نشاط ارهابیی داعش فی الأنبار بدعم أمریکی... تفاصیل سیناریو واشنطن للقضاء على الحشد الشعبی وتقسیم العراق
شنت القوات المسلحة العراقیة عملیة مهمة وحساسة فی الصحراء الغربیة لمحافظة الأنبار الأسبوع الماضی لتطهیر المناطق الملوثة من الإرهابیین بعد زیادة التحرکات والهجمات من قبل خلایا سریة تابعة لتنظیم داعش الارهابی. ودمرت القوات العراقیة عدة معاقل للإرهابیین على طول هذا المحور ، ومن أبرز أحداث هذه العلمیات ، اقتراب المقاتلین من إحدى معاقل داعش فی المنطقة حیث لاحظوا تحلیق مروحیات أمریکیة على مستوى منخفض للغایة.
وبحسب مصادر میدانیة ، فر الإرهابیون من المنطقة عند وصول القوات العراقیة ، ما یشیر إلى أن الأمریکیین تربطهم صلات وثیقة بعناصر داعش الإرهابیة ، وخاصة فی الجزء الغربی من محافظة الأنبار. ویقع معقل تنظیم داعش الإرهابی فی منطقة وادی الملصی ، ویبدو أن الأمریکیین یرون أن هذه المنطقة مناسبة لتنشیط إرهابیی داعش اذ یسعون إلى دعمهم.
تقع مناطق الصحراء الغربیة لمحافظة الأنبار بالقرب من الحدود مع سوریا والأردن والسعودیة ، وأصبحت مکانًا جیدًا لتعزیز العناصر السریة لتنظیم داعش الإرهابی نظرًا لبعدها عن أنظار وإشراف القوات العراقیة ، وکذلک الدعم الخاص والعام من الأمریکیین.
وبحسب المعلومات التی تم الحصول علیها ، فإن لدى الأمریکیین تحرکات مشبوهة فی هذه المنطقة ، وخاصة فی ضواحی الرطبة ، وعبر منطقة التنف المحتلة جنوب محافظة حمص السوریة ، حیث یقدمون الدعم المالی والعسکری للإرهابیین بل وینقلونهم على جانبی الحدود.
عززت الهجمات والانفجارات التی وقعت فی الأیام الأخیرة فی العراق من احتمال أن تکون العناصر السریة لتنظیم داعش قد تم تسلیحها مرة أخرى من قبل الأمریکیین فی المناطق المهمة والاستراتیجیة بمحافظة الأنبار الغربیة من أجل شن عملیات أخرى ضد القوات العراقیة.
من جهة أخرى ، فإن فتح معبر عرعر الحدودی قد یمهد الطریق أمام نقل الإرهابیین والمعدات العسکریة من السعودیة إلى غرب الأنبار ووسط وجنوب العراق ، بما فی ذلک العاصمة العراقیة بغداد ، وهو ما تکرر فی التفجیرات الانتحاریة الأخیرة فی بغداد.
تظهر التطورات على الأرض أن الأمریکیین ، إضافة إلى دعمهم لتنشیط عناصر تنظیم الخلایا السریة لداعش فی محافظة الأنبار الغربیة والمناطق الحدودیة ، یسعون أیضًا لتشکیل مجموعة موازیة مع هیئة الحشد الشعبی فی شمال العراق.
ویحاول الأمریکیون حصر وتضئیل وجود قوات الحشد الشعبی العراقی ، المکون من مقاتلین سنة وشیعة ، فی المناطق الشمالیة من خلال توحید وتجنید وتدریب الجماعات المتطرفة على شکل تیار قوی ومعروف.
کما أن النظام السعودی مسؤول أیضًا عن تمویل هذه المجموعة ، التی ادّعت ظاهریًا بأنها تتکون من قوات سنیة تعیش فی شمال العراق ، لکنها فی الأساس من بقایا حرکات بعثیة وإرهابیة ، والتی تنوی فی بدایة مشروعها السیطرة على محافظة الأنبار وبهذا التکتیک یریدون التلمیح إلى أنه لا داعی لوجود مقاتلی الحشد الشعبی وقوات الجیش وعلیهم إخلاء هذه المحافظة.
ترى واشنطن أن الحشد الشعبی العراقی یشکل عقبة رئیسیة أمام تحقیق أهدافها وغایاتها فی العراق ، وبالتالی تسعى إلى القضاء على الحشد وخلق الانقسامات من خلال تشکیل مجموعة جدیدة ، وتسعى على المدى الطویل إلى تقسیم العراق إلى ثلاث مناطق: کردیة ، سنیة وشیعیة.