الولایات المتحدة وإحیاء داعش فی سوریا.. من استمرار احتلال "التنف" إلى نهب النفط

تظهر سلسلة التطورات والأحداث الأمنیة فی سوریا فی الأسابیع الأخیرة أن بعض الأطراف الخارجیة تحاول إحیاء إرهابیی داعش فی هذا البلد. وفی أواخر الأسبوع الماضی اجتاحت المقاتلات الصهیونیة الأراضی السوریة مرة أخرى. واعترضت المنظومة الدفاعیة للجیش السوری الصواریخ ودمرت عدداً منها والتی أطلقتها المقاتلات الإسرائیلیة.

لکن العدوان الإسرائیلی على محافظة حماة السوریة أواخر الأسبوع الماضی أسفر عن مقتل أربعة أفراد من عائلة سوریة. وبعد أیام قلیلة ، وقع حادث أمنی آخر فی سوریا. وهکذا تعرضت حافلة رکاب على طریق دیر الزور وتدمر یوم الأحد من الأسبوع الماضی لهجوم من قبل عناصر إرهابیة.

وفی هذا الصدد ، قال مصدر عسکری سوری فی بیان: "قرابة الساعة 13:40 من یوم الأحد ، أطلق النار على حافلة تقل جنودا على طریق دیر الزور - تدمر فی منطقة المالحة – الشولا على ید مجموعة ارهابیة مقرها "منطقة التنف". ووفق هذا المصدر المطلع ، فقد قُتل 3 جنود وأصیب 10 آخرون فی هذا الهجوم الإرهابی. لا شک أن اعتداءات الکیان الصهیونی على سوریا لا یمکن أن تکون غیر مرتبطة بالأعمال الإرهابیة الأخیرة فی هذا البلد.

کما ذکرنا فإن تزامن العدوان الصهیونی على محافظة حماة مع العمل الإرهابی فی دیر الزور لم یکن مصادفة. لذلک ، من الواضح أن الجهود لإحیاء الإرهاب التکفیری لداعش فی سوریا کانت أساسیة ؛ ویتم الآن تنفیذ الجهود المُدبرة فی مرکز الفکر الأمریکی من قبل الکیان الصهیونی والعناصر الإرهابیة.

تسعى الولایات المتحدة والکیان الصهیونی إلى تحقیق أهداف مختلفة من خلال جهودهما لإحیاء إرهابیی داعش التکفیریین فی سوریا ، وأهمها إضعاف القوة الرادعة لقوات المقاومة السوریة. ویدرک قادة واشنطن وتل أبیب جیداً أن المقاومة السوریة تسیطر الآن على العدید من المناطق والمدن الاستراتیجیة ، وخاصة فی المحور الشرقی ، وبالتالی خلصوا إلى أن إعادة بسط السیطرة على هذه المناطق الاستراتیجیة تتطلب اضعاف قوة ردع فصائل المقاومة.

فی غضون ذلک ، تعتبر قاعدة التنف الاستراتیجیة ذات أهمیة کبیرة للأمریکیین والصهاینة. تقع التنف شرقی سوریا ، فی المثلث الحدودی بین سوریا والأردن والعراق. احتلت الولایات المتحدة المنطقة فی السنوات الأخیرة ببناء قواعد عسکریة ومدارج لطائراتها العسکریة. ویشار إلى أن الصهاینة کان یخططون لضرب هذه المنطقة فی عدوانهم العسکری الأخیر على سوریا.

والواقع أن المدن التی قصفها الکیان الصهیونی یوم الأحد هذا الأسبوع هی المدن التی حاول الجیش السوری من خلالها فی الأسابیع الماضیة محاصرة قاعدة التنف وهی القاعدة المحتلة حالیا من قبل القوات الأمریکیة. وکان هدف الصهاینة منع استکمال حصار التنف من قبل المقاومة السوریة.

فی الواقع ، کان الأمریکیون والصهاینة یعرفون جیدًا أن الجیش السوری یشدد حصارًا على منطقة التنف الاستراتیجیة یومًا بعد یوم. وبسبب الأهمیة الجغرافیة لهذه القاعدة ، اختار الکیان الصهیونی دیر الزور والبوکمال للعدوان العسکری. وفی الوقت نفسه ، هناک هدف آخر لواشنطن وتل أبیب لإحیاء داعش فی سوریا وهو السیطرة على حدود البوکمال وهذه المنطقة الاستراتیجیة.

