کلمة السید نصرالله فی الذکرى السنویة الثانیة لتحریر الجرود الشرقیة
قال السید نصرالله “حدیث الأمیرکیین عن استعادة داعش قوته فی سوریا والعراق خطیر جداً .
قال الامین العام لحزب الله سماحة السید حسن نصرالله فی المهرجان الجماهیری سیاج الوطن فی بلدة العین البقاعیة لمناسبة الذکرى الثانیة لتحریر الجرود من الارهابیین ، قال “أرحب بکم جمیعا أیها الأهل الشرفاء والاعزاء وأشکرکم على هذا الحضور الکبیر الذی اعتبره أول ردا على الاعتداءات الاسرائیلیة لیلة أمس وأتوجه بالتهنئة إلى أهلنا فی البقاع ولبنان لأن نتائج المعرکة حصدها کل لبنان وأبارک للشعب السوری لأن النتائج لم تنعکس فقط على الجانب السوری القریب من الحدود فقط بل کانت جزءا مهما من مجمل المعرکة الکبرى القائمة فی سوریا منذ العام 2011”.
واضاف “نحن بعد أیام قلیلة فی 31 اب تحضرنا ذکرى اختطاف سماحة الإمام القائد السید موسى الصدر ورفیقیه وإن ما عندنا الیوم وعلى مدى عقود من استنهاض وحضور فی المیادین ومقاومة ومن انتصارات یعود بدرجة کبیرة إلى برکة حضور الإمام موسى الصدر فی لبنان ونحن مع اخوتنا فی حرکة أمل نتابع ونواکب هذه القضیة وندعو الله أن یعید علینا هذا الامام وأخویه إلى هذه الساحة لیشهد الانتصارات التی أسس لها ومضى بنا فی طریقها”.
وقال سماحته “یجب أن نتذکر المشروع الذی أعد لسوریا فی العام 2011 الذی لم یکن هدفه لا الدیمقراطیة والتغییر الداخلی بل نظام مقاوم وکان هناک خریطة للسیطرة على المنطقة وإعادة تقسیمها وقتالنا منع التقسیم وسیمنع التقسیم فی کل البلدان العربیة والاسلامیة ویجب أن نستحضر فی المشهد سیطرة الجماعات التکفیریة على السلسلة الشرقیة والخیارات السیاسیة ومن ساند هؤلاء وسهل لهم ونقل لهم السلاح والذخائر ومن فتح لهم الحدود ومن راهن علیهم ودافع عنهم ومن عطل الدولة ومنع الجیش من المواجهة ومن قدم لهم التغطیة السیاسیة والاعلامیة”.
واردف “یجب أن نستحضر فی المشهد من قاتل، لأن هناک تزویر فی التاریخ، ومن قاتل فی السلسلة الشرقیة وفی الزبدانی یجب أن نتذکر أن المعرکة منذ بدایتها قامت على أکتاف الجیش العربی السوری والمقاومة والجیش اللبنانی فی تلک المرحلة کان ممنوعا من التصرف ونحن لا نحتفل بالقتال فی الاسابیع الأخیرة بل فی التحریر”.
واعتبر سماحته ” معرکة طرد جبهة النصرة قامت على اکتاف المقاومة وثم کانت المرحلة الأخیرة ضد داعش والتی شارک فیها الجیش اللبنانی والبعض عندما یستذکر معرکة الجرود یتجاهل المقاومة والجیش السوری وهذا جحود وانکار للشمس الساطعة والانکار لن یقلل من أهمیة المقاومة والجیش السوری بل یعبر عن مستوى من الانحطاط الاخلاقی والسیاسی ، والمحتشدون الیوم هم أهل الحقیقة والحق ویعرفون الحقیقة وهم صناعها وهذه هی میزة أن نقیم لهذا الانتصار احتفالا لیعرف الجاحدون أنهم لن یقدموا ولن یؤخروا فی معادلة المقاومة”.
