ظریف: خطأ حسابات القوى الکبرى خلف عواقب وخیمة

واشار محمد جواد ظریف الیوم الاثنین فی الجلسة الثانیة من سلسلة خطباته تحت عنوان "العالم فی المرحلة الانتقالیة" ، إلى الغزو الأمیرکی للعراق باعتباره أحد الأخطاء فی حسابات القوى العظمى  وقال انه عندما تم تنفیذ هذا الغزو کان هناک الکثیر من الغموض حول هذا الهجوم ، ولکن کان هناک شیء واحد واضح للغایة، کان من الواضح منذ البدایة أن هذه الحرب ستؤدی إلى نمو التطرف فی العالم. واوضح ظریف ان التطرف کان بسبب خطا الحسابات وسوء التقدیر والاحتلال فالمشکلة الرئیسیة التی أدت إلى الوضع المؤسف الحالی هی مشکلة سوء الفهم وسوء التقدیر التی أدت إلى أخطاء القوى الإقلیمیة والقوى العظمى. وأشار إلى فقدان ادراک نهایة هذه الفترة الانتقالیة  وقال اننا نعیش فی هذه المرحلة منذ 30 عامًا ولا یجب أن نتنبأ بموعد نهایتها فهذه فترة طویلة، فمرحلة الحرب الباردة استمرت نحو خمسین عاما. واعتبر ظریف المنافسة الشدیدة بانها من خصوصیات هذه المرحلة وقال ان هذه المنافسة لها أهداف قصیرة ومتوسطة المدى. وقال ظریف فی جانب من خطابه یوم الاثنین الأسبوع الماضی ان العقود الثلاثة الماضیة کانت واحدة من اکثر المراحل اضطرابا  بالعالم حیث شهدنا حروبا وتغیرات جذریة وکوارث فی المجتمع الدولی واضاف  ان  البعض یرید تحدید نظام عالمی جدید بعد کورونا ولن یکون النظام العالمی الجدید غربیًا بعد الآن. وتابع وزیر الخارجیة ان القوى العظمى ارتکبت خطا فی الحسابات فإعلان النظام العالمی الجدید من قبل رئیس الولایات المتحدة آنذاک ، ومسألة الحکومة العالمیة والقرن الأمریکی الجدید ، وإعلان النصر من على متن السفینة الحربیة الأمریکیة قبل اکثر من ثلاثین عاما کانت محاولات لتقریر المستقبل. وقال ظریف فی جزء آخر من کلمته الیوم انه لا یمکننا أن یکون لدینا استنتاجات مبسطة من الحقائق لان مثل هذه الاستنتاجات ستقود  إلى کارثة کما ان التفکیر الجاف وغیر المرن یمکن أن یؤدی أیضًا إلى الکوارث. واضاف ان الفقر الیوم تحد عالمی و إن العواقب الناجمه عنه بعیدة المدى وعالمیة و لا یمکن حل هذا التحدی بجهود دولة واحدة أو أکثر فمثل هذه التحدیات تتطلب اتباع نهج عالمی وجماعی و إن تفشی فیروس کورونا هو أیضًا تحد عالمی الیوم یتطلب حلًا عالمیًا. واشار ظریف فی جانب اخر من کلمته الى قضیة الإرهاب واحداث الحادی عشر من سبتمبر فی نیویورک  وقال ان الارهاب هو الاخر تحد عالمی وان توفیر الأمن یتطلب ارادة واجراء عالمی و لا یمکن لأحد أن یوفر الأمن فی العالم وحده فأمن ای بلد هو أمن الدول الأخرى ، وبالتالی  فإن توفیر الأمن فی العالم یتطلب جهودًا جماعیة من جمیع البلدان.