السید الحوثی: واشنطن نشرت عناصر "القاعدة" فی الیمن.. وتحکمت بالسیاسة الأمنیة
قال قائد حرکة أنصار الله عبد الملک الحوثی، الیوم الأربعاء، إن تنظیم القاعدة والتکفیریین یدمرون الدول العربیة خدمة للعدو الاسرائیلی وأمیرکا، مضیفاً أن مخططهم السیطرة المباشرة على الأمة بعد الوصول بها إلى الانهیار التام.
وأشار الحوثی خلال خطاب الیوم بمناسبة الذکرى السنویة للشهید حسین بدر الدین الحوثی، إلى أن "التکفیریین کانوا الأداة الرئیسة لتنفیذ المشروع الأمیرکی الغربی الإسرائیلی"، معتبراً أن "الأعداء أرادوا أن یتصدر الخطاب التکفیری واجهة الأمة الإسلامیة وکأنهم هم الذین سیدافعون عنها".
کما أردف قائد "أنصار الله" أن "التکفیریین نموذج مصنوع لتحقیق السیطرة الأمیرکیة وهم یتحرکون وقف الأهداف التی وضعتها أمیرکا"، مشیراً إلى أن "القاعدة" نفذت جرائم فی إیران وسوریا والعراق ولبنان والیمن والخلیج ومصر وأفریقیا وأوروبا.
"واستثنى تنظیم القاعدة کیان العدو الإسرائیلی من جرائمه" وفقاً للحوثی، الذی قال إن "تحرک التکفیریین یوازیه تحرک أمیرکی غربی لخداع الشعوب تحت عنوان مکافحة الإرهاب".
وفی هذا السیاق، رأى الحوثی أن "موقع الیمن الاستراتیجی وشعبه وثرواته دفعت الأمیرکیین لوضعه فی مقدمة المستهدفین فی أمتنا"، مضیفاً أن "الاستهداف الأمیرکی لبلدنا خطیر وشامل".
واعتبر أنه "إذا قرر شعبنا التنصل عن مسؤولیته فی التصدی فهذا قرار بالاستسلام وخسارة کل شیء"، مشیراً إلى أن "بعض البلدان لا تحتاج معها أمیرکا للاجتیاح بل تخضع سلطاتها وتنشئ فیها قواعد عسکریة".
کذلک، قال الحوثی إن "السیطرة العسکریة الأمیرکیة کانت أیضاً بالسیطرة على الجیش الیمنی تحت عنوان التدریب". وبحسب الحوثی فإن "الأمیرکیین أرادوا التوسع فی الیمن لیزیدوا انتشار قواعدهم لیضمنوا السیطرة العسکریة على الیمن".
وأضاف أن "الأمیرکیین استغلوا الجیش الیمنی لتنفیذ عملیات تقیهم الخسائر البشریة"، قائلاً: "لقد دمر الأمیرکیون قدرات الدفاع الجوی والقوة البحریة للجیش الیمنی لسلبه قدرة المواجهة".
وأشار الحوثی إلى أن "الأمیرکیین وضعوا برنامجاً لتدمیر القدرات الصاروخیة الیمنیة بما فیها الصواریخ بعیدة المدى"، مضیفاً أن "السیطرة العسکریة کان من أشکالها استباحة الیمن وفتح المجال لتنفیذ أی ضربات جویة أو بریة".
قائد "أنصار الله" اعتبر أن الأمیرکیین نشروا عناصر"تنظیم القاعدة" فی الیمن ووزعوهم على مختلف المحافظات، لافتاً إلى أنهم "تحکموا فی السیاسة الأمنیة وتفاصیل الوضع الأمنی فی الیمن".
ووفقاً للحوثی فإن واشنطن "استهدفت الشعب الیمنی بالسیطرة على القرار السیاسی وعلى العملیة السیاسیة"، معتبراً أن "الأمیرکیین أداروا العملیة السیاسیة فی الیمن بما یساهم فی صناعة وضع مأزوم".
وذکر الحوثی أن "الأمیرکیین أنشأوا علاقات مع مختلف القوى السیاسیة الیمنیة لتتنافس هذه القوى بمن یتقرب إلیها"، مشیراً إلى أن "حزب الإصلاح کان یستقوی بأمیرکا على المؤتمر وبالعکس".
وأضاف أن "الأمیرکیین سعوا للسیطرة على الخطاب الدینی والمساجد وعمموا علیها خطاباً معیناً"، مضیفاً أنه "وصل الحد بالأمیرکیین إلى محاربة القرآن وحذف نصوص منه فی المناهج المدرسیة".
