إیطالیا تلتحق بالإدارة الامریکیة الجدیدة وتتخذ إجراء قویاً ضد الریاض وأبوظبی.. هل هی بدایة نهایة الحرب على الیمن؟
قبل ست سنوات شن تحالف العدوان بقیادة السعودیة حرباً بربریة ضد أبناء الشعب الیمنی متذرعة فی ذلک بأنها ترید إعادة الشرعیة للرئیس الیمنی المستقیل "عبد ربه منصور هادی" وخلال السنوات الماضیة لم تتوانَ مقاتلات تحالف العدوان عن استهداف المدنیین والبنیة التحتیة والمستشفیات والمدارس على مرأى ومسمع من العالم أجمع الذی لم یحرک ساکناً لإنقاذ أبناء الشعب الیمنی وإیقاف هذه الحرب العبثیة ولهذا فقد قام رجال المقاومة "أنصار الله" فی الیمن وأبطال الجیش الیمنی بحمل السلاح والدفاع عن الأراضی الیمنیة وبالفعل تمکن أبطال الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة "أنصار الله" من تحقیق الکثیر من الانتصارات على ساحات المعرکة وتحریر العدید من المدن والمحافظات التی کانت قابعة تحت احتلال قوات تحالف العدوان السعودی وهذا الامر دفع قادة مملکة الظلام إلى دفع الکثیر من الملیارات لقادة البیت الابیض للزج باسم حرکة "أنصار الله" الیمنیة فی قائمة الإرهاب وذلک من أجل التستر على الجرائم التی قام بها تحالف العدوان خلال السنوات الماضیة وبالفعل صرّح "مایک بومبیو" وزیر الخارجیة الأمریکی قبل عدة أسابیع عزم بلاده تصنیف حرکة "أنصار الله" الیمنیة منظمة إرهابیة. ولقد جاءت هذه الخطوة الأمریکیة فی آخر أیام حکم الرئیس الأمریکی "دونالد ترامب". وقبل عدة أیام عقب تنصیب الرئیس "جو بایدن" کرئیس لأمریکا وعقب تولی هذا الاخیر زمام الامور فی البیت الابیض، سارعت الإدارة الامریکیة الجدیدة إلى اتخاذ قرار بمراجعة قرار "ترامب" المتهور المتعلق بوضع حرکة "أنصار الله" الیمنیة على قائمة الجماعات الإرهابیة ومراجعة قرار یفضی بحظر بیع الاسلحة إلى الریاض وأبو ظبی.
وحول هذا السیاق، انطلقت یوم الاثنین الماضی تظاهرات وفعالیات حاشدة بالیمن وعدد من عواصم العالم الحر داعیة لوقف الحرب الکونیة على الیمن منذ ستة أعوام التی أدت الى أکبر کارثة إنسانیة على مستوى العالم، وذلک تزامنا مع تصنیف "أنصار الله" فی قائمة الإرهاب من قبل إدارة الرئیس الأمریکی السابق "دونالد ترامب". وخلال تلک التظاهرات، أکد "محمد البخیتی" عضو المجلس السیاسی لحرکة "أنصار الله"، أن خطوة واشنطن بتصنیف "أنصار الله" منظمة إرهابیة هدفها ترهیب الیمنیین، مضیفاً إن محاولة الولایات المتحدة الضغط على الیمنیین لن تجدی نفعا. کما دعا القیادی فی حرکة أنصار الله الیمنیة "محمد علی الحوثی"، قبل عدة أیام الولایات المتحدة إلى حظر الدعم للتحالف الذی تقوده السعودیة بدلاً من وضع جماعته على قائمة الجماعات الإرهابیة. وکتب "الحوثی" فی تغریدة: "على أمریکا أن تصدر حظرا على إرسال السلاح والطیران والدعم اللوجستی للسعودیة وتحالفها فی العدوان على الیمن، وهذا هو الأجدر مراجعته حتى 26 فبرایر"، فی إشارة إلى تاریخ انتهاء صلاحیة الترخیص الأمریکی الذی یجیز إجراء معاملات مع جماعة "أنصار الله". وأضاف "الحوثی"، إن "الأموال التی جمعتها وزارة الخزانة الأمریکیة کانت ثمن إرهاب التحالف الأمریکی السعودی الإماراتی على الیمن بقتل الاطفال والنساء وتدمیر الیمن وتجویعه".
وعلى صعید متصل، دعت العدید من المنظمات الانسانیة والحقوقیة الإدارة الامریکیة الجدیدة إلى إلغاء قرار تصنیف حرکة "أنصار الله" الیمنیة کجماعة إرهابیة وذلک لأن هذا الامر سوف یزید من معاناة الشعب الیمنی وطالبت تلک المنظمات بإیقاف بیع الاسلحة لدول تحالف العدوان وبالفعل أعلنت الإدارة الامریکیة الجدیدة قبل عدة أیام عن إیقاف بعض مبیعات الأسلحة المعلقة التی قد تؤثر على حلفاء واشنطن فی الشرق الأوسط.