وقال السید نصرالله “حدیث الأمیرکیین عن استعادة داعش قوته فی سوریا والعراق خطیر جداً والتهدید الأمیرکی لا یزال قائماً وأمیرکا هی التی نقلت بعض قیادات داعش إلى أفغانستان والطائرات الأمیرکیة لها صور عند العراقیین والأفغان توثق هذا الأمر وهذا ضمن الرؤیة الأمیرکیة لمستقبل أفغانستان المبنی على عودة الحرب الأهلیة إلى أفغانستان والیوم یجب أن نفخر بالانتصار بکرامة وعزة لکن یجب أن نبقى حذرین بأن الجرح لا یزال مفتوحا”.
ولفت “الیوم استطیع أن أقول أن داعش الیوم أبعد ما یمکن أن یکون عن بلدنا وأیضا جبهة النصرة أبعد ما تکون عن لبنان وحدود لبنان بعد تحریر کامل الریفی الشمالی لحماه والتقدم والتفوق الحاصل فی ریفی حماة وادلب یبعد الأخطار عن لبنان وهذا له نتائجه المهمة على سوریا ویعنی أن سوریا تسیر بخطة ثابتة نحو النصر والدولة والقیادة والجیش فی سوریا فی احسن حال وقادرة على صنع الانجازات والانتصارات وادلب وشرق الفرات سیعودان إلى سوریا ، والاخطار الارهابیة والتفکیریة فی شکلها العسکری فی الحد الأدنى أصبحت بعیدة عن حدودنا وهذا ما کان لیحصل لولا الشهداء والجرحى ویجب أن نتوجه بالشکر إلى سوریا قیادة وجیشا وشعبا على کل الضحیات ویجب أن نقدم الشکر إلى الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة .فالخطر بات بعیدا جدا لکن لا یجب أن نتصرف على أساس أن الخطر انتهى والجیش السوری نزولا عند طلبنا ابقى على انتشاره الواسع على طول الحدود لمنع السماح بعودة الارهابیین إلى حدودنا على سبیل الاحتیاط ، قبل أشهر قلیلة وصلنا إلى نتیجة بأنه لم یعد هناک حاجة لهذا الانتشار الواسع فتم تقلیص هذا الحضور بالمقدار الذی یحافظ على أمن الحدود من الجهة السوریة ونحن لا نزال موجودین وعندما تدعو الحاجة ممکن أن یلتحق الآلاف”.
واردف سماحته “کنا نأمل أن تتحرک الدولة بمسؤولیة مختلفة نحو هذه المنطقة التی دافعت عن لبنان بعد التحریر ویجب أن نذکر بمسؤولیة الدولة تجاه الالاف اللبنانیین الذین یعیشون فی قرى القصیر وهؤلاء هم الذین حافظوا على النقطة التی انطلق منها الجیش السوری والمقاومة للتأسیس لهذا النصر ونؤکد أن الأمن فی البقاع مسؤولیة الدولة والجیش والاجهزة الأمنیة وکنت دائما أقول أنه لا یجوز أن نسمح لأحد بأن یدفع لیتحمل حزب الله أو أی قوى سیاسیة هذه المسؤولیة ولا یجوز على الاطلاق أن یسمع أهل البقاع مقولة نحن لا علاقة لنا وهذا لیس منطق دولة ولیس منطق مسؤولی دولة ولا یجوز أن تکون هکذا عقلیات تتحمل مسؤولیة فی الدولة فالبقاع ومنطقة بعلبک الهرمل هی التی حفظت هذه الدولة”.
واوضح “من لیس مستعدا لتقدیم التضحیات من أجل أمن الناس والحفاظ على سلامتهم فلیعتذر ویقدم استقالته ولیأتی من هو قادر على تحمل المسؤولیة والناس فی المنطقة یجب أن یتحملوا جزءا من المسؤولیة فی ضبط ابنائهم وتفهم تعب ومعاناة الجیش عندما تحصل أخطاء والجیش اللبنانی ضباط وعناصر لیسوا معصومین وقد یرتکبوا أخطاء لکن لا نستطیع أن نطالب بتدخل الجیش وبحال وقع خطأ ما نقیم الدنیا على الجیش ونطالب بمنع الخطأ لکن لا یجوز أن یتحول الخطأ إلى رفع غطاء شعبی عن الجیش لأن هذا ما یریده المجرومون ولا بدیل لکم عن الجیش والقوى الأمنیة”.
