الریاض أمام خیارین.. دعم داعش أو أدامة الحرب
تحاول الإدارة الامریکیة، أن تحسن صورتها الجدیدة وتلقی باللوم الکبیر على الإدارة الأمریکیة الترامبیة السابقة، علماً أن الإدارة الأمریکیة الحالیة، هی من أعلنت الحرب على الیمن، أیام أوباما وکان الرئیس جو بایدن نائباً للرئیس آنذاک.
محللون سیاسیون رؤوا أن هذه الخطوات الأمریکیة الجدیدة، مجرد تغییر بسیط فی التکتیک، واستراتیجیة جدیدة لاستمرار الوجود الأمریکی فی المنطقة، وتغییر التموضع وتغییر الأسلوب فقط.
فإعلان الرئیس الأمریکی جو بایدن، أن الولایات المتحدة، ستوقف دعمها للعملیات العسکریة فی الیمن، بما فی ذلک بیع الأسلحة والمعدات، لا یغیر شیء من الموقف الأمریکی حیال الشرق الأوسط، فالسعودیة لم توقف حربها على الیمن رغم المناشدات الکثیرة والانتقادات التی تعرضت لها فی الکونغرس الأمریکی.
ومع ذلک، فإن هذه الخطوة غیر کافیة لمعالجة تواطؤ ومسؤولیة الولایات المتحدة فی الکارثة التی یعیشها الیمن، بل یجب على “بایدن” الإصرار على انسحاب السعودیة والإمارات بالکامل من الیمن وإنهاء دعمهما للفصائل المتحاربة، ونظراً لتوفر الموارد الخارجیة الداعمة للأطراف المتناحرة فی الیمن، فلن تنتهی الحرب فی أی وقت قریب.
تنتهی الحروب عادةً عندما تنفد موارد الأطراف المتحاربة أو عندما یهزم أحد الطرفین الآخر بشکل حاسم، وطالما ظلت الولایات المتحدة هی القوة العسکریة البارزة والمورد الرئیسی للأسلحة فی المنطقة، فإن أمریکا ستبقى مسؤولة عن تدمیر الیمن.
یرجح خبراء أن “بایدن” یرید جعل “بن سلمان” وولی عهد أبو ظبی “محمد بن زاید” یفهمان أن علیهما الاختیار بین البقاء متورطین فی الحرب فی الیمن، أو الحفاظ على علاقة عمل جیدة مع الولایات المتحدة، وأنه لا یمکنهما الحصول على الأمرین معا.
ومع هذه التحرکات، ثمة من استغرب المواقف الامریکیة، إزاء مسالة الحرب فی الیمن، والتی وصفت بالمتناقضة، ففی الوقت الذی أعلن فیه الرئیس بایدن وقف دعم بلاده للعملیات الهجومیة على الیمن، سارع لتأکید وقوفه الى جانب السعودیة، ودعمها لما وصفه الدفاع عن سیادتها وارضها، وهو أمر حمل العدید من التساؤلات حول جدیة الولایات المتحدة فی وقف الحرب على الیمن.
الجدیة فی هذه التحرکات، تقتضی استصدار قرار أممی ینهی الحرب فورا، دون قیود أو شروط، وإلا فان هذا التحرکات تعتبر وسیلة لتحسین صورة امریکا، ومحاولة فاشلة لتبرئة ساحتها باعتبار واشنطن راعیة وشریکة للحرب والحصار.