ثورة وشیکة فی السعودیّة.. کیف دعمت الریاض الإرهاب فی المنطقة؟
بسبب تدهور الوضع المعیشیّ فی السعودیة، یتصاعد السخط الشعبیّ فی البلاد ضد النظام الحاکم، نتیجة السیاسات العقیمة التی انتهجتها الإدارات السعودیة السابقة وزادت علیها الإدارة الحالیّة بانتهاکاتها الصارخة لحقوق الإنسان، والتی لم تتجرأ على الأمراء ورجال الدین لکنها تمادت على حقوق الناس وقوت المواطن وعرضه وشرفه وبالأخص فی زمن الانقلابیّ محمد بن سلمان وأبیه الخَرِف، کما تقول المواقع الإخباریّة السعودیّة.
سخط شعبیّ
وفق موقع "الواقع" السعودیّ، نقلاً عن حمد السدیری المعارض لنظام آل سعود، فإنّ بلاد الحرمین تعیش حالة متزایدة من السخط الشعبیّ، فیما یشهد الشارع السعودیّ حالة من الغلیان بسبب ممارسات النظام الحاکم للبلاد، ووصف السدیری الوضع الذی تشهده البلاد حالیاً بـ "الاحتقان الشعبیّ الشدید" معتبراً أنّه لم یعهد ذلک فی حیاته.
وأشار الناشط المعارض لآل سعود، إلى أنّ رسائل عدیدة تصله من مناصری النظام المُسیطر على بلاد الحرمین، یخبروه عن رغبتهم بالانضمام لأیّ حراک قادم، والمثیر فی الأمر أنّهم غیر مکترثین بأیّ مخاطر لدرجة التهور، وکأن لسان حالهم یقول: "لا نخشى الوقوع بعد أن أوصلنا محمد بن سلمان إلى القاع"، فی الوقت الذی تشیر فیه حسابات أخرى إلى وجود تحرک مستمر من الأحرار السعودیین فی الداخل، معتبرین أنّ السعودیة لا تخلو من الأحرار الصامدین، رغم تستر عائلة آل سعود بالدین وازدیاد المنافقین حولهم.
وفی هذا الشأن، تتحدث المعلومات عن سخط شعبیّ من کل الأطیاف فی السعودیة، وهذا هو وجه الاختلاف عما سبق، فالنظام السعودیّ کان یقمع ألوناً انفردت بحراکها ومطالبها ضد آل سعود، وکانت استراتیجیته تستند على اشراک باقی ألوان الشعب فی عملیة القمع مستغلاً اختلافاتهم، أما الآن توحد الشعب السعودیّ بجمیع ألوانه للتخلص من جبروت وتسلط العائلة الحاکمة.
وما ینبغی ذکره، أنّ هذه العوامل زادت بقوة من نسبه نجاح أیّ حراک محتمل، فی ظل ارتفاع زخم المعارضة السعودیة فی الخارج بسبب ممارسات النظام الأرعن کما یقول السعودیون، ولیس بفضل حراک المعارضة وهو مکسب حقیقیّ للشعب السعودیّ، لأنّهم کشفوا عوامل تأخیر وإفشال أیّ حراک بفضل المتعاملین مع النظام السعودیّ باسم المعارضة الخارجیّة.
وکان الناشط السعودیّ المعارض، حمد السدیری، قد انتقد فی تغریدة سابقة، صمت الشعب السعودیّ عن الانتهاکات التی یرتکبها آل سعود بحقه، فالملک عبد العزیز احتل أراضی الجزیرة العربیة وأحفاده استحلوا الشرف والعرض، ووجه تساؤلات للسعودیین مردّها اعتقال ابن سلمان للنساء، ومنها "هل نساء عائلتک فی أمان من محمد بن سلمان وعیال عمه؟"، "هل تلتزم الصمت إلى أن یحین دور الأهل والأصدقاء وتصفق لمحمد بن سلمان، أیّ اعوجاج نحن فیه؟".