وقال السید نصرالله “من لیس مستعدا لتقدیم التضحیات من أجل أمن الناس والحفاظ على سلامتهم فلیعتذر ویقدم استقالته ولیأتی من هو قادر على تحمل المسؤولیة والناس فی المنطقة یجب أن یتحملوا جزءا من المسؤولیة فی ضبط ابنائهم وتفهم تعب ومعاناة الجیش عندما تحصل أخطاء والجیش اللبنانی ضباط وعناصر لیسوا معصومین وقد یرتکبوا أخطاء لکن لا نستطیع أن نطالب بتدخل الجیش وبحال وقع خطأ ما نقیم الدنیا على الجیش
ونطالب بمنع الخطأ لکن لا یجوز أن یتحول الخطأ إلى رفع غطاء شعبی عن الجیش لأن هذا ما یریده المجرومون ولا بدیل لکم عن الجیش والقوى الأمنیة ولا یجوز تحمیل مسؤولیة الجرائم للاهمال والحرمان وبعض الجرائم ارتکبها أغنیاء وبعضها له علاقة بالجهل والحقد وباعتبارات لا تمت إلى ثقافة واخلاق المنطقة بصلة ولا یجوز أن نضع کل شیء على شماعة الاهمال والحرمان”.
” بالنسبة للهم الإنمائی، نواب المنطقة یتابعون بکل جدیة ومعهم حزب الله کل المشاریع التی تهم المنطقة وشکلنا طاقما قیادیا لدعم مسعى النواب والمنطقة فی هذا الاتجاه وهناک انجازات تحققت وانجازات ستتحقق وهذا الأمر سیتابع بکل التفاصیل من قبل نواب المنطقة واخواننا وهناک أمور تحتاج إلى جهود سیاسیة مضاعفة ونحن نصر على انجاز مجلس بعلبک الهرمل وکذلک بالنسبة إلى عکار ، فالبعض قد یقول أنه یجب إعادة النظر فی کل الهندسة الخدماتیة، لا مشکلة لکن لیکون هذا المجلس مؤقتا إلى حین الانتهاء من هذه الهندسة وهذا الامر یحتاج إلى المزید من الجهود مع الکتل والقوى السیاسیة ولکن نحن واجبنا أن نسعى بکل استطاعتنا ویجب أن تعملوا أننا أمام عوائق کبیرة بسبب الفساد والمحاصصة”.
ولفت “سنواصل جهدنا وسنحقق الانجازات وعندما نصل فی أی وقت إلى الحائط المسدود بسبب الفساد أو المحاصصة أو عدم استیعاب البعض سنعود الیکم ونستعین بکم وهناک شیء متعمد وهناک جیوش الکترونیة تتدخل عند أی مفصل أو حادث، وأعتقد أن هناک من یتعمد تشویة صورة البقاع وبعلبک والهرمل ونحن نرفض أی تشویه لصورة هذه المنطقة والعنوان الحقیقی لأهل هذه المنطقة هو الشرف والکرامة والعزة والنبل والکرم والشهامة والاستعداد العالی للتضحیة وحمایة الجار وکنا نجد أهل هذه المنطقة وشبابها فی کل الجبهات منذ العام 1982″.
الامین العام لحزب الله اکد ان”ما حصل لیلة أمس هو خطیر جداً وسأشرح وجه الخطورة والموقف یجب أن یکون بمستوى الحدث والخطر ولا یجب تسخیف الموضوع ودخلت طائرة مسیرة وطائرة نظامیة وهی موجودة لدینا وقد نعرضها على وسائل الإعلام وحطام الطائرة الثانیة لیست من نوع الطائرات التی یتم استئجارها لتصویر الأعراس والمناسبات بل طائرة عسکریة وما حصل لیلة أمس هو هجوم بطائرة مسیرة انتحاریة على هدف فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت”.
