حسین رویورانبمناسبة الذکری الأربعین لإنتصار الثورة الإسلامیة فی إیران، کتب الکاتب والمحلل السیاسی الإیرانی«حسین رویوران» مقالات تحت عنوان"دعم فلسطین؛ من النظریة إلی التطبیق" أشار فیه إلی أثر الثورة الإسلامیة فی إیران علی المقاومة وتأثیر مواقف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة طیلة اربعة عقود علی القضیة الفلسطینیة وطبیعیة الصراع مع العدو الصهیونی.
وکتب حسین رویوران: إن الثورة الإسلامیة فی إیران وکباقی الثورات فی العالم، أثرت علی کافة المجالات وأحدثت تغییرات کبیرة علی جمیع أصعدة الحیاة الثقافیة والسیاسیة والاجتماعیة والعسکریة الأمنیة؛ فی داخل إیران وخارجها.
کان دعم ایران للشعب الفلسطینی وقضیته بعد انتصار الثورة الإسلامیة بقیادة الإمام الخمینی(رض)، من أبرز التطورات التی احدثته الثورة الإسلامیة فی السیاسیة الخارجیة الإیرانیة، وهذا التطور یعتبر الأحدث الأکبر الذی وضّح توجهات الثورة الإسلامیة وتعاملها مع القضایا الإسلامیة.
لایخفی علی أحد، کانت ایران قبل الثورة(أی فترة نظام الشاه ) لها علاقات واسعة مع الکیان الصهیونی. فی عام 1973 وعندما کانت الدول العربیة تستخدم النفظ کسلاح لممارسة الضغوط ضد الدول الغربیة، کانت اسرائیل تستور النفظ الإیرانی مجاناً، وهذا یعنی أن نظام الشاه فی تلک الفترة یدعم الصهاینة حیث کان یصدر شحنات من النفط الإیرانی إلى إسرائیل دون أی مقابل!
لکن الثورة الإسلامیة وبسبب ماهیتها الإسلامیة وایضا بسبب المبادئ والقیم التی قامت علیها، أعتبرت فلسطین والشعب الفلسطینی کجزء من العالم الإسلامی، لذلک أعلنت وبشکل واضح بأنها تدعم حقوق الشعب الفلسطینی وملتزمة باستمرار دعم هذا الشعب لنیل حقوقه، وحریته.
ومع انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران، وقعت مصر واسرائیل -فی 26 مارس 1979 وعقب محادثات کامب دیفید- على معاهدة السلام عرفت بمعاهدة کامب دیفید. ان تلک المعاهدة أخرجت مصر من دائرة الصراع مع العدو الصهیونی. بخروج مصر من دائرة الصراع مع اسرائیل أکد العدید من الخبراء والمحللین الصهاینة بأن المعارک ضد اسرائیل ستتوقف ذلک لأن الجیش المصری کان اکبر جیش یحارب ضد اسرائیل. لکن انتصار الثورة الإسلامیة أفشل تقدیرات الإحتلال حیث انها غیّرت المعادلات کما غیّرت موازین القوی لصالح المقاومة. إن حرکات المقاومة الإسلامیة تأسست بعد انتصار الثورة الإسلامیة، تلک المنظمات التی استطاعت أن تحقق انتصارات کبیرة شد اسرائیل.
ومهما یکن فان انتقال نموذج الثورة الإسلامیة إلی العراق ولبنان وسوریة وفلسطین قد غیّر المعادلات واربک الأعداء وجعلهم یحسبون آلاف الحسابات للمقاومة واستراتیجیتها خاصة بعد تطور سلاح المقاومة وقدرته على توجیه ضربات نوعیة للاحتلال.