ردود فعل منددة بتصریحات الخارجیة الأمریکیة بشأن مستوطنات الضفة

أثارت تصریحات وزیر الخارجیة الامریکیة، مایک بومبیو التی أعلن فیها أن الادارة الامریکیة لم تعد تعتبر المستوطنات فی الضفة الغربیة مخالفة للقانون الدولی، جملة من ردود الفعل المنددة، و شاجبة، معتبرة أن هذه التصریحات مخالفة للقوانین و الأعراف الدولیة.

    فقد عقبت حرکة الجهاد الاسلامی على تصریح وزیر الخارجیة الامریکی، مایک بومبیو، الذی اعلن أن بلاده لا تعتبر مستوطنات الضفة الغربیة مخالفة للقانون الدولی. و قالت الحرکة فی تصریح صحفی مساء الیوم الاثنین: "إن هذا تصریح استعماری وعدائی ، فاقد لأی شرعیة، ودلیل جدید على الوجه الأمریکی القذر فی دعمها للاحتلال والارهاب" . و أکدت الحرکة على ضرورة تصعید المقاومة ضد الاستیطان فی الضفة الغربیة والقدس ، مجددة دعوتها للقاء وطنی ینهی الانقسام ویعید توجیه کل الطاقات الشعبیة والوطنیة فی مواجهة الاحتلال .   و أشارت حرکة الجهاد الى أن الصمت العربی إزاء العدوان على غزة والقدس والضفة ، شجع الادارة الامریکیة على الإمعان فی الاستخفاف وإعلان هکذا قرارات عدائیة. کما طالبت الحرکة بموقف عربی موحد رافض لهذه التصریحات وخطوات عملیة واضحة ومحددة لمواجهة الصلف الأمریکی والعدوان الصهیونی . من جهتها اعتبرت الرئاسة الفلسطینیة اعلان بومبیو بأنه باطل ومرفوض، و یتعارض کلیاً مع القانون الدولی و قرارات الشرعیة الدولیة، التی ترفض الاستیطان، وخصوصاً القرار "2334". و قال الناطق باسم الرئاسة، نبیل أبو ردینة فی تعلیقه على تصریح بومبیو: " أن الإدارة الأمیرکیة غیر مؤهلة أو مخولة بإلغاء قرارات الشرعیة الدولیة، ولا یحق لها أن تعطی أیة شرعیة للاستیطان الإسرائیلی".   و أکد أبو ردینة بأن الرئاسة الفلسطینیة ترفض هذه التصریحات وما سبقها من قرارات بشأن القدس ، کما تطالب دول العالم برفضها وإدانتها لأنها غیر قانونیة وتهدد السلم والأمن الدولیین. و جدد أبوردینة التأکید على أن الإدارة الأمیرکیة فقدت تماما کل مصداقیة ولم یعد لها أی دور فی عملیة السلام، محملا إیاها المسؤولیة الکاملة عن أی "تداعیات لهذا الموقف الخطیر". کما استهجن رئیس الوزراء، محمد اشتیة تصریحات وزیر الخارجیة الأمریکی، معتبراً أنها استهزاء بالقانون الدولی والقرارات الدولیة التی تجرم الاستیطان بشکل واضح، وتحرم نقل السکان إلى الأرض المحتلة . وقال اشتیة فی تعقیبه على تصریحات بومبیو: "إن انحیاز إدارة ترامب لأشد التیارات تطرفا فی إسرائیل یعمیها عن رؤیة المبادئ الأساسیة للقانون الدولی، ناهیک عن الإجماع الدولی برفض الاستیطان وتجریمه، وهو محاولة لدعم نتنیاهو فی اللحظات الأخیرة من المنافسة على منصب رئیس الوزراء".   وأکد أن المستوطنات الإسرائیلیة غیر قانونیة وتشکل جرائم حرب بحق الأرض والبشر، وتشکل عائقا لإقامة دولة فلسطین. وطالب اشتیة، المجتمع الدولی بالتصدی لهذا التصریح الخطیر الذی یشکل ضربة للجهود الدولیة لإحلال السلام منذ 25 عاما، وترجمة بیاناته السیاسیة إلى أفعال على الأرض بالاعتراف بالدولة الفلسطینیة على حدود 1967 مع القدس عاصمة لها . بدورها اعتبرت حرکة حماس على لسان الناطق باسمها عبد اللطیف القانوع بأن الادارة الامریکیة بهذا التصریح قبرت اتفاق اوسلو،و بدد أوهام کل من یعول على مشروع التسویة الفاشل. و قال القانوع فی تصریح له عبر تویتر : "سیبقى الاحتلال وقطعان مستوطنیه کیان