قال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي "نحمل إيران مسؤولية أنشطتها النووية."
- يعلم المسؤولون السعوديون جيدا أن إيران لم تكن تشكل يوما تهديدا للسعودية، لكنهم يتابعون ومنذ عقود مشروع "إيرانوفوبيا" الفاشل، وفي السنوات الأخيرة ارتكز هذا المشروع في الكثير من الأحيان على تحول إيران إلى قوة نووية.
- في ذروة عهد ترامب، وحين كانت ترفض إيران مرارا طلبات الولايات المتحدة لإجراء محادثات، مهينة بذلك هذا الرئيس الجمهوري المتغطرس، إدعت الرياض أنها يجب أن تكون حاضرة في المحادثات النووية، ما اعتبرته طهران مجرد "مزحة دبلوماسية".
- بعد ترحيبها بمشروع التطبيع العربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، سعت المملكة العربية السعودية أيضا إلى تقوية الجبهة الغربية - العبرية - العربية المعادية للجمهورية الإسلامية، ساعية لإرغام إيران في نهاية الأمر على التراجع عن مواقفها النووية والصاروخية والإقليمية. وبالطبع وبهذا الصدد أيضا لم يحالفها الحظ أساسا.
- في قضية الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، وكذلك اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، وخاصة في قضية اغتيال الشهيد فخري زاده، أبدت وسائل الإعلام السعودية فرحها وابتهاجا أكثر من الإعلام الصهيوني نفسه.
- يأتي تكرار مزاعم فيصل بن فرحان بشأن الصناعة النووية الإيرانية، بعد أن التقى في اليوم السابق بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي. لا نعلم ما هي المعلومات التي تزود بها بن فرحان خلال هذا الاجتماع حيث فضل التركيز مرة أخرى على الملف النووي الإيراني.. لكن من الواضح تماما أن المسؤولين السعوديين يشعرون دائما بالقوة عندما يقفون إلى جانب المسؤولين الغربيين. كما يظهر تاريخ السعودية السياسي أن هذا النظام وفي مجال السياسة الخارجية كان يتسنى له عرض العضلات له في ظل الحكومات الغربية فقط.. هذا في حين لم تنظر إيران إلى المملكة العربية السعودية على أنها تتمتع بحجم دولة، ولم تقم وقعا لتهديداتها يوما.
- في حين عجزت السعودية وبعد 7 سنوات عن تحرير نفسها من أيدي شعب بلا سلاح، وباتت تستنجد ومنذ عدة أشهر بأسافل العالم وأعاليه لإنقاذها من المقاتلين اليمنيين.. فلا نعلم بأي منطق تتعرض لإيران المقتدرة؟
- مهما كان مصير الملف النووي الإيراني، فهناك حقيقة واحدة تؤكد أن: لا يوجد أي مجال للسعودية للدخول إلى الملف النووي.. وإنما الرياض وكما يقول المثل الفارسي إنما تبكي على قبر يخلو من ميت.