوقت أن تقریر هیئة حقوق الإنسان لیس له قیمة قانونیة.

فی عام 2012 ، عندما ثار السجناء واشتبکوا مع الضباط ، احتل اسم سجن "الحائر" من جدید عناوین وسائل الإعلام. حیث سیطر السجناء على عدد من اقسام السجن فی ذلک الوقت. لم تسمح الحکومة السعودیة لأی منظمة حقوقیة أو وسیلة إعلامیة بدخول السجن منذ عام 2007. لکن منظمة العفو الدولیة انتقدت فی تقریرها السنوی لعام 2017 التعذیب الشدید فی السجن ، قائلة إنه تم نقل المئات إلى السجن بذریعة مکافحة الإرهاب ، وأن السجناء الذین تعرضوا للتعذیب غالبًا ما یجبرون على التحدث أمام المحکمة بشکل یدینهم لاحقا.

فی حزیران 2020 ، أصدر أحد المعارضین السعودیین یحیى العسیری مقطع فیدیو من داخل سجن الحائر تحدث فیه سجناء عن تعرضهم للضرب بکابلات ورمی الکراسی من قبل مسؤولی السجن.

لکن اسم سجن الحائر ظهر مرة أخرى فی قضیة الاعتقالات الجماعیة للأمراء فی نوفمبر 2017 فی فندق ریتز کارلتون بالریاض وقیل حینها إنهم نقلوا إلى سجن الحائر. وتم نقل أکثر من 60 معتقلاً من الفندق الى سجن الحائر.

وأعلن المدعی العام السعودی ، سعود المعجب ، فی 16 حزیران 2018 ، عن اعتقال 11 أمیرًا احتجاجًا على المرسوم الملکی بقطع صرف الماء والکهرباء عن الأمراء. وذکرت وسائل الإعلام فی ذلک الوقت أنه تم نقل الأحد عشر إلى سجن الحائر. ورغم کل وصفات السجن فی وسائل الإعلام إلا أن الصحف السعودیة تزعم أن سجن الحائر لا یزال کفندق خمس نجوم.