تکمن الأهمیة الاستراتیجیة للمنطقة فی موقعها الجغرافی ، حیث تقع بوکمال على الحدود المشترکة بین سوریا والعراق. ویحاول قادة الولایات المتحدة الأمریکیة والکیان الصهیونی ضرب عصفورین بحجارة واحدة من خلال سیطرة التکفیریین على البوکمال. وبهذه الطریقة ، سیکونون قادرین على نقل المزید من عناصر التکفیریین إلى سوریا ، وکذلک الى غرب العراق عبر معبر البوکمال.

ولهذا فإن الهیمنة الکاملة للإرهابیین التکفیریین على منطقة حدود البوکمال لها أهمیة کبیرة للأمریکیین والصهاینة. بالإضافة إلى کل ما قیل ، هناک هدف آخر کثف من جهود واشنطن وتل أبیب لإحیاء الإرهاب التکفیری لداعش فی سوریا أکثر من أی وقت مضى، وهو مرتبط بمرتفعات الجولان المحتل.

یدرک المسؤولون الأمریکیون والکیان الصهیونی جیدًا أن إنهاء الإرهاب فی سوریا سیکون بدایة جهود حکومة دمشق لاستعادة الأراضی المحتلة. لذلک ، وجدت واشنطن وتل أبیب أنه کلما طال وجود الإرهاب فی سوریا ، زاد أمنهما فی الجولان المحتل. لهذا السبب کانت سلسلة الجهود الخارجیة لإحیاء داعش فی سوریا بدأت منذ لبعض الوقت.

إضافة إلى ذلک ، فإن الهدف الآخر الذی یسعى إلیه الأمریکیون من خلال جهودهم لإحیاء داعش فی سوریا هو السیطرة على موارد النفط والغاز فی البلاد. تظهر التحرکات الأمریکیة الأخیرة فی سوریا أن الأمریکیین یسعون إلى تعزیز وجودهم غیر القانونی فی المناطق الغنیة بالنفط فی سوریا ، بما فی ذلک دیر الزور.

قبل نحو عام ، أنشأ الأمریکیون قاعدتین جدیدتین فی شرق سوریا بالقرب من دیر الزور ، بهدف تأمین حقول النفط الواقعة فی المحور الشرقی!

وعلیه ، فمن البدیهی أن الولایات المتحدة بدأت مساعیها لإحیاء داعش بهدف السیطرة على حقول النفط فی سوریا ، وخاصة فی المحور الشرقی. وفی هذا الصدد ، تتعدد التقاریر الیومیة حول تهریب الولایات المتحدة لکمیات ضخمة من موارد النفط السوریة. بشکل عام ، یُظهر هذا أن واشنطن ترکز بشکل خاص على إحیاء إرهابیی داعش فی سوریا خلال رئاسة جو بایدن.




محتوى ذات صلة

إین مجاهدو داعش من المجزرة التی تُرتکب فی المسجد الأقصى؟!

إین "مجاهدو داعش" من المجزرة التی تُرتکب فی المسجد الأقصى؟!

وأنا اتابع اخبار المجزرة المروعة التی ارتکبتها "داعش" السبت الماضی فی کابول، والتی ذهب ضحیتها 85 فتاة واکثر من 150 جریحة، فی تفجیر سیارة مفخخة امام ثانویة"سید الشهداء" للبنات، حین کانت الطالبات یخرجن من المدرسة، وقع نظری على مقال تحت عنوان"لماذا لا یوجد فرع لداعش فی فلسطین"، حیث ...

|

سلامي: أميركا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

سلامي: أميركا أصبحت الآن على هامش تطورات المنطقة

القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي يقول إن "الانفجار الكبير في مصنع محركات المضادات الدفاعية والصواريخ حاملة الأقمار الصناعية مؤخرا في "إسرائيل"، أثبت هشاشة النظام الأمني الإسرائيلي".

|

ارسال التعلیق