الشیخ عیسى قاسم: شعب البحرین سیواصل حراکه التغییری على طریق الإصلاح

وبحسب الاعلام الایرانی فقد قال الشیخ عیسى قاسم إنه "انطلق الحَراک الشعبی فی صورة اعتصام شعبی حاشد هائل احتجاجی فی دوّار اللؤلؤة على سوء الأوضاع مطالبٍ بالتغییر الجدّی الذی ینهی المعاناة الشعبیة، ویضع حدّاً لحالة التهمیش للشعب واستئثار النظام بالسلطة مع التعامل التعسّفی معه".

وتابع أنه انطلاقاً "من التعامل الطاغوتی مع الشعب، ومن کون الشعب عزیزاً لا صبر له على الضیم، ولا یقبل العبودیة لغیر الله سبحانه. وفی ظل هبوب ریاح الربیع العربی؛ انطلق الحراک الشعبی التغییری بأسلوبه السلمی فی البحرین، مستهدفاً التغییر الإصلاحی الجدّی الذی لا یقف عند حدّ الحلول الشکلیة ولا السطحیة ولا المجزوءة فضلاً عن الوعود المعسولة والتمنیات الکبیرة الساخرة". لکن "ما حدث من جانب النظام أنْ فَقَدَ أعصابه ولم تبقَ له ضابطة من دین ولا ضمیر ولا قانون عالمی فی ردّة فعله الجنونیة ضد الشعب، فأسالَ الدماء البریئة، وملأ السجون، وحطّم حاجز کل الحرمات، ولم یسلم مقدّس من المقدّسات من جوْره".

وأشار آیة الله إلى أن النظام البحرینی "استجلب القوات الخلیجیة لوأد الحرکة الشعبیة والقضاء علیها قضاءً نهائیاً، یُتیح له أن یتصرف کیفما شاء فی مصیر الشعب من غیر صوت منکِرٍ أو کلمة معارضة".

وأضاف الشیخ: "ها قد قضى شعبنا الصامد الصبور عقداً من الزمن مرَّ على انتفاضته مستمراً فی حراکه مُصِرَّاً على تحقیق مطالبه، واسترداد حقوقه، مشحوناً بروح العزیمة على مواصلة حراکه السلمی مهما طال الزمن. وسیواصل هذا الشعب حراکه التغییری على طریق الاصلاح لا الافساد حتى یوم النصر".

وأکد شیخ قاسم أن الحراک فی البحرین من أجل وطنٍ للجمیع خالٍ من الإخلال بالعدل والتلاعب بالثروة العامة والتحکم بظلم، وخال من تقدیم أو تأخیر بلا وجه یقبله العقل والشرع. من أجل وطنٍ حرّ نظیف لا یکون مزرعة للفساد والمفسدین.

وأکد قائد الثورة البحرینیة على أنه وبعد مرور عقد من الزمن مضى على الانتفاضة، فإن "المعارضةُ ثابتةٌ على مطلبها التغییری بهدف الاصلاح الجذری الجدّی، الذی لم یحصل منه شیء، وعزمُها الصلب المضیّ على الطریق وإنْ طال وصَعُب حتّى تحقیقِ الهدف. الثبات عند المعارضة لیس لعقدٍ من الزمن أو عقدین أو ثلاثة وحسب".

وأضاف "إنّ الموقف عند کلّ المعارضة هو الثبات حتى النصر، وهذا ما أعلنه شعار العام المشترک"، مشیراً "عقدٌ من الزمن مرَّ على الانتفاضة والأسلوبَ القمعی الذی یتعامل به النظام مع المعارضة والشعب کلّه لم یتراجع، والأسالیب القمعیة على یده مستمرة فی التفنن، وأحکامُ السجن، والسجنِ المؤبد، والاعدامِ والتهجیر وسحبِ الجنسیة والمداهماتِ وکلّ أنواع التضییق والتهمیش وخنق الحریة الدینیة، وحریة التعبیر، متدفقة، والشعب فی السجون وخارجها کلُّه تحت طائلة الاضطهاد المبالغ فیه".

ولفت إلى أن "النظام تخطَّى فی هذه السنة من عمر الحراک کلّ الحدود، لیس بالنسبة لحقوق الشعب وکرامته فقط، بل مع تحدیه للشعب، تحدی کلّ الأمة وأمنَها واستقلالها ووحدتها ومصلحة حاضرها ومستقبلها بما أقدم علیه من خطوته الآثمة الجریئة فی الباطل المتمثلة فی اتفاق التطبیع مع العدوّ الصهیونی وتفعیلها، والتی حقیقتها الدخول فی حلف مع هذا العدو ضد الأمة والارتماءُ فی أحضانه".

وأکد أن "فی هذا اتساعٌ کبیر فی الشُقّة بین النظام من جهة، والشعب والأمة من الجهة الأخرى. وهذه الاضافة من طبیعتها أن تبعّد مسألة الحل الذی من شأنه أن یعطی انفراجة فی الوضع الداخلی المرهِق للوطن کلّه".

الشیخ قاسم اعتبر أن "الاصلاح المطلوب هو إصلاحٌ لا یبقی سبباً فی الوضع السیاسی لبثِّ العداوة بین مذهب وآخر، ولا یسمح للسیاسة الرسمیة أن تضطهد أی مذهب من مذاهب الدین، ولا أیّ فئة من فئات المجتمع. إصلاحٌ یبتدئ من دستور عادل ینال موافقة الشعب الحقیقیة بعیداً عن أی ضغط وأی تلاعب وتحایل، ومن غیر أفضلیة صوت على صوت، ولا منطقة على منطقة، ولا فئة على أخرى".

وعن الملف الإیرانی النووی  والحرب على الیمن أشار الشیخ قاسم إلى أنه "لو عادت أمیرکا إلى الاتفاق النووی ورفعت عقوباتها الظالمة مقدَّماً على الجمهوریة الإسلامیة، وتوقفت الحرب على الیمن توقفاً نهائیاً، وأَمِنت کل الحدود فی المنطقة، وساد الصلح الحقیقی مکان الحرب والتهدیدِ بها، وعُوّض الشعب الیمنی عن أضراره وأعیدت بنیته الأساسیة ورُفع عنه الحصار نهائیاً؛ لکان فی ذلک نصر للمنطقة بکاملها ولکلٍّ من الأمتین العربیة والإسلامیة".