ها هی أول هدایا الرئیس الأمریکی الجدید لأبن سلمان!
بدأت الإدارة الأمریکیة تکشف خطوط المرحلة القادمة فیما یتعلق بالعلاقات الأمریکیة الخلیجیة التی خلفها دونالد ترامب، فالتغییر بالنهج بات أوضح.
أول أو أهم الحلفاء الذین هددهم الرئیس الأمریکی الجدید جو بایدن، کانت المملکة العربیة السعودیة بسجلها الحافل بانتهاکات حقوق الإنسان، ویبدو أن بایدن یقول ویفعل وبسرعة.
فما إن أعلنت الخارجیة الأمریکیة تجمید صفقة مقاتلات إف خمسة وثلاثون إلى الإمارات بشکلٍ مؤقتٍ، فضلا عن صفقة ذخائر متطورة للسعودیة التی طلبت التزود بقنابل خارقة للتحصینات، لحقتها الحکومة الإیطالیة والغت تصاریح لتصدیر السلاح إلى السعودیة والإمارات، وذلک تطبیقا للقانون رقم 185 للعام 1999 الذی یمنع بیع السلاح للدول التی تنتهک حقوق الإنسان، بالإضافة إلى منع إصدار تصاریح جدیدة، وهو الاستخدام الأول لهذا القانون، تلک القرارات التی لاقت ترحیبا من المجتمع الدولی حیث أعلنت منظمات حقوقیة بینها منظمة العفو الدولیة وأوکسفام ترحیبها بهذا القرار.
ورغم وصف وزیر الخارجیة الأمریکی أنتونی بلینکن الإجراء بالروتینی وإعلان الإمارات أنه کان متوقعا، إلا أن ثمة من یرى فی تجمید المبیعات إشارة على تغیر فی نهج إدارة بایدن مع الحلفاء التقلیدیین فی المنطقة.
وهو الامر الذی یثیر قلق تلک الدول المطبعة التی کان هدفها زیادة قدراتها التسلیحیة وضمان الافلات من المحاسبة الدولیة على جرائمها، ورغم أن السعودیة لم تطبع بشکل رسمی إلا أنا تعد من المطبعین وراء الکوالیس.
موقع "سبای توک" الأمریکی المتخصص فی شؤون الاستخبارات تقریراً نشر فی أحد تقاریره أن ما یشعر به بایدن من اشمئزاز تجاه محمد بن سلمان أمر ملموس، فقد نعته بایدن بالبلطجی بعد أن خلصت CIA إلى أن ولی العهد البالغ من العمر خمسة وثلاثین عاماً أمر بنفسه بجریمة القتل البشعة التی استهدفت الصحافی جمال خاشقجی فی عام 2018.
ویضیف الموقع، نفى محمد بن سلمان أنه أمر بقتل جمال خاشقجی، وهو عذر لم یشکک به ترمب على الإطلاق، إلا أن آفریل هینز، التی کانت وقتها مرشحة بایدن لمنصب مدیر المخابرات الوطنیة تعهدت برفع غطاء السریة عن تحقیق CIA فی الحادثة، مما یعنی أن واشنطن قد تقوم رسمیاً بتوجیه اللوم إلى محمد بن سلمان وتحمیله المسؤولیة عن موت خاشقجی – وهی خطوة سیکون لها ما بعدها من تداعیات قانونیة ودبلوماسیة.
على عکس سیاسات دونالد ترامب المتهورة فی الشرق الأوسط، من المتوقع أن یتحول الرئیس الأمریکی الجدید جو بایدن مرة أخرى إلى موقف أمریکی أکثر اعتدالا فی علاقاته مع الخلیج، لذلک کان یفضل المسؤولون السعودیون رئاسة ترامب ثانیة، أما الیوم وعلى الجانب الأمریکی فقد یجد محمد بن سلمان "المتورط فی الکثیر من القضایا" نفسه مهمشا فی الوقت الذی تقوم فیه واشنطن بتقییم إیجابیات وسلبیات علاقتها بالریاض.