وبالتزامن مع هذا الاعلان الأمریکی سارعت إیطالیا باتخاذ نفس القرار، حیث أعلن وزیر الخارجیة الإیطالی "لویجی دی مایو"، یوم أمس الجمعة، أن بلاده أوقفت بیع آلاف الصواریخ للسعودیة والإمارات، مشیرا إلى التزام روما باستعادة السلام فی الیمن وبهدف حمایة حقوق الإنسان. وقال "دی مایو" فی بیان: "هذا عمل اعتبرناه ضروریا ورسالة سلام واضحة تأتی من بلدنا. بالنسبة لنا احترام حقوق الإنسان التزام لا ینفصم". ومن جهتها، قالت الشبکة الإیطالیة للسلام ونزع السلاح، إن "قرار روما سیمنع بیع نحو 12700 صاروخ للسعودیة". وأضافت: "المبیعات المحظورة جزء من تخصیص إجمالی قدره 20 ألف صاروخ بقیمة تزید على 400 ملیون یورو تم الاتفاق علیه فی عام 2016 فی ظل حکومة یسار الوسط بقیادة ماتیو رینزی".
وبدورهم، رحب نواب حرکة "خمس نجوم" فی لجنة الشؤون الخارجیة البرلمانیة الإیطالیة بالقرار الحکومی، مشیرین إلى أنه "سبق أن صوتت لجنة الشؤون الخارجیة، هنا فی مجلس النواب، فی دیسمبر الماضی، لمصلحة تمدید تجمید بیع الطائرات والذخائر والصواریخ للسعودیة والإمارات، ومواد عسکریة بالتأکید تم استخدامها فی الماضی لاستهداف السکان المدنیین فی الیمن". وأضافوا فی مذکرة صدرت عنهم: "لقد وصل الیوم القرار الذی أردناه، لقد قررت الحکومة للتو إلغاء، ولیس فقط تعلیق، التصاریح الجاریة لتصدیر الصواریخ وقنابل الطائرات إلى السعودیة والإمارات". وتابعوا: "إنه انتصار لنا وللمنظمات الداعمة للسلام، والتی دفعت کثیرا تجاه تحقیق هذا الهدف فی السنوات الأخیرة".
وعلى هذا المنوال نفسه، علّق رئیس الوفد الوطنی المفاوض محمد عبد السلام، على قرار إیطالیا بشأن إیقاف بیع الأسلحة للسعودیة والإمارات. وقال "عبدالسلام" فی تغریدة نشرها على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعی تویتر: "إعلان إیطالیا وقف بیع الأسلحة للدول التی تشن عدوانا على الیمن خطوة إیجابیة تسهم فی حمایة المدنیین ودعم عملیة السلام." کما حذر رئیس الوفد الوطنی الیمنی المفاوض، دول العدوان من تبعات استمرارها فی عدوانها وحصارها على الشعب الیمنی، مشیرا إلى أن عدم مسارعتها فی إیقاف جرائمها وعدوانها سیکلفها کثیرا. وقال "عبدالسلام" فی تغریدة له على تویتر یوم السبت الماضی: "العدوان على الیمن جریمة والحصار جریمة، واستمرارهما جریمة أخرى مضاعفة، وعدم مسارعة تحالف الإجرام لإیقاف جرائمه سیکلفه کثیرا". الجدیر بالذکر أن قوى العدوان مستمرة فی ارتکاب المجازر الوحشیة بشکل یومی إضافة إلى استمرار الحصار ومنع ادخال السفن المحملة بالمشتقات النفطیة وکذلک إغلاق مطار صنعاء الدولی الأمر الذی أدى لوفاة عشرات الآلاف من المواطنین وخلق أزمة اقتصادیة خانقة.
وعلى صعید متصل، دعت حکومة صنعاء سفراء مجلس الأمن الدولی إلى زیارة الیمن لتفقد الوضع الإنسانی. وقال عضو المجلس السیاسی الأعلى "محمد علی الحوثی" عبر تویتر: "ندعوا المندوبین وسفراء مجلس الأمن إلى زیارة الجمهوریة الیمنیة ومعاینة الوضع الکارثی الذی وصل وصفه إلى أکبر کارثة إنسانیة والاطلاع بالدور الإنسانی لمواجهة المجاعة والحصار والحظر والاستماع للموظفین الذین منع العدوان صرف مرتباتهم."
وفی الختام یمکن القول إن الحراک الشعبی الکبیر الذی شهدته العاصمة صنعاء وعدة مدن یمنیة والمتزامن مع حملة الاحتجاجات الدولیة فیما أُطلق علیه "الیوم العالمی من أجل الیمن" أظهر صمود وثبات الیمنیین رغم سنوات من الحرب والحصار، کما أنه أرسل عدة رسائل أهمها تمسک کل المکونات الیمنیة بقضیتها الوطنیة الرافضة لأی توصیف او وصایة أجنبیة والمساندة لأی مساع سلام من شأنها إیقاف العدوان والحصار، وأوضح مدى الاستعداد لتقدیم التضحیات فی سبیل الحریة والکرامة واستقلالیة القرار من منطلق تأکیدات المتظاهرین التی تمحورت حول أن التصنیف الأمریکی لن یمنع الشعب الیمنی من خوض معرکته المقدسة فی مواجهة قوى العدوان، وأن زمن الوصایة الأجنبیة على الیمن قد ولى وعلى دول تحالف العدوان أن تیأس من عودة وصایتها.