إضافة إلى ذلک، فتح السدیری ملفات ضلوع النظام السعودیّ بدعم الإرهاب فی سوریا والعراق بالتعاون مع النظام الترکیّ الإخوانیّ، مضیفاً: "کنت شاهداً على إرسال السعودیة الإرهابیین لترکیا ومن ثم دخولهم براً إلى سوریا والعراق"، مؤکّداً أنّه یعرف شخصیاً ضباطاً سعودیین متورطین بهذا العمل الإجرامیّ المنظم.
وکانت قوات الأمن التابعة للنظام السعودیّ قد اعتقلت عدداً من المواطنین الذین خرجوا فی مظاهرات غاضبة فی مدینة بریدة فی منطقة القصیم وسط البلاد، احتجاجاً على السیاسات الاقتصادیّة لولی العهد السعودی، والتی أدت إلى تفاقم البطالة والفقر فی المملکة فی مطلع شهر شباط الحالی، وضمت المظاهرات المئات من الشبان وأدت إلى صدامات مع القوى الأمنیة السعودیة وسط تعتیم إعلامیّ حکومیّ شدید.
وفی ظل الرفض الشعبیّ القاطع لزیادة الضرائب والحجر المفروض وتنامی الفقر والبطالة فی بلاد الحرمین، أوضحت مواقع إخباریّة، أنّ شرطة القصیم والحرس الوطنیّ باتا فی حالة استنفار تخوفاً من تصاعد الاضطرابات والاحتجاجات والمواجهات، بالتزامن مع غضب کبیر من سیاسات النظام السعودیّ، وقد أقرت شرطة منطقة القصیم بحصول التظاهرات، وزعم المتحدث باسمها بدر السحیبانی، أنّه تم إیقاف عدد من المواطنین بسبب عدم تجاوبهم مع رجال الأمن أثناء تأدیتهم لمهامهم، وإقامة تجمع مخالف للائحة الحد من التجمعات.
ثورة وشیکة
فی وقت سابق، توقع مرکز الدراسات الاستراتیجی والأمنیّ "ستراتفور"، حدوث ثورة شعبیّة غاضبة فی السعودیة تحت دوافع اقتصادیّة، وتُظهر موازنة البلاد لعام 2021 أنّ الحکومة السعودیة لا تزال ملتزمة بخفض الإنفاق الحکومیّ وإرساء الاستدامة المالیّة طویلة الأجل، من خلال أوهام الإصلاحات لکن الزیادة اللازمة فی نشاط القطاع الخاص لتعویض التخفیضات فی الإنفاق العام، وکذلک دعم الآفاق المالیّة طویلة الأجل للریاض لیست مضمونة، ما یزید من احتمالیّة حدوث ثورة شعبیّة بسبب الأوضاع الاقتصادیّة الصعبة.
ووفقاً لبعض التحلیلات الاقتصادیّة، فإنّ جهود التنویع المستمرة التی تبذلها الحکومة السعودیة قد تؤدی على المدى الطویل إلى حدوث اضطرابات اجتماعیّة، ومن المرجح أن یشعر السعودیون بقلق حول مستقبلهم الاقتصادیّ طوال العام، وتشیر الزیادة المتوقعة فی الإیرادات الضریبیّة إلى أهمیتها المتزایدة کمصدر للإیرادات غیر النفطیّة فی المملکة، وهو تحول اجتماعیّ کبیر سیدفع الحکومة نحو تخفیف الصدمة من خلال إجراء تخفیضات متواضعة لمبالغ المزایا الاجتماعیّة المدرجة فی المیزانیّة، لکن الاضطرابات قد تتصاعد بشکل أکبر إذا لم یخفف التعافی الاقتصادی بشکل کبیر من ترکة فیروس کورونا المتمثلة فی ارتفاع تکلفة المعیشة المتوقعة للسعودیین.
وتتحدث تقاریر إعلامیّة أنّ الإیرادات الضریبیّة لعام 2021 سترتفع بنسبة 30.8% مقارنة بالعام المنصرم، وذلک بناءً على الرسوم الجمرکیّة الجدیدة التی فرضتها الحکومة، إضافة إلى زیادة ضریبة القیمة المضافة فی السعودیة من 5% إلى 15% فی تموز 2020، ما أثار سخطاً کبیراً فی الشارع السعودیّ الذی یعانی بشدة من ارتفاع تکالیف المعیشة فی البلاد.