لیبرمان... والقلق من المواجهة المقبلة مع محور المقاومة

عکست تصریحات وزیر الأمن الصهیونی أفیغدور لیبرمان بشأن طبیعة المواجهة المقبلة، والتی سیکون مسرحها لبنان وسوریة، ارتفاع منسوب القلق «الإسرائیلی» من تنامی قوّة حلف المقاومة على ضوء الانتصارات التی حقّقها الحلف فی مواجهة الحرب الإرهابیّة، الکونیّة على سوریا.

عکست تصریحات وزیر الأمن الصهیونی أفیغدور لیبرمان بشأن طبیعة المواجهة المقبلة، والتی سیکون مسرحها لبنان وسوریة، ارتفاع منسوب القلق «الإسرائیلی» من تنامی قوّة حلف المقاومة على ضوء الانتصارات التی حقّقها الحلف فی مواجهة الحرب الإرهابیّة، الکونیّة على سوریا.   حسن حردان: عکست تصریحات وزیر الأمن الصهیونی أفیغدور لیبرمان بشأن طبیعة المواجهة المقبلة، والتی سیکون مسرحها لبنان وسوریة، ارتفاع منسوب القلق «الإسرائیلی» من تنامی قوّة حلف المقاومة على ضوء الانتصارات التی حقّقها الحلف فی مواجهة الحرب الإرهابیّة، الکونیّة على سوریة واقترابه من تحقیق النصر النهائی على الجماعات الإرهابیّة، حسبما تؤکّد التطوّرات المیدانیة على جبهات القتال المتبقیة کافّة، والتی باتت محصورة فی أطراف سوریة الشرقیّة والشمالیة، وبعض الجزر الصغیرة فی بعض المناطق المحاصرة.     لیبرمان أطلق من خلال تصریحاته ما یشبه الدعوة للنفیر «الإسرائیلی» لمواجهة تحدٍّ هو الأکبر لکیانه الاحتلالی العنصری الاستیطانی، لا سیّما وأنّ هذا الکیان قد استنفذ سلاح الاحتیاط الإرهابی فی سعیه للانتقام من محور المقاومة ومحاولة إلحاق الهزیمة به، والقضاء علیه عبر تشکیل أکبر جبهة دولیة بقیادة أمیرکا لشنّ الحرب الإرهابیّة على سوریة. ومع ذلک، فقد فشل هذا الحلف الدولی الاستعماری الإرهابی، ونجح حلف المقاومة فی إسقاط أهداف هذه الحرب.   على أنّ لیبرمان ومعه القادة الصهاینة السیاسیّین والعسکریین والأمنیّین، باتوا یدرکون بأنّ حلف المقاومة سیخرج من الحرب أکثر قوّة من جمیع النواحی.   ـ القتال المیدانی بکلّ أنواعه، حیث خاض على مدى 7 سنوات معارک شرسة فی المدن والجبال والودیان والصحراء، فی مواجهة جیوش إرهابیّة مدرّبة ومجهّزة بأحدث الأسلحة والإمکانیات المالیة.    ـ امتلاک حلف المقاومة أسلحة نوعیّة، ما کان یحوز علیها قبل هذه الحرب.     ـ استناد الحلف إلى تحالفٍ دولی وإقلیمی کبیر یمتدّ من إیران إلى روسیا، وصولاً إلى الصین ومروراً بدول أمیرکا اللاتینیّة.  ـ استناد حلف المقاومة إلى دعم شعبی متزاید بفضل انتصاراته.  ـ أصبح حلف المقاومة بفعل هذه الانتصارات والإمکانیّات والقدرات أکثر عزماً وتصمیماً على مواجهة الاحتلال الصهیونی وقوى الاستعمار الغربی.   ـ تراجع النفوذ والهیمنة الأمیرکیّة فی المنطقة والعالم، وسقوط الأحادیّة الأمیرکیة ونشوء تعدّدیة دولیّة وإقلیمیّة، ممّا یحدّ من الدعم الدولی الذی کانت تحظى به «إسرائیل».      ـ إدراک لیبرمان بأنّ الخطر الناتج عن هذه التطوّرات هو الأول من نوعه الذی یحدق بالکیان الصهیونی، فلأول مرة تنشأ مثل هذه البیئة حول فلسطین المحتلّة، فهذه البیئة تتمیّز أیضاً بأنّ حلف المقاومة نجح فی إلحاق الهزیمة بالجیش الصهیونی، وبالتالی لم تعد «إسرائیل» قوّة أسطوریّة لا تُهزم تخیف العرب، بل باتت قوّة مهزومة ومردوعة، وهی فی حالة قلق وخوف على الوجود، وجیشها لا یملک الیقین فی الانتصار فی أیّة حرب مقبلة، بل إنّ الضابط والجندی الصهیونی باتَا یهابان رجال المقاومة والجیش السوری الذین خاضوا المعارک القاسیة والصعبة، وباتوا متمرّسین فی القتال ویملکون استعداداً للتضحیة، وهی صفات مهمّة لا یملکها الجنود الصهاینة الذین یحرصون على حیاتهم ولیس لدیهم روح التضحیة بحیاتهم، لأنّهم لا یملکون الإیمان فی الدفاع عن کیان محتلّ غاصب لأرض الآخرین. وهذا ما یجعل کیان الاحتلال فی وضعیة القلق الشدید لأول مرة فی الحرب المقبلة.      لکنّ هذا لا یعنی مطلقاً أن نستهین بقدرات العدو الصهیونی وإمکانیّاته، بل یجعلنا أکثر ثقة بقدراتنا وخوض المواجهة معه، ونحن نملک الإیمان والاقتناع بأنّنا نستطیع الانتصار علیه مجدّداً وتحریر أرضنا المحتلّة واستعادة حقوقنا السلیبة، فعندما نکون أصحاب قضیة عادلة والحق إلى جانبنا، ونملک العزیمة والإصرار والتصمیم وإلى جانبهم الجاهزیة والاستعداد، لخوض غمار المواجهة مع العدو، وقبل کلّ ذلک لدینا قیادة مقاومة تتمیّز بالشجاعة والجرأة والوعی وبعد النظر والقدرة على إدارة الصراع والمواجهة. عندما یکون لدینا کل ذلک، فإنّ النصر سیکون حلیفنا.. وهذا هو ما یخیف قادة العدو ویقلقهم فی أیّة مواجهة مقبلة یستعدّون لها.