التقاریر المالیة تفضح المستور... شرکة سابک السعودیة تسیر بخطوات ثابتة نحو الانهیار!
تعد الشرکة السعودیة للصناعات الأساسیة (سابک) من أکبر الشرکات العالمیة القیادیة فی مجال الصناعات البتروکیماویة، وهی شرکة مساهمة عامة یقع مرکزها الرئیس فی مدینة الریاض عاصمة السعودیة، وتمتلک (أرامکو السعودیة) حالیاً 70% من أسهمها ، أما النسبة الباقیة البالغة 30% ، فهی متداولة فی سوق الأسهم السعودیة.
تأسست (سابک) عام 1976 بموجب مرسوم ملکی، وکان نموها أشبه بالمعجزة، حیث تدیر الآن عملیاتها فی أکثر من 50 بلداً ، ویعمل بمواقعها حول العالم أکثر من (33) ألفاً من الموظفین الموهوبین والمبدعین.
هذا وقد کشفت النتائج المالیة للشرکة السعودیة للصناعات الأساسیة "سابک"، التی تم نشرها أخیراً عن تراجع کبیر فی صافی أرباح الشرکة بعد الزکاة والضریبة، بنسبة 99.2%، إلى 0.04 ملیارات ریال (11 ملیون دولار) خلال 2020.
ووفق تقاریر سابقة للشرکة المصنفة کأکبر شرکة بتروکیماویات بالمنطقة، على موقع البورصة المحلیة، فقد تراجعت أرباحها الصافیة من 5.2 ملیارات ریال (1.4 ملیار دولار) فی 2019.
وعزت الشرکة تراجع صافی الأرباح بالعام 2020 إلى انخفاض متوسط أسعار بیع معظم المنتجات، إضافة إلى تسجیل مخصص انخفاض فی قیمة بعض الأصول المالیة والرأسمالیة، بمبلغ 1.3 ملیار ریال.
تقاریر مالیة تکذب تصریحات المسؤولین
فی آخر أیام العام المنصرم 2020 ظهر یوسف البنیان نائب رئیس مجلس الإدارة والرئیس التنفیذی، للشرکة السعودیة للصناعات الأساسیة (سابک) على الإعلام وصرح أن الشرکة احتلت المرتبة الثالثة بین شرکات البتروکیماویات العالمیة خلال عام 2020، وتستهدف الوصول إلى المرکز الأول عالمیاً فی ٢٠٣٠.
وأضاف البنیان إن برامج رؤیة المملکة 2030، ستدعم شرکة "سابک" للوصول إلى مرکز الریادة بقطاع البتروکیماویات العالمی، من خلال الخبرات التی تملکها الشرکة على مستوى العالم، إضافة إلى الاکتشافات الأخیرة للزیت والغاز فی المملکة.
وأشار إلى أن المنتجات التی تنتجها شرکة "سابک" تصل الیوم إلى 100 دولة حول العالم، ولدیها أکثر من 12 ألف براءة اختراع، وتمثل قیمة علامتها التجاریة نحو 16 ملیار ریال، وتصل قیمتها السوقیة لأکثر من 300 ملیار ریال.
کما لفت إلى أن إنتاج صناعة البتروکیماویات العالمیة یصل إلى نحو 900 ملیون طن سنویاً، تبلغ حصة السعودیة منها نحو 9%، بالمرتبة الثانیة بعد الصین التی تملک نحو 12% من الإنتاج العالمی، وتصل حصة أمریکا إلى نحو 5%.
کل هذه الأرقام والمحاولات من المدیر التنفیذی للشرکة لم تستطع إخفاء الإخفاق الذی تعیشه هذه الشرکة والاتجاه المعاکس الذی تسیر فیه فهی شبه تحطمت فی عام 2020.
الشرکة کانت صرحت أن أسباب تراجع أرباح الشرکة تعود لأزمة الرکود العالمی بسبب تفشی فایروس کورونا ولکن تجدر الإشارة هنا إلى أن الشرکة لم تستطع أن تحقق المطلوب منها لتنفیذ برامج رؤیة2030 حتى الآن ولا یبدو أنها قادرة على الاستمرار إذا ما بقی الوضع الحالی کما هو.
الأحمق عدو نفسه!
یبدو أن هذا الفشل یؤکد مرة أخرى أن السیاسة والخطط الاقتصادیة التی تتبعها السعودیة تحت قیادة أمیرها محمد بن سلمان تسیر فی نفق مظلم ولا یعلم ماذا ستکون الخطوة المقبلة ودائماً ما نرى المملکة متخبطة فی قراراتها الاقتصادیة فتارة تقیل رئیس البنک المرکزی وتارة تمنع الخبراء الاقتصادیین من نشر التقاریر المالیة.
ونتیجة لکل هذا أصبحنا نرى أن الشعب السعودی أصیب بخیبة أمل جدیدة جراء تحمله تبعات سیاسة التخبط التی ینتهجها نظام بلاده وآخرها اجراءات الحکومة بزیادة نسبة ضریبة القیمة المضافة وإیقاف بدل غلاء المعیشة، فی محاولة لإنقاذ الاقتصاد السعودی من التدهور المتواصل.
فالسعودیة هدرت أموالاً طائلة خلال عقود وسنوات ماضیة فی مشاریع سیاسیة مشبوهة، وقضایا تآمر وتخریب لبلدان شقیقة رغم حاجة الشعب السعودی لکل ریال لمواجهة أزمات بلاده الاقتصادیة المتلاحقة ، ویمکن الإشارة على سبیل المثال إلى ملیارات الدولارات التی أنفقها النظام السعودی فی عدوانه على الشعب الیمنی هذه الأموال ربما کانت کفیلة بسد العجز الذی أصاب الموازنة السعودیة ، بل کفیلة بمواجهة أزمة الریاض الاقتصادیة الاخیرة جراء انخفاض اسعار النفط وتراجع الطلب وخفض الانتاج .
من یستطیع أن یصدق أن البلد الاول فی إنتاج وتصدیر النفط فی العالم سیصل إلى هذه الدرجة من العجز الاقتصادی ومن دون أی حرب اقتصادیة علیه ! نعم لأن الأحمق عدو نفسه .. وهذا ما یجسده النظام السعودی تماماً فی جمیع مواقفه وأفعاله ، ففی الوقت الذی وصلت فیه مالیزیا وغیرها من الدول التی لا تمتلک أی موارد طبیعیة کتلک الموارد التی تزخر بها السعودیة إلى مصافی الدول المصنعة والمصدرة للعدید من الصناعات ، تذهب السعودیة بعیداً نحو التراجع والتدهور نتیجة نظرتها القاصرة وطیش ولی عهدها محمد بن سلمان الذی ظهر منذ اللحظة الاولى کحاکم متهور وعدیم الخبرة فی معظم الأمور والقضایا الخارجیة والداخلیة ، فلم یکن الشعب السعودی بحاجة لهیئة ترفیه وبارات ومراقص أکثر من حاجته لتوظیف أمواله فی مشاریع داخلیة خصوصاً فی ظل اعتماد اقتصاد المملکة على النفط وعدم قیامها بمشاریع استثماریة وصناعیة تسهم فی تحقیق المزید من الرفاهیة لکل السعودیین ، لکن یبدو واضحاً أن المنشار الذی استخدم لتقطیع خاشقجی هو نفسه الذی یعمل على قطع عمود الاقتصاد السعودی وطموحات وأحلام شعب لا یتجرأ على الانتقاد.