الیمن: شبح الاغتیالات یعود إلى عدن واتهامات لخلایا مدعومة إماراتیاً
عاد شبح الاغتیالات من جدید إلى مدینة عدن الیمنیة، الخاضعة لسیطرة میلیشیات المجلس الانتقالی الجنوبی المدعوم إماراتیاً، وذلک غداة تدشین محافظها الجدید، أحمد حامد لملس، مهامه رسمیاً بموجب التفاهمات الأولیة من اتفاق الریاض الذی ترعاه السعودیة بین حکومة المستقیل منصور هادی والانفصالیین.
وقال مصدر محلی بعدن، إن مسلحین مجهولین اغتالوا، مساء الأحد، القیادی بحزب التجمع الیمنی للإصلاح، عوض فدعق، فی مدیریة المنصورة، بمحافظة عدن. وأشار المصدر إلى أن عملیة الاغتیال تمت فی شارع السجن بمدیریة المنصورة، وأن عددا من المواطنین حاولوا نقل الضحیة لتلقی الإسعافات، لکنه فارق الحیاة بشکل فوری.
ولم تعلن أی جهة مسؤولیتها عن الحادثة على الفور، لکن عددا من العملیات المشابهة وقعت خلال السنوات الخمس الماضیة، وطاولت عددا من قیادات التجمع الیمنی للإصلاح، حیث سعت الإمارات لاجتثاث الحزب من مدینة عدن، بتهمة الانتماء لتنظیم "الإخوان المسلمین".
ووصف الموقع الرسمی للإصلاح "الصحوة نت"، فدعق بأنه "أحد الشخصیات الاجتماعیة بالحزب"، دون ذکر منصبه القیادی، واعتبر أن الحادثة "جریمة تأتی ضمن مسلسل الاغتیالات التی طاولت قیادات وأعضاء التجمع الیمنی للإصلاح فی عدن خلال الفترة الماضیة". ولم یتهم موقع الإصلاح بشکل صریح أی جهة بالوقوف وراء الحادثة، لکن ناشطین على مواقع التواصل الاجتماعی حمّلوا المسؤولیة لمن سموهم بـ"مرتزقة الإمارات"، والقیادی السلفی بالمجلس الانتقالی، هانی بن بریک، والذی یتهم بإدارة خلایا اغتیالات ممولة إماراتیا لتصفیة قیادات "الإصلاح" منذ سنوات.
وفی أول تعلیق رسمی، کشفت شرطة عدن، فی بیان صحافی، أن الجانی أحد منتسبی المنطقة العسکریة الرابعة، لکنها زعمت أن القتل کان غیر متعمّد وعن طریق الخطأ.
وفی روایة قوبلت بتهکم واسع، أفاد المتحدث الرسمی لشرطة عدن، عبد الرحمن النقیب، بأن الجانی لم یکن یعرف القیادی الإصلاحی "فدعق" مسبقاً، لافتاً إلى أن السبب، هو أن القاتل بینما کان على متن دوریة عسکریة، ویده على الزناد بالقرب من طریق سجن المنصورة، مرّت الدوریة على إحدى الحفر فی الطریق، وهو ما أدى إلى انطلاق رصاصة من البندقیة عن طریق الخطأ أصابت المواطن فدعق.
واعتبر متحدث شرطة عدن أن الحادثة "قضاء الله وقدره ولا مرد له، لافتاً إلى أن الجانی، حاول على الفور إسعاف الضحیة إلى المستشفى الکوبی، وظل بجواره حتى فارق الحیاة، قبل أن یتم نقله إلى البحث الجنائی لاتخاذ الإجراءات بحسب النظام والقانون.
ووفقاً لبیان سابق صادر عن حزب الإصلاح، فقد تعرضت قیاداته لعدد من الانتهاکات خلال السنوات الماضیة، منها 9 عملیات اغتیال، أبرزها طاولت رئیس المکتب التنفیذی الأسبق، صالح حلیس، والذی تم اغتیاله فی ذات المدیریة، منتصف أغسطس/آب 2016.
کما قامت قوات مدعومة إماراتیا بإحراق ومداهمة 5 مقرات تابعة لحزب الإصلاح فی عدن، ومداهمة 4 منازل لقیادات بارزة، حسب بیانات سابقة للحزب.
وتأتی عملیة الاغتیال غداة یوم من استلام محافظ عدن الجدید الموالی للمجلس الانتقالی، أحمد لملس، مهامه رسمیا، وهو ما اعتبره ناشطون مؤشرا على تدشین مرحلة جدیدة لعرقلة اتفاق الریاض، خصوصا أن المجلس الانتقالی الجنوبی یرفض الدخول فی تفاصیل الشق العسکری والأمنی من الاتفاق رغم انتهاء الفترة الزمنیة الجدیدة أمس السبت.
ولا یزال مدیر شرطة عدن الجدید، أحمد الحامدی، فی العاصمة السعودیة الریاض، ووفقا لمصادر "العربی الجدید"، فإن السعودیة أرجأت عودته حتى تنفیذ الانفصالیین للشق العسکری والأمنی من اتفاق الریاض.
وکان محافظ عدن الجدید، قد عقد، الأحد، أول اجتماع له فی مقر المحافظة، وأکد اعتماد حکومة المستقیل منصور هادی "موازنة عاجلة" لتنفیذ البرنامج الاستثماری لعدن، فضلا عن مشاریع تنمویة سیتکفل بها البرنامج السعودی لتنمیة وإعمار الیمن، وفقا لبیان نشرته وکالة "سبأ" الرسمیة.
