کیف تحولت الحافلات إلى شاهد على عنصریّة الکیان الصهیونیّ؟

عادت عنصریة الکیان الصهیونیّ الغاصب إلى الواجهة مجدداً، فی أعقاب الأخبار القادمة من الأراضی الفلسطینیّة المحتلة حول منهج العنصریّة التی اتبعته شرطة الاحتلال الصهیونیّ المجرم، مع حافلة أقلت 29 راکباً فی الداخل الفلسطینیّ المحتل، أغلبهم من العمال الفلسطینیین وعدد من الصهاینة، وتتحدث الأنباء أنّه على الرغم من التزام الجمیع بارتداء الکمامات واتخاذ الإجراءات الوقائیّة الخاصة بفیروس کورونا المستجد، أصرت شرطة العدو على مخالفة العمال الفلسطینیین بزعم عدم وضعهم حزام الأمان دون تطبیق عقوبتها على الصهاینة الذین یستقلون الحافة نفسها، فی مشهد یظهر المنهج العنصریّ الذی یتبعه الاحتلال الصهیونیّ مع أصحاب الأرض والمقدسات.

وفق ما ذکرت وسائل الإعلام الفلسطینیّة نقلاً عن سائق الحافلة، محمود مجاهد، فإنّ شرطة الاحتلال الصهیونیّ أوقفت الباص وفحصت جمیع الرکاب، فوجدت أنهم ملتزمین بارتداء الکمامة، إلا أنّها طلب تصاریح العمال العرب وأخذتها للفحص دون غیروهم، وبعد مرور 7 دقائق، وجد العمال الفلسطینیون أنّهم تعرضوا لمخالفة لکل واحد منهم بقیمة 250 شیکل أی ما یقارب 8 دولارات بحجة عدم وضع حزام الأمان.

وبحسب سائق الحافلة، فإنّ الشرطیّ الصهیونیّ وضع المخالفات على الکرسی وغادر، غیر أنّه لم یخالف الرکاب الصهاینة فی الحافة، مبیناً أنّ الشرکة التی یعمل فیها وتمتلک الحافلة استنکرت هی الأخرى هذا العمل الذی وصفته بالعنصریّ، خاصة وأنّ الرکاب العرب لم یخالفوا أیّاً من قواعد السلامة العامة المتعلقة بارتداء الکمامات، وقد اعتبرت مخالفة حزام الامان عنصریّة بامتیاز بسبب عدم تطبیقها على أرض الواقع منذ سنوات طویلة، بالإضافة إلى عدم مخالفة أیّ من الصهاینة المتواجدین فی الحافلة لنفس السبب.

ویرى البعض أنّه على الاحتلال الصهیونیّ محاسبة الیهود المتشددین الذین أضرموا النیران فی حافلة رکاب قرب مدینة تل أبیب فی الأراضی الفلسطینیّة المحتلة، قبل أسبوع، وحاولوا إخراج قطار عن مساره قرب القدس، احتجاجاً على محاولات سلطات العدو فرض تدابیر الإغلاق المشدد الذی تشهده فلسطین المحتلة بما فی ذلک من خلال إغلاق المدارس الدینیّة المعروفة هنا باسم "یشیفوت".

وبحسب الإعلام العبریّ، فقد قام المتشددون الیهود بتخریب، محطة القطار الخفیف وعدد من السیارات فی مدینة بنی براک قرب تل أبیب، وذلک خلال مسیرة غاضبة فی وقت متأخر من مساء الأحد المنصرم، کما رشقوا حافلة تابعة لشرکة "آفیکیم" فی شارع هشومیر فی بنی براک، قبل أن یضرموا النیران فیها، ما أدى إلى إصابة سائقها بجروح طفیفة.

یشار إلى أنّ عمدة المدینة، الصهیونیّ أفراهام روبنشتاین، حاول تهدئة المحتجین وطالب الشرطة بالمغادرة لکنه نفسه تعرض للهجوم وکاد المتشددون أن یفتکوا به داخل سیارته، قبل أن یبادر بالفرار من المکان، وقام المتشددون بوضع عوائق أمام مسار القطار الخفیف بمدینة القدس الغربیّة وتخریب إحدى المحطات بعد رشقها بالحجارة، وأفادت شرطة العدو بوقوع خسائر فی محطة "شفاتی یسرائیل" للقطار الخفیف، وأنّه تم تلوین بعض نوافذ القطار المتواجد فی المحطة ووُضع عائق أمامه، وتحدثت شرکة "سیتی باس" المشغلة للقطار الخفیف، أنّ المخربین صبوا الخرسانة (مادة تتکون من الاسمنت والرمل والماء) على سکة القطار، الأمر الذی کان یمکن أن یؤدی إلى انحراف القطار عن مساره وانقلابه مع رکابه.

ومن الجدیر بالذکر، أنّ هذه الحادثة أعادتنا بالذاکرة إلى الموقف الذی رصدته إحدى المجندات فی جیش العدو داخل حافلة للرکاب، قبل عامین، والتی أکّدت مظهر العنصریّة داخل المجتمع الصهیونیّ، بعد أن کتبت تلک المجندة ما رأته وسمعته بین شابتین إحداهما من الطائفة الاثیوبیة فی فلسطین المحتلة، والذی أثار وقتها ضجة من ناحیة العنصریّة حتى بین الصهاینة، وقد أوضحت أنّ الإسرائیلیّة عاملت المرأة الاثیوبیّة بسخریة کبیرة، ومنعتها من الجلوس بجانبها لأنها تتحسس منها ولا تٌطیق رائحتها، فی الوقت الذی تشهد فیه الطائفة الاثیوبیّة داخل الأراضی التی یحتلها الکیان مظاهر عنصریّة کبیرة، ودائماً ما یخرج الاثیوبیون فی مظاهرات عنیفة منددین بالعنصریّة المستشریة ضدهم.

بناء على ذلک، الأولى بالکیان الصهیونیّ محاسبة متشددی الیهود الذین یرفضون الالتزام بالتعلیمات الخاصة بتقیید التجمعات لمنع انتشار فیروس کورونا المستجد، خاصة وأنّه منذ بدایة الجائحة کانت المدن والأحیاء التی یقطنها المتشددون الیهود هی الأکثر من حیث تفشی الوباء، لیبقى السؤال الأکبر دون إجابة، وهو کیف یعامل الکیان الصهیونیّ الفلسطینیین الذین یحتل دیارهم، إذا کان سلوک مع عرب الـ48 الذی یملکون جنسیّته هکذا؟




محتوى ذات صلة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

نتنیاهو عبث بالصاعق وخسر المعرکة

الحدیث عن مشهد الصورایخ التی تدک تل ابیب وتحول لیلها نهارا مهم، لاسیما وان هذا المشهد غیّر فی معادلة الصراع وغیّر قواعد الاشتباک بین المقاومة الفلسطینیة والمحتل الاسرائیلی

|

السید خامنئی: الفلسطینیون أینما کانوا هم جسد واحد

السید خامنئی: الفلسطینیون أینما کانوا هم جسد واحد

المرشد الإیرانی یؤکد على أهمیة تضامن القطاعات الفلسطینیة وتلاحمها بوجه الاعتداءات الإسرائیلیة، ورئیس مجلس الشورى یدین الجرائم الإسرائیلیة، وعشرات الإیرانیین فی العاصمة طهران یتظاهرون تضامناً مع فلسطین ونصرةً للقدس وغزة.

|

ارسال التعلیق