واشنطن: إنهاء الحرب فی الیمن من أولویات "بایدن"

ندد المتحدث باسم الخارجیة الأمریکیة بعملیات أبطال الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة "أنصار الله" ضد تحالف العدوان السعودی، ودعا حرکة "أنصار الله" للجلوس إلى طاولة المفاوضات. ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجیة الأمریکیة "نید برایس" إلى أن الرئیس "جو بایدن" جعل إنهاء الحرب الیمنیة إحدى أولویات سیاسته الخارجیة. وقال "برایس" فی مؤتمر صحفی عقده مساء یوم الاثنین الماضی ردا على عملیات أبطال الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة "أنصار الله" ضد تحالف العدوان السعودی "ندین بشدة کل الهجمات الصاروخیة المروعة على السعودیة وهذه الهجمات غیر مقبولة وخطیرة ". وقال، بحسب موقع وزارة الخارجیة على الإنترنت، "إننا نحث بقوة جمیع الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار والدخول فی مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة". وأضاف الدبلوماسی الأمریکی إن "الرئیس بایدن جعل إنهاء الحرب الیمنیة إحدى أولویات سیاسته الخارجیة"، وحث حرکة "أنصار الله" الیمنیة المقاومة للجلوس على طاولة المفاوضات. وقال: "لدینا الآن خطة جیدة وعادلة لوقف إطلاق النار فی الیمن، والتی تتضمن الاستجابة الفوریة من جمیع الاطراف بسبب الوضع الإنسانی المزری فی البلاد ... وقادة أنصار الله على اغتنام هذه الفرصة والجلوس على طاولة الدبلوماسیة." وفی غضون ذلک، لا یزال تحالف العدوان السعودی، یشن بدعم من الدول الغربیة، بما فی ذلک الولایات المتحدة، عملیات عسکریة ضد أبناء الشعب الیمنی ویتدخل فی شؤون هذا البلد الفقیر الداخلیة منذ عام 2015. ولقد وصفت الأمم المتحدة الأزمة الیمنیة بأنها أسوأ أزمة إنسانیة فی العالم بعد هجمات تحالف العدوان السعودی المدمرة على البنیة التحتیة للیمن. وفی وقت سابق قال "محمد علی الحوثی" عضو المجلس السیاسی الأعلى التابع لحکومة الإنقاذ الوطنیة الیمنیة، إن "الولایات المتحدة تعتزم سرقة الأموال من الیمنیین تحت شعارات حقوقیة، رغم أنها تعلم أن خروج الیمن من الأزمة الإنسانیة یتطلب إنهاء العدوان وإنهاء الحصار المفروض على الیمن". الجدیر بالذکر أن أبطال الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة "أنصار الله" قطعوا خطوات کبیرة فی محافظة مأرب الإستراتیجیة خلال الأسابیع القلیلة الماضیة، وتبعد قوات الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة "أنصار الله" الآن ثلاثة کیلومترات عن عاصمة المحافظة. وفی وقت سابق من الیوم الجمعة الماضی، قال المبعوث الأمریکی إلى الیمن "تیم لیندرکینغ"، إن الولایات المتحدة عملت مع السعودیة وسلطنة عُمان والقوى الإقلیمیة الأخرى على تثبیت هدنة فی الیمن. وأوضح أنه عرض على قادة حرکة "أنصار الله" وحکومة صنعاء خطة لوقف إطلاق النار، زاعماً إلى أن الولایات المتحدة استأنفت تمویل المساعدات الإنسانیة إلى شمال الیمن. ولفت "لیندرکینغ" إلى أن هناک خطة الآن لوقف إطلاق النار على الصعید الوطنی لمعالجة