وتابع “لا یقلل من خطر من حصل فجر الیوم عدم وجود ضحایا أو جرحى ومن لطف الله أن هذا الأمر حصل لیلة الأحد وأغلب المواطنین فی الجنوب والبقاع وإلا لسقط شهداء والجرحى والهجوم المسیر الانتحاری فجرا هو أول عمل عدوانی منذ 14 آب 2006 وهذا خرق لقواعد الاشتباک التی تأسست بعد حرب تموز وهذا خرق کبیر وخطیر فأی سکوت عن هذا الخرق سیؤدی الى تکرار السیناریو العراقی فی لبنان وبالنسبة لنا یکون نتنیاهو مشتبها إذا کان یعتقد أن هذه الحادثة ستقطع ، مخازن للحشد الشعبی تستهدف من خلال طائرات مسیرة مع تلمیح اسرائیلی إلى تحمل المسؤولیة والمفاخرة فکیف یتعاطى معه العراقیون هذا شأنهم، لکن بالنسبة لنا فی لبنان نحن لا نسمح بمسار من هذا النوع ، ونحن سنفعل کل شیء لمنع حصول مسار من هذا النوع وعلى أیدینا وعلى مقدراتنا والدولة تقوم بمسؤولیاتها، ونحن فی المقاومة لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما کلف الثمن
وانتهى الزمن الذی تأتی فیه طائرات اسرائیلیة تقصف مکانا فی لبنان ویبقى الکیان الغاصب فی فلسطین آمن وأنا الیوم أقول لسکان الشمال ولکل سکان فلسطین المحتلة لا تطمئنوا ولا تعتقدوا أن حزب الله سیسمح بعدوان من هذا النوع”.
واضاف “نحن من 2000 وبعد 2006 تعایشنا مع المسیرات ولم نکن نسقطها وکنا نطالب بالمعالجة والقرار 1701 یمنع الخروقات والمسیارات لم تعد مسیرات خرق للسیادة بل مسیرات تفجیر وعملیات انتحاریة وعملیات قتل ومن الآن وصاعدا سنواجه المسیرات الإسرائیلیة فی سماء لبنان وعندما تدخل إلى سماء لبنان سنعمل على اسقاطها ولیعلم الاسرائیلی بذلک من الآن ولن ننتظر أحد فی الکون وإذا أحد فی لبنان حریص على عدم حصول مشکل لیتحدث مع الأمیرکان کی یطلبوا من الاسرائیلیین أن ینضبوا”.
وقال السید نصرالله “ما حصل فی سوریا أمس قصف جوی استهدف أحد المنازل فی بلدة عقربا فی ضواحی دمشق ونتانیاهو فاخر بما قام به وأعلن أن المستهدف مرکز لقوة القدس وبأن المستهدف ایرانیون ویقدم نفسه کبطل قومی وشجاع ومقدام ونتنیاهو یکذب على شعبه ویبیعهم کلام فارغ ویخالف الحقائق الواقعیة والمیدانیة والجیش الاسرائیلی أغار أمس على مرکز لحزب الله وهو بیت ولیس موقعا ایرانیا والمکان المستهدف فی سوریا لا یوجد فیه إلا شباب لبنانیون من حزب الله وارتقى فیه شهیدان هما یاسر ضاهر وحسن زبیب وسأعید تذکیر العالم بهذا الالتزام اذا قتلت اسرائیل ایا من أخواننا فی سوریا سنرد فی لبنان ولیس فی مزارع شبعاوأقول للجیش الإسرائیلی على الحدود “قف على الحائط على اجر ونصف وانطرنا” یوم أو اثنین أو 3 أو 4 وأقول للاسرائلیین ما حصل لیلة أمس لن یقطع وأقول للاسرائیلیین نتنیاهو ینظم انتخابات بدمائکم ویستجلب لکم النار من کل مکان”.
وختم السید نصرالله “نحن جیش وشعب ومقاومة، صنعنا أمننا فی الجنوب والبقاع ولبنان بأیدینا وتحملنا أعباء أن یکون لبنان واحة أمن وسلام ولن نسمح باعادة عقارب الساعة إلى الوراء أو أن یصبح لبنان مستهدفا وهذا الأمر بالنسبة الینا خط أحمر ونأمل أن یکون هناک موقف وطنی موحد والعودة إلى الإنقسامات لن تقدم ولن تؤخر وسندافع عن بلدنا عند کل حدود وسندافع عن سماؤنا بما نستطیع وهذه المرحلة الجدیدة فرضها العدو
ونحن حاضرون أن نجوع لکن أن نبقى اعزاء ونحن أمام مرحلة جدیدة ولیتحمل الجمیع مسؤولیته فی هذه المرحلة”.
المصدر: المنار