تعرف على بعد جدید من خلاف السعودی الأماراتی
ظلت خلال السنوات الأخیرة الماضیة المواقف بین أبو ظبی والریاض متباینة فی کثیر من المواضیع والقضایا الإقلیمیة، لکن الجانبان یتحاشیا الإشارة إلیها رسمیاً؛ باستثناء ما یأتی على لسان محللین وأکادیمیین وبعض نشطاء البلدین المقربین من دوائر صناع القرار.
ومؤخراً، ظهرت بعض الخلافات إلى العلن، وتصاعدت بشکل کبیر، ما یشیر إلى حدوث تغییرات جوهریة فی التحالف بینهما أبرزها التقارب مع قطر، لکن السؤال المطروح هو ما إذا کان الخلاف وشیک أم مجرد تبادل أدوار بینهما؟
عدا عن ذلک، توضح بشکل جلی مؤخراً، أن الإمارات العربیة المتحدة صعدت التوتر مع المملکة العربیة السعودیة وروسیا، الحلیفین النفطیّین، مع طرح المسؤولین فکرة مفاجئة: أبوظبی تفکر فی الانسحاب من تحالف أوبک +.
هذه الخطوة غیر عادیة لأن الإمارات العربیة المتحدة تجنبت منذ فترة طویلة الاشتباکات العامة، مفضلة حل النزاعات بهدوء خلف الأبواب المغلقة، ومن غیر الواضح ما إذا کان التحذیر عبارة عن مناورة لفرض مفاوضات حول مستویات الإنتاج، أو أنه یمثل مناقشة سیاسیة حقیقیة، وفقاً لتقریر وکالة "بلومبیرغ" الأمیرکیة.
تصاعد التوتر بین الریاض وأبو ظبی منذ أواخر الصیف الماضی، عندما زادت الإمارات إنتاجها فوق حصتها فی أوبک+، مما دفع جارتها إلى التحذیر الشدید، إذ تتخذ الإمارات العربیة المتحدة خطاً بعیداً بشکل غیر معتاد عن جارتها الخلیجیة.
لکن یبدو أن السعودیة بعد هذه الخطوة محبطة من الإمارات بسبب رفضها تخفیض إمدادات النفط؛ ما یوحی بأن الإمارات خرجت من تحت جناح النفوذ السعودی فی أوبک وهنا ستکمن التصدعات.
بسبب هذا الإحباط عرض وزیر الطاقة السعودی الأمیر عبد العزیز بن سلمان التنحی عن منصب نائب رئیس لجنة المراقبة الوزاریة المشترکة فی أوبک، وعُرض منصب نائب الرئیس على الإمارات، لکنها لم ترغب فیه، ورغم أن الوزیر السعودی مستاء للغایة، لکنه لن یخرج عن التوافق.
موقف الإمارات زاد التعقیدات بعدما اشترطت أبو ظبی التزام الدول الأعضاء بتعهداتها بشأن تخفیضات الإنتاج لکی تؤید التمدید.
إلى ذلک، قال المصرف الأمریکی فی تقریر حول توقعات النفط، أن الأسواق ما زالت تعانی بسبب فائض المعروض والخلافات السیاسیة داخل مجموعة "أوبک+" مضیفاً أنه "حتى إذا تم الحفاظ على الانضباط خلال 2021، إلا أن الخلافات بین الإمارات والسعودیة حول سیاسة الإنتاج یمکن أن تظهر مرة أخرى فی أی وقت".
یبدو أن أبوظبی تلعب دورا مشبوها الوسط الخلیجی الداخلی وازداد أکثر هذا الدور بعد التطبیع وتوقیعها اتفاق "السلام" مع "إسرائیل"، فهذه الخلافات لا تخدم إلا جانب واحد.