من الذی أخرج المحتل الصهیونی من لبنان هل هناک غیر المقاومة؟
أکد أمین عام حزب الله السید حسن نصرالله أن هناک فی لبنان والخارج من یراهن على صدام بین حزب الله والجیش اللبنانی،
أکد أمین عام "حزب الله" السید حسن نصرالله أن هناک فی لبنان والخارج من یراهن على صدام بین "حزب الله" والجیش اللبنانی، لافتاً إلى أن التآمر على المقاومة لم یتوقف منذ العام 2000.
کلام السید نصر الله جاء خلال مهرجان الوفاء للنصر فی النبطیة، حیث بدأ خطابه بتوجیه الشکر للحضور الکبیر والمتوقع والطبیعی، وقال "أرحب بکم فی هذا الاحتفال جمیعاً، وأخص بالتحیة کل أهلنا المشارکین فی هذا المهرجان الانتخابی الذی یخصّ دائرة الجنوب الثالثة"، وأضاف "طبعاً هدف هذا الاحتفال هو اعلان التأیید والدعم للائحة الامل والوفاء فی الانتخابات النیبایة القادمة، إعلان الدعم والتأیید السیاسی والشعبی والجماهیری والتعبیر عن التطلعات من خلال لائحة الامل والوفاء فی هذه الدائرة وفی کل الدوائر".
ولفت الى أنه سیتحدث فی عدد من الاحتفالات فی الایام القلیلة المقبلة، وقال "سأقسم الموضوعات فی هذه الاحتفالات، لکن قبل أن ندخل الى موضوع المناسبة وهدف الاحتفال أوجه باسمکم جمیعاً التحیة الى أولئک المرابطین على حدود غزة، الى الشعب الصامد والمقاوم فی غزة، الذی منذ أیام زحف بعشرات الالاف الى حدود القطاع بمواجهة جیش الاحتلال وقدم الشهداء والجرحى"، وأضاف "نوجه التحیة لکل الشهداء والجرحى والمرابطین والقیادات فی فصائل المقاومة فی غزة التی اتخذت هذا القرار الشجاع والابداعی فی شکل من اشکال المقاومة للاحتلال".
وکذلک وجّه التحیة إلى الشعب الیمنی بمناسبة صموده فی مواجهة العدوان الغاشم بالرغم من الجرائم والتجویع.
السید نصر الله اعتبر أن "اسم لائحة الأمل والوفاء اتخذ لما له من دلالات حیث الأمل بالنصر والاصلاح والأمل یرتبط بهذا الشعب الحی الذی اثبت أنه عصی على الیأس، وخاطب شعب المقاومة بالقول "أنتم الأمل حیث صبرتم وصمدتم وواجهتم وما زلتم تقدموا کل التضحیات".
ولفت سماحته الى أن "الوفاء الیوم هو لشعبنا المضحی الصامد والوفی ولکل الشهداء الذین سقطوا دفاعاً عن هذا البلد الوفاء لکل شهید فی حرکة أمل وحزب الله، وأشار الى أن "الأمل جزء من عقیدتنا ومن ثقافتنا وتربیتنا ونرید أن نعززه فی کل مناسبة وحدث ومعرکة".
وأضاف "الوفاء لکل المضحین مع سیدهم وملهمهم الامام السید موسى الصدر ورفیقیه والوفاء للشیخ راغب والسید عباس والحاج عماد"، وخلص الى أنه "عندما ننتخب ومن خلال نتائج الانتخابات نکون مع هذا الأمل والوفاء".
لماذا ننتخب؟
وحول أهمیة الانتخابات والانتخاب، رأى السید نصر الله أن "أهمیة المجلس النیابی فی لبنان أنه أم المؤسسات فی الدولة اللبنانیة وله صلاحیات واسعة ومهمة جداً"، وأضاف "المجلس النیابی هو المؤسسة الوحیدة التی تمتلک تعدیل الدستور دون العودة إلى استفتاء شعبی"، وتابع "هذا المجلس لوضع القوانین ورسم صورة البلد ویستیطع أن یحمی البلد وینقذه مالیاً أو یخضعه لتبعیة قاتلة ویأخذه إلى الإفلاس"، وخلص الى أنه "یجب أن ننتخب لأن عدم الانتخاب یعنی التخلی عن المسؤولیة وترک حقوق الناس ومستقبلهم وکرامتهم".
من ننتخب؟
وبخصوص من ننتخب، قال سماحته "بعض الناس یکفیهم العصبیة العائلة وآخرون العصیبة العشائریة أو الحزبیة أو الدینیة، لکن الأهم أن نجیب بطریقة مختلفة عن هذا السؤال"، وأضاف "کل فرد یجب أن یعود إلى تشخصیه للتحدیات"، وتابع "لا شک أنه بالنسبة إلى أهل الجنوب بشکل خاص وأهل البقاع الغربی وراشیا، یبقى الملف الأول هو التهدیدات "الإسرائیلیة" والصراع مع هذا العدو، نحن أمام عدو یمارس العدوان وعدو یطمع بأرضنا وخیراتنا"، ولفت الى أن "الجنوب خصوصاً واجه معاناة کبیرة مع هذا العدو على مدى سنوات طویلة، والأجیال الجدیدة فی لبنان یجب أن تعرف جیداً هذه الحقیقة".
