لماذا استخدم آیة الله خامنئی اصطلاح "الشجرة الملعونة" فی ندائه للحجاج؟

تم استخدام مصطلح (الشجرة الملعونة) فی نداء قائد الثورة الإسلامیة لحجاج بیت الله الحرام. هذا المصطلح مأخوذ من النص القرآنی ویشیر إلى الرؤیا التی رأها الرسول الأعظم محمد صلى الله علیه وآله وسلم.

تم استخدام مصطلح (الشجرة الملعونة) فی نداء قائد الثورة الإسلامیة لحجاج بیت الله الحرام. هذا المصطلح مأخوذ من النص القرآنی ویشیر إلى الرؤیا التی رأها الرسول الأعظم محمد "صلى الله علیه وآله وسلم".   فقد ورد فی سورة الإسراء آیة 60: "وإِذْ قُلْنا لَکَ إِنَّ رَبَّکَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وما جَعَلْنَا الرُّؤْیَا الَّتِی أَرَیْناکَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ والشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِی الْقُرْآنِ ونُخَوِّفُهُمْ فَما یَزِیدُهُمْ إِلَّا طُغْیاناً کَبِیراً".   والسؤال الذی یفرض نفسه هنا ما هی هذه الشجرة الملعونة التی جعلها الله فتنة وابتلاء للناس؟ لاسیما أنّه لایوجد شجرة أخرى ملعونة فی آیات الذکر الحکیم.   ذهب بعض المفسرین إلى أنّ هذه الشجرة هی شجرة الزقوم کما وردت فی الآیة 62 من سورة الصافات: "أذلک خیر نزلاً أمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِینَ"، لکنه من الواضح أنّ هذه الآیة تشیر فقط إلى أنّ الزقوم هی فتنة ولم یلعنها الله کما لعن الشجرة فی الآیة السابقة. ولذلک اعتقد جمعٌ من المفسرین أنّه لایجب أنّ تفسَّر الشجرة بمعناها اللغوی الوضعی بل بالنظر إلى مفاد الآیة نستنتج أنّ المراد منها شیءٌ آخر.   کما وردت فی آیات أخرى ما یشبه هذا الإستخدام فی آیتی 24 و26 من سورة إبراهیم حیث ذکر الله مفردتی "الشجرة الطیبة" و"الشجرة الخبیثة" لتوصیف تیاری الحق والباطل: "أَلَمْ تَرَ کَیْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلا کَلِمَة طَیِّبَة کَشَجَرَة طَیِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِت وَفَرْعُهَا فِی ٱلسَّمَاءِ"، "وَمَثَلُ کَلِمَةٍ خَبِیثَة کَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ".   فی الآیة المذکورة أیضاً وحسب رأی بعض المفسرین مثل العلامة الطباطبائی یجب أن تفسَّر الشجرة ب(الآل) و(الأسرة) کما أنّ هذا الإستخدام فی اللغة العربیة رائجٌ ومشهور. فیقال مثلاً: فلان من الشجرة المبارکة أی یرجع أًصله إلى أسرة مبارکة ذات حسب ونسب.   وفی روایات أئمة أهل البیت "علیهم السلام" استخدم هذا التعبیر. فهذا رسول الله "صلى الله علیه وآله وسلم" یخاطب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب "علیه السلام" ویقول له: "أنا وأنت من شجرة واحدة" وعلى أساس ذلک یکون المراد من الشجرة الملعونة فی الآیة الأسرة التی استحقت لعنة الله بسبب مااقترفت من الأعمال.   أما السؤال الثانی فهو یتعلق بتحدید هذه الأسرة: فما هی الأسرة الملعونة فی القرآن؟   لقد ورد فی تفسیر الأمثل للقرآن الکریم أنّ مجموعة من مفسّری الشیعة والسنة نقلوا الرؤیا التی ذکرها الله تبارک وتعالى فی هذه الآیة الکریمة وهی تشیر إلى القضیة الشهیرة التی حدثت للنبی الأعظم محمد "صلى الله علیه وآله" حیث رأى فی المنام أن مجموعة من الناس یثبون على منبره کما تثب القردة فما رؤی النبی "صلى الله علیه وآله" مستجمعاً ضاحکاً بعدها حتى توفی.   وقد روى هذه الرؤیا جمعٌ کثیرٌ من کبار علماء أهل السنة مثل الخطیب البغدادی والترمذی وابن جریر والطبرانی والبیهقی وابن مردویه وکذلک رواها علماء الإمامیة مثل الشیخ الکلینی.   وعلى أساس ذلک اعتقدت مجموعة من مفسری الفریقین مثل القرطبی فی تفسیره الجامع والفخر الرازی فی التفسیر الکبیر أنّ هذه الرؤیا تدلّ على أنّ بنی أمیة یتقلدون السلطة بعد رحیل رسول الله "صلى الله علیه وآله وسلم". هذه الأسرة التی کانت سبباً لإثارة الفتن فی العالم الإسلامی وانحرفت بتاریخ الأمة الإسلامیة عن مسارها الطبیعی.   والیوم أیضاً تم استخدام مصطلح (الشجرة الملعونة) وتطبیقه على آل سعود فی نداء الإمام الخامنئی لحجاج بیت الله الحرام من أجل فضح نفس الخط المنحرف عن الإسلام والذی أوجدوه فی العالم الإسلامی ونجم عنه إثارة الفتن الطائفیة بین المسلمین بأقواله وأعماله:   - التعاون والتنسیق بین السعودیة وبین ألد أعداء الأمة الإسلامیة أی أمیرکا والکیان الصهیونی الغاصب.   - الدعم المالی واللوجیستی للتیارات التکفیریة ورعایة داعش والقاعدة.   - الإبادة والقتل الجماعی للشعب الیمنی الأعزل.   - عدم الکفاءة والفشل فی إدارة أزمة منى فی العام الماضی والتی نجم عنها استشهاد أکثر من 7000 حاج من أنحاء العالم الإسلامی.   وما هذه إلا نماذجٌ من الأسباب التی تجعل هذه الشجرة الخبیثة تستحق اللعن.   المصدر: موقع آیة الله السید علی خامنئی