الحوثی شدد على أنهم "عملوا على السیطرة على الإعلام فی الیمن بدءاً بالإعلام الرسمی"، متابعاً: "کما سعوا للسیطرة على الاقتصاد الیمنی وهذا کان واضحاً فی السیاسات الاقتصادیة للنظام".
وقال الحوثی إن "المعتوه بومبیو" قدم تصنیفه لأنصار الله بعنوان "منظمة إرهابیة"، لکن فی الواقع "أنصار الله" لیس منظمة، بل "أمة وجماهیر"، مؤکداً أن "عنوان أنصار الله هو عنوان قرآنی یعبر عن الاستجابة العملیة لتوجیهات الله ولیس إسماً لمنظمة أو حزب".
وأردف أن مسمى "الحوثیین" لیس تسمیة نطلقها على نفسنا بل یسمیها لنا الأعداء وبعض الأصدقاء ونحن لا نریدها لأنها نسبة إلى مدینة "حوث" ومشروعنا لیس محصوراً فی مدینة بل مسیرة قرآنیة.
الحوثی قال إن مشروع "أنصار الله" یرسم مسارات محددة وواضحة للنهضة بالأمة فی مختلف المجالات وتحول التهدید إلى فرصة سیاسیاً واقتصادیاً وإعلامیاً وغیرها"، معتبراً أن "الصرخة التی أطلقها الشهید القائد" (حسین بدر الدین الحوثی) فضحت أکذوبة "الدیمقراطیة الأمیرکیة"، حیث أن "الأمیرکیین لم یحتملوا حتى الهتاف فی وجههم".
الحوثی: وجود ملایین النازحین فی مأرب کذبة کبیرة
وأردف السید الحوثی أن "العدو أطلق من مأرب عملیات عسکریة باتجاه صنعاء والبیضاء والجوف وهی جبهة عسکریة أساسیة لهم وما أزعجهم هو المن الإلهی على شعبنا بالانتصارات".
ورأى الحوثی أنه "عندما نحقق الانتصارات المیدانیة یعبر الأمیرکیون عن قلقهم ویطالبون بوقف التقدم، ویعبر المبعوث الأممی عن قلقه وهو لا یقلق إلا فی مثل هذه الحالات".
وتابع: "الأمم المتحدة والأمیرکیون والأوروبیون ودول الخلیج لا یعبرون عن قلقهم عندما یقتل شعبنا بالقنابل الأمیرکیة بالطائرات البریطانیة والسلاح الأوروبی".
ولفت الحوثی إلى أن "وجود ملایین النازحین فی مأرب کذبة کبیرة هناک عدد من مخیمات النازحین یهمنا أمرهم ولیسوا فی إطار الاستهداف"، قائلاً إن "معسکرات المقاتلین لیست مخیمات للنازحین ومشکلة مأرب کباقی الجبهات التی فتحها تحالف العدوان وتحرک بجیوشه ومرتزقته فیها".
وفی السیاق، أکد الحوثی "مواصلته فی دعم القضیة الفلسطینیة إنساناً وأرضاً ومقدسات کمبدأ دینی وحق إنسانی وواجب أخلاقی"، مستنکراً "التطبیع مع العدو الإسرائیلی من قبل بعض الدول والأنظمة العربیة".
الحوثی: حزب الله حقق انتصاراً عظیماً
وفی السیاق، أکد قائد "أنصار الله" أن انتصار حزب الله على العدو الإسرائیلی عام 2000 " کان انتصاراً عظیماً للأمة کلها وله تأثیر على واقع الأمة وإحیاء الأمل فی الأمة".
واعتبر الحوثی أن "الأعداء أدرکوا أهمیة انتصار حزب الله فی لبنان فتحرکوا لتفادی ذلک وتثبیت سیطرتهم على بلدان أمتنا الأخرى"، قائلاً إن "أعداء الأمة سعوا لصنع حاجز نفسی وثقافی تجاه نموذج حزب الله الذی یمثل حالة مقاومة شعبیة تتمکن من الانتصار وتحقیق الاستقلال والحریة".
کذلک، اعتبر الحوثی أن "الأمیرکیین والصهاینة یریدون أن تبقى أمتنا فی وضعیة هشة ومستسلمة وبیئة مفتوحة لمؤامراتهم دون عوائق"، لافتاً إلى أنه "حاول الأعداء ربط الأمة الإسلامیة بنموذج آخر هو النموذج التکفیری الفتنوی".
وأکد الحوثی أن "أعداء الأمة سعوا إلى بعثرتها من الداخل عبر الفتن الطائفیة لتحویل بوصلة العداء من أمیرکا والعدو الإسرائیلی إلى الداخل الإسلامی".
