امریکا تتحول من الهجوم الى الدفاع فی مواجهة ایران ؟!

مقال "خالد الجیوسی" بدا بالتنویه الى إعدادات الجیش الأمریکی، وقوّاته البحریّة تحدیدًا، اثر المناورات التی اجرتها إیران، والتی تضمن استحضار نسخة من حاملة طائرات أمریکیّة “وهمیّة” صنعتها، وقامت بمُهاجمتها، فی مشهدٍ لافتٍ وتحد واضح للولایات المتحدة الأمریکیّة، وأسطولها البحری، الذی تُباهی به کقوّة عُظمى لا تُقهر. وراى الکاتب ان الرسائل الإیرانیّة من هذه المناورات ، کثیرة، أوّلها وفق مُعلّقین، أنّ البحریّة قادرةٌ على تنفیذ مثل تلک الهجمات فی حال اندلاع مُواجهة مع أمریکا، والتهدیدات الإیرانیّة، لیست فقط حبرًا على ورق، الأهم من ذلک توقیت التدریب، ومُحاکاة الهُجوم على الحاملة الأمریکیّة، فی خضم توتّرات مع واشنطن ، وانفراط عقد الاتفاق النووی معها. وتطرق الجیوسی الى تصریح المتحدّثة باسم الأسطول الخامس الأمریکی المُتمرکز فی البحرین، عوالتی علقت فیه على المناورات الهجومیة الایرانیة ، حیث قالت إنها لا تعلم ما تأمل إیران تحقیقه من صناعة هذا النموذج، أو القیمة التکتیکیّة من استخدام هذا النموذج، فی تدریب أو سیناریو هُجومی. واعرب الجیوسی عن اعتقاده بان المُتحدّثة ذاتها "ریبیکا ریباریتش، بدا أنها تُقر بشکلٍ أو بآخر بقدرة هذا الهُجوم “الوهمی” على تحقیق أهدافه، أو ما أسمته “القیمة التکتیکیّة”، حیث أکّدت ثقتها الثابتة بالمُقابل فی قُدرة قوّاتنا البحریّة، الدفاع عن نفسها، ضد أی تهدید بحری . واللافت أنّ مهمّة هذه القوّات البحریّة الأمریکیّة عادةً الهُجوم للاحتلال، وإسقاط الأنظمة المُعادیة لأمریکا، وقلّما تأخذ وضعیّة الدفاع، ضد أی “تهدید بحری” على حد وصف ریباریتش، والنظام الإیرانی واحد من تلک الأنظمة المُعادیة لها، والتی ترغب بإسقاطه، سلماً، أو حرباً. وفی جانب اخر من مقاله یشر الکاتب الى ان حاملة الطائرات الأمریکیّة أو الإیرانیّة الوهمیّة، تُشبه إلى حدٍّ کبیر، الحاملات الأمریکیّة من طراز “نیمیتز”، والتی یستخدمها الأسطول الأمریکی عادةً لضبط أمن الملاحة، داخل الخلیج ( الفارسی ) ، ولیس عابرًا وفق خبراء، أن تُحاکی البحریّة الإیرانیّة تدریباً یُهاجم مجسّم ذات الطراز (نیمیتز)، بالتزامن مع دخول الأصلیّة میاه الشرق الأوسط، آتیةً من المُحیط الهندی. ویلفت الکاتب الى ان کل هذا بطبیعة الحال، کشفته صور الأقمار الصناعیّة، ولم یتحدّث عنه علناً المسؤولون الإیرانیّون، لکن السلطات الإیرانیّة، تُدرک تماماً، أو تتعمّد إجراء المناورات تحت أعین أعدائها، وخُصومها، حیث هی، وحلفائها فی المنطقة، توجّه لهم اتّهامات، بتهریب الأسلحة لحرکات المُقاومة، وتنفیذ عملیّات نوعیّة، وسریّة، ضد أهداف أمریکیّة، وإسرائیلیّة، ویعلم العالم بها بعد تنفیذها للمُفارقة. ویختم الجیوسی مقاله قائلا : بالرّغم من أنّ الرّد الإیرانی، على “تحرّش” مُقاتلة أمریکیّة، بطائرة مدنیّة إیرانیّة (ماهان) فی الاجواء السوریة، لم تتوضّح معالمه بعد، أو أنه سیجری فی الأطر الدبلوماسیّة، کون الحادثة لم تسفر عن خسائر بشریّة، اعتبرت صحیفة “همشری” الیومیّة الإیرانیّة، إن الهدف من المُناورة والمُحاکاة الوهمیّة، الرّد على حادثة الطائرة، وهو ما یطرح تساؤلات عن استعداد فعلی وحقیقی للانتقام اللاحق، فی حال اندلاع المُواجهة، أو التوقّف عن استفزاز الإیرانیین .