وفیما سأل السید نصر الله "من الذی أخرج المحتل الصهیونی من لبنان هل هناک غیر المقاومة؟"، أضاف "إذا کان أحداً على الکرة الأرضیة یقول أن عاملاً آخراً غیر عامل المقاومة فلیقدم الدلیل"، وأوضح أن "المقاومین من کل الفصائل الذین قاتلوا وأسروا وضحوا هم الذین أخرجوا المحتل الصهیونی من لبنان".
وأردف سماحته القول "منذ عام 2000 أدرک الأمیرکی و"الاسرائیلی" أن هناک قوة فی لبنان اسمها المقاومة دخلت إلى وجدان اللبنانیین وصنعت نصراً وأخرجت "الإسرائیلی" من لبنان"،
وذکّر سماحته بأنه "بدأ التآمر على المقاومة منذ عشیة الانسحاب وأول مؤامرة کانت بالانسحاب "الاسرائیلی" المفاجئ من زاویة أنه لم یبلغ جیش لحد وشبکات العملاء وعمداً ترکهم لمصیرهم"، وأضاف "ترک الصهیانیة عملاء لحد لأن تقدیره الخاطئ کان یقضی بأن المقاومة عندما تدخل إلى المنطقة فی لحظة انهزام العدو "الاسرائیلی" سوف ترتکب المجازر"، وبیّن أن "أهل الجنوب وکل من کان یقاوم من کل المناطق أثبتوا وعیهم وإدراکهم لمؤامرات العدو".
المؤامرات على المقاومة
وسرد سماحته عدة محطات تاریخیة تخللتها مؤامرات على المقاومة وقال "بعد أحداث 11 ایلول أتى مندوب من أمیرکا کمرسال من دیک تشینی وأبلغنی أنهم حاضرون لأی شیء مقابل التخلی عن مقاومة "اسرائیل" والعمل عند الأمیرکی والصحافی جورج نادر هو الذی أرسله تشینی لتقدیم العرض الأمیرکی"، وأضاف "بعد الأحداث فی لبنان عام 2005 عُرض علینا کل شیء یتمناه أی حزب"، ولفت الى أنه "عام 2005 تم إجراء دراسات أمیرکیة حول جهوزیة ضباط وعناصر الجیش اللبنانی النفسیة والطائفیة للذهاب نحو قتال ضد المقاومة فوجدوا أن الجیش اللبنانی لا یقبل ذلک"، وأوضح أن "الأخطر فی کل ما کان یخطط للمقاومة فی لبنان هو القتال الداخلی عبر إصطدام الجیش بالمقاومة".
وتابع سماحته القول أن "الخطیر ایضاً أنه عام 2006 هناک من عمل على توجیه الجیش نحو قتال المقاومة ورئیس الحکومة فی ذلک الوقت أصدر قراراً للجیش اللبنانی لتوقیف أی شاحنة أسلحة للمقاومة"، وأشار الى أنه "تم معالجة هذه الأمور بین الجیش والمقاومة بعد أن کان رئیس الحکومة یصر على مصادرة شاحنات السلاح"، ولفت أیضاً الى أن "أحد الاستهدافات الأساسیة لسوریا هو لضرب المقاومة وحرکات المقاومة فی المنطقة".
وتابع السید نصر الله القول "بعد ذلک بدأ التوجیه الأمیرکی نحو شبکة السلکی للمقاومة ونفذت الحکومة اللبنانیة ذلک وتم اتخاذ قرار بایقاف شبکة السلکی للمقاومة"، ونبّه أنه "فی لبنان وأمیرکا والخلیج هناک من عاد لیراهن على حصول صدام بین الجیش اللبنانی والمقاومة"، وأکد أن "ضمانة عدم التواطؤ على المقاومة هو الدخول إلى الدولة"، ولفت الى أن "الضمانة فی حرب تموز کانت الرئیس امیل لحود والوزیر یعقوب الصراف لکن الضمانة الاقوى والأکبر کان الرئیس نبیه بری"، واعتبر ان "الذی یمثّل الضمانة هو الجیش وضباطه وجنوده وعقیدتهم الوطنیة"، وخلص الى أن "المطلوب التحصین السیاسی للمقاومة والحضور بقوة فی المجلس النیابی والحکومة".
وشدد الامین العام لحزب الله على أن "المشکلة مع الصهاینة لم تنته و"الاسرائیلی" یرید البناء على الأراضی اللبنانیة"، وقال "هناک تهدیدات دائمة للبنان من قبل الصهاینة وهناک ملف النفط الذی ینتظره کل لبنان ولن یترکه "الاسرائیلی" بامان وهناک ملف مزارع شبعا وتلال کفرشوبا لم ینته بعد ولن یردها "الاسرائیلی" من خلال مفاوضات"، وأضاف "فی المقابل هناک المعادلة الذهبیة الجیش والشعب والمقاومة ویجب تقویة الجیش إلى جانب الشعب والمقاومة وتثبیت هذه المعادلة الوطنیة"، وأوضح "الضمانة الأقوى هی وحدتنا وحدة الشعب اللبنانی وخاصة بین حزب الله وحرکة أمل".
وفیما لفت الى أن "الاستهداف الیوم لکل أهل الجنوب لعزتهم وکرامتهم وعنفوانهم وبیوتهم ومزروعاتهم"، أکد سماحته على أنه "یجب إعطاء الاصوات لمن یحمل فکر المقاومة ویحمی المقاومة".
وفی الملف المالی، رأى السید نصر الله أنه "اذا استمرینا فی هذا الوضع فإننا سوف نذهب إلى کارثة فالدین العام یقارب 80 ملیار دولار وسوف یزداد الدین مع القروض الجدیدة وخلال سنوات سیصل إلى 100 ملیار دولار".