الوضع الإنسانی المزری، وبیّن أنه "لا یمکننا فرض حل فی الیمن، وجمع الیمنیین فی قاعة واحدة أمر صعب. ورداً على هذه الدعوات الأمریکیة المشبوهة، وجهت حرکة "أنصار الله" صفعة للمبعوث الامریکی الى الیمن "تیم لیندرکینج" رافضة مقترحاته الذی ذکاها مؤخرا للحل فی الیمن، حیث أعلن المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" ورئیس الوفد الیمنی المفاوض، "محمد عبد السلام" أن مقترح المبعوث الأمریکی إلى الیمن مرفوض، معتبرا إیاه "مؤامرة" لوضع الیمن فی مرحلة أخطر مما هی علیه الآن. وقال: "ما أسماه المبعوث الأمریکی بالمقترح لا جدید فیه ویمثل الرؤیة السعودیة والأممیة منذ عام.. فی المقترح لا وقف للحصار ولا وقف لإطلاق النار بل التفافات شکلیة تؤدی لعودة الحصار بشکل دبلوماسی". وأضاف "عبد السلام": "من الشروط المطروحة فی المبادرة تحدید وجهات مطار صنعاء وإصدار التراخیص عبر تحالف العدوان، وأن تکون الجوازات غیر صادرة من صنعاء.. لو کانوا جادین لوقف العدوان والحصار لأعلنوا وقف الحرب والحصار بشکل جاد، عندها سنرحب بهذه الخطوة". ومن جانبه، وصف عضو المجلس السیاسی الأعلى بالیمن "عبد الملک العجری" تصریحات وزیر الخارجیة الأمریکیة بأنها مؤامرة تُحاک ضد أبناء الشعب الیمنی ولکنه، وصف تصریح وزیر الخارجیة الأمریکی عن ضرورة خلو الیمن من التدخل الأجنبی بأنه أمر "إیجابی".  وأکد أن ما ینتظره الیمنیون من الولایات المتحدة هو "الأفعال"، وسحب العناصر الأمریکیة والخبراء من المعرکة، مضیفاً إن بلاده "ننتظر إبلاغ البحریة الأمریکیة بفک الحصار". وبدوره، أکد عضو المجلس السیاسی الأعلى فی الیمن "محمد البخیتی"، أن جهود الدبلوماسیة تبدأ بفک الحصار وإنهاء العدوان على الیمن. "البخیتی" أضاف إنه یجب ترک المجال للحوار السیاسی بعد مرحلة تتم فیها التهدئة ومعالجة آثار العدوان ونتائجه، إضافة إلى خروج القوات الأجنبیة من البلاد. کما قال عضو المجلس السیاسی الأعلى رفض قبول "أی مبرر لإعاقة وصول الإغاثة إلى المواطنین ونحن ملتزمون بتذلیل أی صعوبات". وفی تغریدة له أضاف "البخیتی"، أنهم أبلغوا المدیر التنفیذی لبرنامج الأغذیة العالمی بضرورة رفع الحصار عن الشعب الیمنی، وسیکون ذلک کافیاً، بدلاً من استجداء دول العدوان الأمریکی السعودی الإماراتی وحلفائه القتلة المحاصرین للشعب لتقدیم فتات من المساعدات للمحتاجین. وفی الختام یمکن القول، إن کل هذه الانتصارات التی تمکن أبطال الجیش واللجان الشعبیة الیمنیة من تحقیقها فی عدد من مناطق ومدیریات محافظة مأرب تدل على أن الیمنیین وصلوا إلى مستوى من القوة لدرجة أنهم لیسوا على استعداد للتنازل عن أی تنازلات للعدو لإنهاء الحرب، مؤکدین على الحفاظ على سیادة واستقلال البلاد. وفی ظل هذه الظروف، تحاول الریاض بالتأکید تخفیف حدة عزلتها وتقلیل الضغط الدولی لإنهاء الحرب من خلال الاستعانة بالعلاقات الدبلوماسیة الخارجیة وبذل الجهود لإجبار المجتمع الدولی، على إدانة الضربات الجویة الیمنیة، والتی تعتبر رادعًا مشروعًا لوضع حد للعدوان السعودی على أبناء الشعب الیمنی