ماذا أرسلت الإمارات إلى المریخ؟
نتنیاهو: سیأتی یوم نطلق فیه رحلات فضاء مع الإمارات بهذه العبارة یمکن ربط نجاح مسبار الأمل الإماراتی الذی وصل کوکب المریخ یوم أمس، والذی نال ما نال من التهویل للترویج للتطبیع من خلاله.
تلقف الإعلام العربی خبر المسبار دون النظر إلى خلفیاته وکوالیسه وإلى ماذا یرمی، ففعلیاً أصبحت الإمارات العربیة المتحدة خامس دولة فی العالم، وأول دولة عربیة، تنجح فی وضع مسبار فضائی فی مدار کوکب المریخ مع وصول مسبارها "الأمل" إلى مدار الکوکب الأحمر مساء الثلاثاء بعد رحلة استمرت سبعة أشهر.
لکن بنظرة لخلفیات هذا الحدث، وما قد یخفیه، فلا یمکن أن نفصله عن واقعة التطبیع مع "إسرائیل" وکیف أصبحت الإمارات بعد التطبیع أنجح من الإمارات قبل التطبیع.
ویمکن استنباط ذلک بسهولة من احتفاء نتنیاهو بهذا المسبار بشکل خاص فی إطار تطبیع العلاقات المتزایدة بین البلدین خلال الفترة الماضیة، إذ هنأ نتنیاهو الإمارات بمناسبة إطلاق "مسبار الأمل" إلى الفضاء من خلال تغریدة على حسابه بموقع "تویتر" قال فیها : "ألف مبروک لدولة الإمارات العربیة المتحدة على إطلاق مسبار الأمل نحو المریخ".
وأردف أن "هذا إنجاز تکنولوجی وعلمی هام ومثیر للانطباع، ربما یأتی یوم سیتم فیه إطلاق رواد فضاء من إسرائیل والإمارات سویةً إلى الفضاء".
وبالعموم/ تندرج أول مهمة فضائیة لدولة الإمارات غیر مأهولة تستهدف الوصول إلى مدار حول المریخ ضمن نهج الدعایة المکلفة للدولة بحسب خبراء یشککون فی أهمیة الخطوة فی سیاق توطین العلم، إذ قدرت تکلفة التصنیع والإطلاق للمسبار الفضائی بحوالی مبلغ 200 ملیون دولار دون إضافة العملیات فی الفضاء.
لکن العدید من المشاریع التی تنجز الیوم فی الإمارات خارج هذه الأطر، ولیس لها أهداف لتوطین العلم والتحکم فی التکنولوجیا بقدر ما هو نوع من الدعایة المکلفة والمفیدة أحیانا للتطبیع مع "إسرائیل".
هذا المشروع کان یمکن أن یکون عربیا بحق لو تضافرت جهود الدول العربیة التی لها إمکانات مادیة مع تلک التی لها إمکانات علمیة، خاصة أن عشرات العلماء والمهندسین العرب یعملون فی وکالتی الفضاء الأمیرکیة والأوروبیة.
الضجة الإعلامیة الإماراتیة للمسبار أخفت الحقیقة التی تداولها ناشطون بسخریة، مؤکدین أن “المریخ إماراتی، الصاروخ یابانی، التقنیة یابانیة، الخبراء أجانب، والضجة إماراتیة”.