بایدن سیغیر بن سلمان عن قریب!
اهتمت صحف عربیة بتنصیب الرئیس الأمریکی الجدید، جو بایدن، یوم أمس الأربعاء 20 من ینایر کانون الثانی الجاری، وأثر ذلک على سیاسات واشنطن تجاه العالم وتحدیدا فی منطقة الشرق الأوسط.
وتناول العدید من المعلقین التغیرات المتوقع حدوثها على کثیر من القضایا فی المنطقة، فکیف سیکون تأثیرات ذلک على المملکة السعودیة الحلیف الودود لدونالد ترامب الرئیس السابق؟
فخلال حملته الرئاسیة، وعد الرئیس الأمیرکی المنتخب جو بایدن باتباع نهج مختلف تجاه السعودیة، ووصفها بأنها "منبوذة"، وتعهد بالدفاع عن حقوق الإنسان ودعا إلى إعادة تقییم واسعة للعلاقة الأمیرکیة السعودیة.
وقد یشیر وصول جو بایدن للبیت الأبیض إلى بدایة علاقة أمیرکیة أقل تجانسا مع السعودیة، لکن التغییرات الأخیرة فی المملکة تکشف محاولاتها للتقلیل من الغضب الأمیرکی، فقد أعلنت السعودیة، أن عملیات الإعدام تراجعت لدیها بنسبة 85٪ فی 2020 بسبب الإصلاحات القانونیة، کما عملت المملکة على حذف الأمثلة التی تدعو للتحریض ضد غیر المسلمین فی الکتب المدرسیة السعودیة.
وشملت هذه التغییرات حذف فصل بعنوان "الخطر الصهیونی" وقول منسوب للنبی محمد عن قتل المسلمین لجمیع الیهود فی نهایة العالم.
وفی المقابل لم یعرض المسؤولون السعودیون علنا أی خطوات لمعالجة مخاوف إدارة بایدن، فالقوات السعودیة تواصل حربها على الیمن، وانتهت المحاکمة السعودیة للفریق الذی قتل الصحفی المعارض جمال خاشقجی قبل أشهر، دون محاسبة مسؤولین رفیعی المستوى، حسبما تقول صحیفة وول ستریت جورنال.
لا یبدو أن لدى إدارة بایدن الجدیدة أی نیة، للتراجع عن خطوات اتخذتها إدارة ترامب فی الشرق الأوسط، ثمة قرارات تتعارض کلیا مع سیاسة الحزب الدیمقراطی الأمریکی، کنقل السفارة الأمریکیة إلى القدس المحتلة وشرعنة الاستیطان فی الضفة الغربیة المحتلة، وضم الجولان السوری المحتل، أما فیما یتعلق بالسعودیة فالأمر مختلف تقریباً.
أول سؤال یطرح هنا هو هل تستطیع إدارة بایدن تغییر قرار اتخذه ترامب وإلغاء تصنیف "أنصار الله" کمنظمة إرهابیة؟
وفی الختام، فإن العلاقة القویة التی أقامها محمد بن سلمان مع الرئیس ترامب وصهره وکبیر مستشاریه جارید کوشنر، غالبا ما کانت تحمیه من غضب أقسام أخرى من الإدارة الأمیرکیة قد تظهر الیوم.