غیر شرعی وسیزول بإرادة شعبنا وصموده ومقاومته الشاملة ونضاله المستمر". وزارة الخارجیة والمغتربین من ناحیتها أدانت بأشد العبارات الموقف الذی أعلن عنه وزیر الخارجیة الأمیرکی مایک بومبیو هذه اللیلة بشأن المستوطنات الأرض الفلسطینیة المحتلة، معتبرة أن هذا الاعلان حلقة جدیدة من حلقات العدوان الأمیرکی على شعبنا وحقوقه، وامتدادا للانقلاب الأمیرکی المفضوح على الشرعیة الدولیة وقراراتها وعلى القانون الدولی، وخطوة أخرى لوأد عملیة السلام وحل الدولتین.   وأکدت الوزارة، فی بیان لها، أن هذا الموقف المنحاز للاحتلال وسیاساته الاستیطانیة یعتبر ضوءا أخضر لدولة الاحتلال لضم الضفة الغربیة المحتلة وفرض القانون الإسرائیلی علیها. وحملت الوزارة، الإدارة الأمیرکیة المسؤولیة الکاملة والمباشرة عن نتائج وتداعیات إعلان بومبیو المشؤوم، خاصة على أمن واستقرار المنطقة برمتها. وبینت أنها تدرس، بالتنسیق مع الأشقاء والأصدقاء، أنجع السبل السیاسیة الدبلوماسیة والقانونیة للرد على هذا الإعلان المشؤوم ومواجهته. وأکدت أن إعلان بومبیو لن ینشئ حقا لدولة الاحتلال فی الأرض الفلسطینیة المحتلة، ولن یتمکن من شرعنة وتبییض الاستیطان الاستعماری، وسیبقى الاستیطان غیر شرعی وباطل من أساسه.   وطالبت الوزارة، المجتمع الدولی والأمم المتحدة والدول وکل من یدعی الحرص على تحقیق السلام وفقا لحل الدولتین، بسرعة التحرک لمواجهة التمرد الأمیرکی على الشرعیة الدولیة وقراراتها، والمحاولات الأمیرکیة الهادفة لاستبدال القانون الدولی بشریعة الغاب وعنجهیة القوة. کما  أدانت هیئة مقاومة الجدار والاستیطان بأشد العبارات إعلان الولایات المتحدة الأمیرکیة "أن المستوطنات لا تنتهک القانون الدولی"، واعتبرته قرارا یهدد السلم والأمن الدولیین. واعتبر رئیس هیئة مقاومة الجدار والاستیطان الوزیر ولید عساف، أن هذا القرار ینسف القرارات الدولیة الصادرة عن الهیئات الدولیة، ومجلس الأمن، والجمعیة العمومیة للأمم المتحدة، وهو انتهاک صارخ للقانون الدولی الذی یدین الاستیطان وبناء وتوسعة المستوطنات فی الأراضی الفلسطینیة ویعتبره مخالفا للشرعیة الدولیة وقراراتها.   وأوضح أن إعلان وزیر الخارجیة الأمیرکی باطل ومرفوض ومدان، ویتعارض کلیا مع القانون الدولی وقرارات الشرعیة الدولیة، موضحا أن هناک إجماعا دولیا قانونیا وسیاسیا من کافة المؤسسات الدولیة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولی رقم 2334 وقرارات الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبی، وفتوى محکمة العدل الدولیة "لاهای" بما فیها قرارات لإدارات أمیرکیة سابقة تعتبر الاستیطان غیر شرعی ومخالف للقانون الدولی .   وأردف أن الإدارة الأمیرکیة وحلیفتها إسرائیل تتصرفان خارج الإجماع الدولی السیاسی والقانونی، معتبرا أن هذا الموقف یأتی فی إطار فرض وتنفیذ صفقة القرن المرفوضة، وهو دعم لموقف نتنیاهو الذی بات قاب قوسین أو أدنى من دخول السجن فی محاولة یائسة وبائسة لإنقاذه وهو الذی صرح مؤخرا ومجموعة من قادة الاحتلال المتطرفین بضرورة ضم الضفة الغربیة أسوة بمرتفعات الجولان. ودعا عساف أبناء شعبنا إلى رفض هذا القرار واعتباره کأنه لم یکن، والعمل على تصعید المقاومة الشعبیة السلمیة ضد کل أشکال الاستیطان، وممارسات المستوطنین، وانتهاکات جنود الاحتلال بحق أبناء شعبنا والاستیلاء على الأراضی، وهدم المنازل، والتهجیر القسری للسکان .